أكيد - آية الخوالدة

ارتكبت مواقع إلكترونية مخالفة مهنية بنشرها صور للطفلة المتوفية ملك القرعان وهي على فراش العلاج تُظهر وجهها متأثراً بالهجوم الذي تعرضت له من أحد الكلاب الضالة في محافظة إربد.

وتوفيت الطفلة ملك القرعان التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، جراء مهاجمتها من قبل كلب ضال الشهر الماضي بمنطقة الطيبة في إربد، وأُسعفت على اثرها إلى المستشفى وتلقت العلاج اللازم وغادرت، إلا أن حالتها الصحية زادت سوءا بعد ذلك، إلى أن توفيت مساء الأحد التاسع والعشرين من الشهر الجاري بعد دخولها في غيبوبة لعدة أيام.

وخالفت تلك المواقع الإخبارية عدداً من المعايير المهنية والأخلاقية الصحفية بنشرها صور قاسية للطفلة أثناء تلقيها العلاج، حيث لا يقدم نشر الصورة أي قيمة إخبارية، والأصل أن تُقدم الوسيلة الإعلامية نص الخبر مع تغطية الوجه أو نشر صورة تعبيرية أو صورة للطفلة قبل إصابتها مع اشتراط موافقة الأهل.

ونشرت صحيفة يومية صوراً للطفلة وغطت على وجهها، ولكن ارفقتها بصور للكلب المهاجم بعد قتله وقطع رأسه، الأمر الذي يعد مخالفا بنشر صور عنيفة وقاسية مثل الصورة المرفقة.

في المقابل التزمت العديد من الوسائل الإعلامية الأخرى بنشرها صور تعبيرية أو قيامها بتغطية وجه الطفلة، أو نشر صور لها قبل إصابتها.

وهنا يذكر مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) بالمادة 14 من ميثاق الشرف الصحافي في نصه على أنه "يلتزم الصحفيون بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الاساسية المتمثلة بالرعاية والحماية. ويراعون عدم مقابلة الاطفال أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم"، ويبرز هنا تأكيد على ضرورة أخذ إذن ذوي الطفل قبل التصوير وبالتالي النشر.

مرصد "أكيد" تواصل  سابقا مع كيلي ماكبرايد الخبيرة بالأخلاقيات الإعلامية ونائب رئيس معهد "بوينتر" في الولايات المتحدة الأمريكية وسألها حول أخلاقية نشر صور (بحالة جيدة) للضحايا الأطفال، فأجابت بأنه "لا ضرر من نشر صور الطفل واسمه الكامل في مثل هذه الحالة"، وبالتالي فإن نشر هذه الصور لا يُشكل إساءة للطفل أو ذويه في حالة موافقتهم المسبقة.