أكيد – حسام العسال
نقلت عدة مواقع إخبارية ما تداوله مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي حول قيام مجموعة من السياح الإسرائيليين بنصب لافتة في مدينة البترا الأثرية تحوي كتابة باللغة العبرية "تُمجد جنديين اسرائيليين" قُتلا في عملية نفذها ثلاثة فلسطينيين في القدس يوم الجمعة الماضي، لتقوم عدة مواقع لاحقاً بتوضيح حقيقة محتوى اللافتة التي تبين أنها لا تمجد الجنود القتلى، وإنما هي لافتة لطلب الزواج من إحدى السائحات.
الصورة انتشرت بدايةً على منصة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وسط انتقاد كثيف لهذا الفعل، وللسماح برفع اللافتة على الأراضي الأردنية، وخصوصاً في الوقت الذي تُغلق فيه سلطات الاحتلال المسجد الأقصى على خلفية عملية يوم الجمعة.
العديد من المواقع الإلكترونية أخذت الصورة من منصات التواصل الاجتماعي مدعيةً أنها لافتة تُمجد الجنود القتلى دون أن يتم التحقق من محتوى اللافتة وترجمتها، واتخذت هذه المواقع من مستخدمي التواصل الاجتماعي مصدراً لها، إذ تضمنت العديد من الأخبار عبارة "تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي".
في المقابل صححت مواقع إخبارية خطأ نشرها لخبر غير صحيح وعدم تثبتها من محتوى اللافتة، بحذف الخبر وإعادة نشر خبر جديد يتضمن حقيقة ما احتوته اللافتة.
وبعد التثبت من حقيقة مضمون اللافتة نُقل تصريح لرئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور محمد النوافلة يؤكد فيه أن اللافتة تتضمن العبارة التالية "حنا زهاف حبيبتي، هل تتزوجيني؟"، مضيفاً أن "الضجة التي اثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول اليافطة التي رفعها السائح الاسرائيلي كانت غير دقيقة و فيها مغالطات"، وهو التصريح الذي نقلته عدة مواقع إخبارية بعد ذلك.
ونشرت مواقع أخرى بياناً من سلطة إقليم البترا التنموي السياحي يصف فيه الأخبار المتناقلة حول التضامن مع الجنود القتلى بأنها "غير دقيقة و فيها مغالطات" وأضاف البيان أن سائحاً قام "بطلب يد فتاة كانت ترافقه و صفق له السياح الذين كانوا متواجدين بالمكان" وأنه تم إنزال اللافتة مباشرةً.
وأكد عبد العزيز الحسنات المستضيف السياحي للوفد السياحي الإسرائيلي لموقع إخباري أن اللافتة عبارة عن طلب زواج من إحدى السائحات، فيما نفى محافظ معان حسني القضاة لموقع آخر صحة تنفيذ سياح يحملون الجنسية الاسرائيلية لاعتصام في مدينة البترا.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تواصل مع المترجم العبري يحي المطالقة الذي أكد أن مضمون اللافتة يتحدث عن طلب زواج، ويرى المرصد أن المواقع الإخبارية وقعت في فخ التسرع في نقل الأخبار من منصات التواصل الاجتماعي دون أن تتأكد من محتوى اللافتة، وهو الأمر الذي لوحظ في أكثر من حادثة سابقة.
ويُعد ذلك مخالفةً لـ "ميثاق الشرف الصحافي" في مادته التاسعة التي تؤكد على أن "رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية وأن ممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها"، ومخالفة لـ "معيار الدقة" في تجنب المحتوى غير الصحيح وأخطاء المعلومات.
في المقابل لاحظ مرصد (أكيد) أن العديد من المواقع الإخبارية لم تلتفت للخبر الخاطئ ولم تنشره، فيما صححت مواقع أخرى نفسها وتواصلت مع الجهات ذات العلاقة التي نفت صحة احتواء اللافتة على عبارات تضامنية مع جنود الاحتلال القتلى، ويرى (أكيد) أن تصحيح الإعلام لأخباره والتأكد من مدى صحة تلك الأخبار يُعد ممارسة إيجابية بدأت تتوسع مؤخراً.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني