وسائل إعلام تبث مشاهد صادمة لإيذاء نزلاء (سواقة) لأنفسهم بأدوات حادة

  • 2017-09-23
  • 12

أكيد – حسام العسال

بثت وسائل إعلام ومستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مقطع "فيديو" وصوراً تُظهر أعمال عنف ومشاهد قاسية لنزلاء في مركز إصلاح وتأهيل (سواقة) جنوب عمّان، ودون التحذير من قساوة المشاهد أو تحييد مشاهد الدماء.

وكان نزلاء مركز إصلاح وتأهيل (سواقة) صوروا أنفسهم أثناء قيامهم بأعمال عنف تخللها إيذاء أنفسهم بأدوات حادة احتجاجاً على قيام مركز الإصلاح بحملة تفتيشية الجمعة الماضية، والتي ما لبثت أن انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.

العديد من المواقع الإلكترونية نشرت مقطع الفيديو الذي يُظهر النزلاء أثناء إيذائهم لأنفسهم بأدوات حادة والدماء تسيل منهم دون أن يتم تمويه وجوه النزلاء، وتحييد مناظر الدماء عن المقطع، ودون تحذير مسبق لما تحمله المشاهد من أذى وعنف.

وحاولت وسائل إعلام تمويه وجوه النزلاء إلا أنها أبقت على وضوح صور جروح ودماء النزلاء، فيما موهت مواقع أخبار صور النزلاء في أخبارهم إلا أنها نشرت مقطع الفيديو الذي يُظهر ملامحهم مرفقاً في الخبر ذاته.

وتجنبت الصُحف اليومية وعدة مواقع إلكترونية نشر مقطع الفيديو وصور النزلاء بشكل كامل، واستعاضت عن ذلك بصور عامة، كما نشرت بعض المواقع اعتذاراً عن نشر مقطع الفيديو، الأمر الذي يُعد ممارسة مهنية إيجابية.

وناقضت إحدى القنوات التلفزيونية نفسها ببثها لمقطع الفيديو مع تمويه الوجوه دون أن يتم تغطية مظاهر الإيذاء والدماء بالكامل في إحدى برامجها الحوارية، على الرغم من أنها اعتذرت في إحدى موادها المنشورة على موقعها الإلكتروني عن "نشر الفيديو المسرب من داخل السجن للنزلاء لما تضمنه من مشاهد مؤلمة، وصفها الكثيرون بأنها (مقززة)".

وهذا السلوك يُخالف ميثاق الشرف المهني الذي تنص إحدى فقراته على "يُراعي الإعلامي عند بث أي صور أو أصوات للضحايا أن لا تكون بشعة ما لم يسبقها تحذير، وتكون بهدف خدمة القصة الإخبارية، كما يراعي أن لا يكون لها أثر سلبي على مشاعر ذوي الضحايا أو مشاعر المواطنين عامة".

ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن نشر وبث الصور القاسية والتي يظهر بها الدم تتناقض مع القواعد الأخلاقية لمهنة الصحافة، إذ أنها قد تلحق الأذى والضرر للمشاهد بتعرضه لمحتوى يحمل العنف والقسوة، كما أنه من المحتمل أن يُشاهد الأطفال والقصر المشاهد الدموية ومشاهد إيذاء السجناء لأنفسهم دون إدراك من الطفل بخطورة مثل تلك الأفعال، كما أن الاستمرار بعرض المحتوى الذي يحمل مشاهد الدماء والعنف قد يخلق لدى المتلقي اعتياداً وألفة مع مناظر الدماء.

ويؤثر عرض هذه المشاهد على ذوي السجناء، إذ قد يؤثر على قلقهم تجاه أبنائهم في السجون سواء ممن ظهروا بمقطع الفيديو أو لم يظهروا، عدا عن الآثار النفسية والاجتماعية السلبية التي قد تلحق بذوي النزلاء، ومن هنا فإن موافقة النزيل على عرض هذه الصور ولو ضمنياً لا تُشكل مبرراً كافياً للعرض، دون الأخذ بعين الاعتبار ما يُمكن أن تُلحق هذه المشاهد بذوي السجناء أو المتلقين بشكل عام من أذى وضرر.

وعند لجوء الوسيلة الإعلامية إلى نشر صور قاسية ومؤلمة، يجب أن تُخضع قرار النشر لنقاش داخلي يستعرض القيمة الإخبارية التي من الممكن أن يحققها قرار النشر، وما هي البدائل المُتاحة لهذه الصور، وفي حال اللجوء إلى نشر صور مؤلمة يجب أن يسبق ذلك التنويه بقساوة الصور والمشاهد، وأن يصحب العرض والنشر تمويها للمشاهد القاسية وتحييد الدماء عن المشاهد، بالإضافة إلى تمويه ملامح الضحايا وعدم عرضها.