وسائل إعلام تخدع الجمهور بعناوين مضللة حول حالة الطقس

وسائل إعلام تخدع الجمهور بعناوين مضللة حول حالة الطقس

  • 2017-12-06
  • 12

أكيد- أنور الزيادات

تسعى المواقع الإخبارية المحلية مع بدء الموسم المطري الى تقديم النشرات الجوية بشكل مميز وبعض المواقع تقوم بخلق نوع من الإثارة والفزع حول الحالة الجوية خاصة وأن المواطنين يتبعون بشغف الحالة الجوية في فصل الشتاء.

مرصد مصداقية الأعلام الاردني(أكيد) رصد خلال الايام الماضية العديد من الأخبار المتعلقة بالطقس والتي تصنع الإثارة والخداع أحيانا لجذب الجمهور.

نشرت بعض المواقع أخبارا جاذبة للقراء منها :"شتاء قاسٍ وثلوج كثيفة حسب الروايات الشعبية " وجاء فيه "عبر مواطنون عند رؤيتهم لهالة القمر ليلة أمس والتي حدثت عند الساعة الثانية عشرة ليلا عن جمال هذا المشهد ، وقالوا ان هذا مؤشر مهم بالنسبة لموسم الشتاء" .

وقالوا أن "هذه الهالة في بداية الشتاء تنبئ بشتاء غزير وثلوج كثيفة حسب الروايات الشعبية وحسب خبراتهم السابقة ،  وأن هالة القمر بهذه الطريقة تعطيهم مؤشر لشتاء قاس".

الخبر في تفاصيله لم يوضح ما هي الروايات الشعبية التي تربط القمر بالأمطار، أو حتى مدى تطابق هذه الرواية مع المعطيات العلمية، وفي هذا الإطار يقول الخبير الفلكي والراصد الجوي عماد مجاهد لمرصد مصداقية الإعلام الأردني أن "وجود هالة حول القمر غير مرتبط بالموسم المطري" ، مشيرا الى أن "هذه الحالة لها مدلولاتها في ذات الليلة واليوم ولمدة 24 ساعة ، بالاعتماد على طبيعة الأجواء في تلك الساعات".

وأوضح ان ظهور هذه الهالة مرتبط بسطوع القمر، والرطوبة وأن هذه الظاهرة تحدث عندما تُغطي الغيوم العالية السماء، بالتزامُن مع اكتمال القمر مشيراً إلى أن ربط هذه الهالة بالموسم المطري غير علمي وغير صحيح، فهي ظاهر ليس لها علاقة بالحالة الجوية، ولا تعطي أي مؤشر عن الحالة الجوية لمدة تزيد عنن 24 ساعة.

ثلوج تلامس 700 متر

نشرت مواقع إخبارية خلال الأيام الماضية أخبارا بعناوين مثيرة حول الطقس ومنها "بالتفاصيل.. منخفض قطبي والثلوج ستلامس 700 متر وعواصف ثلجية تضرب استعدوا، ولكن عند قراءة التفاصيل نجد انه جاء في متن الخبر  "يتمركز منخفض جوي متوسط إلى عالي الفعالية ذات تأثيرات قطبية المنشأ فوق شرق المتوسط يؤثر على لبنان الثلاثاء ليلا والأربعاء والخميس فجرا وصباحا." وعنوان أخر استعدوا "سيبيريا الباردة" تزور" الاردن و سوريا ولبنان و فلسطين بدءا من الأربعاء.. ثلوج على 700 متر وبرد قارص".

ويقول مجاهد أن نشر بعض المواقع للحالة الجوية في لبنان دون الإشارة إلى ذلك نوع من الخداع  والإثارة الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام ، فهناك بعض المتابعين يكتفون بقراءة العنوان، وما يحصل هو خداع يتسبب بفقدان الناس لثقتهم بوسائل الاعلام.

وأضاف "علميا لا يمكن الاعتماد على نشرة لدولة أخرى لتوصيف الحالة الجوية في الاردن، فأجواء لبنان تختلف عن الاردن، حتى لا يمكن الاعتماد على النشرة الجوية التي تغطي فلسطين للتنبؤ بحالة الطقس في الاردن رغم التقارب الجغرافي، فهناك أمور تؤثر على الحالة الجوية مثل البحر، والتضاريس الأخرى ومنها الجبال والموقع الجغرافي كل ذلك يؤثر على غزارة الأمطار، وإمكانية تساقط الثلوج، ولذلك لمعرفة الحالة الجوية للمملكة يجب الإطلاع على الخريطة الجوية فوق المملكة ولس المناطق المجاورة، والمتغيرات المرتبطة بحالة الطقس في الأردن وليس الدول الأخرى".

الشتاء الأقسى منذ 100 عام

مع بدء فصل الشتاء تخرج وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بخبر مفاده أن هذا الشتاء سيكون الأقسى منذ 100 عام، وحول هذا الموضوع يقول مجاهد انه "لا توجد أية مؤشرات على صحة هذه الأخبار".

وأضاف "المواقع الإخبارية بعضها لا يوجد لديها حس مسؤولية، وتعتمد أسلوب إثارة الخداع وذلك ينعكس بأثر سلبي على الإعلام بشكل عام، فالمواطن يقع ضحية للتضليل، مضيفا "يجب أن لا تكون محاولة جذب القراءة على حساب الناس وقلقهم، والاستعداد لشي غير صحيح".

وقال "هناك فرق بين الثلوج والبرد فالثلوج ترتبط تحديدها بمستوى سطح البحر، ودرجة الحرارة عندما تصل إلى الصفر المئوي فيما حبات البرد مرتبط بالمطر والحالة المطري وطبيعة المنخفض الجوي وليس تساقط الثلوج"، مشيرا إلى أن النشرات الخاطئة تكلف الجهات المعنية خسائر مادية كبيرة أحيانا.

بدوره قال مدير التنبؤات الجوية في دائرة الأرصاد الجوية رائد رافد لـ(أكيد)، أن الحديث عن أثر القمر حول الحالة الجوية مرتبط بالفلك، وليس بعمل الأرصاد، أما حول نقل أخبار من دول أخرى بوصفها الحالة الجوية في الاردن فهو "أمر غير صحيح، فالنشرة الجوية تختلف من دولة إلى أخرى"، مشيرا الى أن بعض المواقع تأخذ النشرة من مواقع أجنبية وعربية وتنسبها للأردن وهو أمر في الحقيقة لا ينطبق على الاردن.

ودعا وسائل الاعلام عند نشرها معلومات من مصادر خارجية الاتصال بالجهات المعنية لتوضيح الأمر فوجود أخبار حول تساقط ثلوج في تركيا يختلف عن الأردن.

وقال ان ابرز الممارسات السلبية في الاعلام حول حالة الطقس يكمن في التهويل بالعناوين، ونلاحظ احيانا قيام بعض المواقع بطرح عناوين فيها مبالغة وتهويل وليست موجودة في نص الخبر، فالإعلان عن وجود زخات خفيفة من الثلج في ساعات متأخرة على الجنوب والشمال من قبل الارصاد، تقوم مواقع بنشره بعنوان مثل "تساقط الثلوج غدا، وهو أمر غير دقيق".

وأشار الى أن بعض المواقع تنشر أخبار الطقس دون الاشارة الى المصدر سواء كانت دائرة الأرصاد أو موقع أخر أو من صحيفة خارجية وهو أمر يتسبب بنسب معلومات الى غير أصحابها ويحمل جهات مسؤولية معلومات لم تصدر عنها" .

ونلاحظ أن بعض المواقع تناولت أخبار النشرة بتفاصيل دقيقة ولكن حاولت جذب الجمهور من خلال وضع عناوين يكتنفها الغموض مثل ماحقيقة تساقط الثلوج في الأردن الأسبوع المقبل ؟ تطورات المنخفض الجوي وتوقع هطول ثلوج، هذه المناطق ستشلمها ثلوج ليلة الاربعاء الارصاد: ثلوج على المرتفعات الجنوبية والشمالية الاربعاء.

كما قامت بعض المواقع بنشر عناوين دقيقة، وقدمت ممارسة إعلامية فضلى عبر عناوين واضحة ودقيقة، وبدون خداع للجمهور، ثلوج الليلة غير محسوسة  و ثلوج خفيفه على المرتفعات غدا.

وتناول مرصد مصداقية الإعلام الاردني (أكيد) أخبار الطقس من قبل وسائل الإعلام, ومنها تقرير بعنوان ماهي أفضل الممارسات الإعلامية في تغطية الأحوال الجوية يوضح الطريقة الفضلى لتغطية أخبار الأحوال الجوية.