أكيد – وصفي الخشمان
تسرعت وسائل إعلام محلية بإعلان عدد المرشحين للانتخابات البلدية واللامركزية، في حين فضلت أخرى التريث وانتظار الإعلان الرسمي الصادر عن الهيئة المستقلة للانتخاب.
ورغم التفاوت الضئيل نسبياً في الأرقام التي تداولتها وسائل الإعلام، إلا أنها أثارت تساؤلات لدى جمهور المتلقين.
وتراوحت الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام بين 6520 و6950 مرشحا ومرشحة، وفقاً لمصادر غير رسمية أو وفقاً لعملية جرد أعدتها وسائل الإعلام ذاتها، في حين أعطى الدكتور خالد الكلالدة رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب خلال تصريحاته رقماً تقريبياً أكد أنه "غير نهائي".
ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) اقتصار نشر عدد المرشحين الإجمالي على صحف يومية، بعضها عدل النسخة الالكترونية وشطب الأرقام لاحقاً، في حين مالت مواقع إخبارية إلى نشر أخبار متفرقة عن عدد المرشحين في كل محافظة أو لواء، أو نشر تفاصيل فرعية عن المرشحين من حيث الجنس أو العمر أو كونه مرشحاً لرئاسة البلدية أو العضوية أو اللامركزية.
كما لاحظ المرصد أن الهيئة المستقلة للانتخاب حرصت في اليوم الأول من فتح باب الترشح على إصدار بيان مبكر توضح فيه عدد المرشحين للمجالس البلدية واللامركزية، وكذلك فعلت في اليوم الثاني، لكن بيانها غاب عن الصدور في اليوم الثالث والأخير، ما ترك الباب موارباً أمام اجتهادات الصحافيين.
وفسر جهاد المومني الناطق الرسمي باسم الهيئة غياب التصريح بعدد المرشحين الإجمالي حتى لحظة إعداد هذا التقرير بعدم المجازفة بإصدار رقم غير دقيق، خصوصاً أن الرقم الإجمالي هو حاصل جمع عدد المرشحين في الأيام الثلاثة، وتدقيق طلبات الترشح الالكترونية والورقية.
وشرح: في اليوم الأول أصدرنا بياناً بعدد المرشحين الكترونياً، وكان رقم 3955 مهماً، كونه يعطي دلائل على حجم المشاركة والاهتمام بالانتخابات، وكذلك في اليوم الثاني، أما في اليوم الثالث، فإننا وجدنا فرقاً "بسيطاً" بين طلبات الترشح الالكترونية والورقية بلغ "حوالي سبعة أرقام"، وعكفنا على التدقيق والتأكيد لتقليص الفرق حتى ظهر اليوم (الخميس)، حيث سيصدر في وقت لاحق تصريح رسمي بعدد المرشحين الإجمالي.
واعتبر المومني أن الجمهور "لا يهمه الرقم الإجمالي بدقة، بقدر اهتمامه بتفاصيل المرشحين، المتعلقة بالمحافظات والأعمار والجنس".
ونوه بالمومني بالتزام صحيفة "الغد" بعدم نشر عدد المرشحين دون الاستناد إلى مصدر رسمي، قائلاً: "معالجة صحيفة الغد كانت أكثر دقة، في حين استعجلت الصحف الأخرى في نشر أرقام غير رسمية"، مستدركاً أن الأرقام المنشورة جميعها متقاربة.
وعلى الرغم من ضآلة الفرق بين الأرقام المنشورة ومحدودية انتشارها في وسائل الإعلام، إلا أن مسارعة صحف إلى نشر أرقام غير رسمية يعد إخلالاً بمعيار الدقة، ما يوقع الجمهور في لبس كان يمكن تجنبه.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني