أكيد - آية الخوالدة
تسرعت وسائل اعلام في نقلها لخبر انحراف مسار طائرة عن المدرج بعد هبوطها في مطار الملك الحسين الدولي في العقبة، صباح الأحد السابع عشر من الشهر الجاري، مضمنة أخبارها معلومات غير صحيحة تتحدث عن هبوط اضطراري لطائرة وتعليق الرحلات في مطار العقبة الى اشعار اخر اضافة الى التهويل في صياغة الخبر والقاء اتهامات على أشخاص.
وهبطت الطائرة التابعة لشركة سوليتير "فلاي جوردان" والمستأجرة من قبل شركة الأجنحة الملكية، على أرض مطار الملك حسين في الثامنة وعشرين دقيقة صباح الأحد، وهي الرحلة رقم JO6888 ما بين عمان والعقبة والتي كان من المقرر لها المتابعة إلى دبي، إلا أنه وبعد هبوطها خرجت عن المدرج وتجاوزته الى المنطقة الرملية، ولم يصب أيا من الركاب البالغ عددهم 126 شخصا، بأي أذى.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، تعامل وسائل الإعلام المحلية مع الأمر، حيث نفى مدير الإعلام والاتصال في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عبد المهدي القطامين اغلاق المطار الى اشعار أـخر، مؤكدا "استئناف الرحلات الجوية فور سحب الطائرة المنحرفة من المدرج".
ونشرت العديد من المواقع الإخبارية صورا للطائرة المستقرة على الجانب الرملي أو صورا تابعة لشركة الأجنحة الملكية، وأشارت الى تأجيل الرحلات في المطار، ومن ثم نشرت خبرا حول استئنافها بعد الانتهاء من إزالة الطائرة عن المدرج مع صباح يوم الاثنين، بينما نشر موقع إخباري صورة طائرة تابعة لشركة طيران أخرى.
كما نشر موقع إخباري أخر الخبر تحت عنوان "هبوط اضطراري لطائرة الأجنحة الملكية"، وهو أمر غير صحيح، حيث كان من المقرر للطائرة أن تهبط في مطار الملك حسين، انما انحرف مسارها خلال هبوطها.
والأصل في مثل هذه الحوادث، توخي وسائل الإعلام الدقة في نقل المعلومة وتقديم الأدلة والبراهين حول ما تطرحه من فرضيات، إلا أن ذلك لم يتوفر في تقرير نشره أحد المواقع الإخبارية معنون "بوساطة عدد من النواب .. فلاي جوردان كادت ان تقتل (126) أردنياً"، حيث بدأ كاتب التقرير مادته بنوع من المبالغة والتهويل، قائلا "استفاق الأردنيون اليوم على خبر مفزع ، بعد ان انحرفت طائرة تابعة لشركة الأجنحة الملكية خلال هبوطها في مطار الملك حسين بالعقبة عن المدرج الخاص بها اثر خلل فني، وكادت ان تتسبب بقتل ركابها من الاردنيين البالغ عددهم (126) راكباً".
كما قدم في متن التقرير عددا من المعلومات والحقائق المبنية على "مصادر مطلعة" أو مسمى "معلومات حصل عليها الموقع" دون بيانها، متهما مجموعة من النواب بالتوسط لدى الجهات الرسمية بإعادة الطائرة إلى العمل.
كما نقل على لسان "المصادر المطلعة" أن السبب في انحراف الطائرة، "عدم انصياع كابتن الطيارة لأوامر برج المراقبة، علما بأن الأجهزة المختصة باشرت التحقيق لمعرفة أسباب انحراف الطائرة".
ويذّكر "أكيد" بضرورة الالتزام بالمواثيق الأخلاقية التي تؤكد أهمية الحصول على المعلومات من مصادرها والتحقق من صدقيتها، والحيادية وعدم التهويل بعيدا عن إطلاق الاتهامات من دون أدلة ووثائق.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني