أكيد - آية الخوالدة

أصدرت وسائل إعلام محلية أحكاما ونشرت معلومات غير موثقة من مصادرها في تغطيتها لحادثة اعتداء وقعت على شاب أردني في منطقة تلاع العلي بعمان.

 وتحدثت الأخبار المنشورة، عن "قيام مجموعة من الأشخاص بتكسير مركبة أحد المواطنين وخطفه بسيارة خاصة بهم وضربه ومن ثم تركه في منطقة الجامعة الأردنية"، الا أن مواقع إخبارية تسرعت في اطلاق الأحكام وقالت أن سبب الحادثة هو "معاكسة الشاب لفتاة أمام منزلها"، دون الاعتماد على أدلة وبراهين تؤكد حقيقة ذلك، ومنهم من ذكر ذلك في العناوين.

عمان :ملثمون يحطمون مركبة في تلاع العلي ويختطفون صاحبها لـ"معاكسته فتاة"

الاجهزة الأمنية تعثر على الشاب المختطف الذي عاكس فتاة بعمّان

كما نشر الخبر صحيفة إلكترونية تصدر من لندن معتمدة على المعلومات المنشورة في المواقع المحلية، بعنوان "كُلفة "مُعاكسة فتاة" في الأردن: تحطيم سيّارة وخَطف وضَرب قبل طَرحه في الشّارع"، ونقل موقع إخباري أردني سبب الاعتداء ذاته على لسان الشاب نفسه خلال التحقيقات التي أجرتها معه الأجهزة الأمنية، دون بيان كيفية حصوله على هذه المعلومات، واسنادها لمصدرها.

ونشرت صحيفة يومية  تقريرا بالاستناد الى مصدر أمني يتحدث عن "العثور على الشاب، بعد الاعتداء عليه من قاطني أحد المنازل أثناء وقوفه أمام منزلهم بعد الاشتباه به بمعاكسة إحدى الفتيات، ونشرته مواقع إخبارية تحت عنوان "تفاصيل عثور الأمن على سائق مركبة اختطف في عمان".

والتزمت مواقع إخبارية أخرى بنشر الخبر دون الإشارة الى السبب نقلا عن صحيفة يومية "ملثمون يحطمون سيارة شاب ويقتادونه لجهة مجهولة" وذكرت استنادا الى شهود عيان ومصدر أمني دون ذكر اسمائهم، حدوث الاعتداء على الشاب وسيارته واختطافه من قبل ملثمين.   

 ويرى "أكيد" أن الأصل في تغطية أخبار الجرائم، نشر الخبر الصامت الذي يقدم الجريمة في مكانها وزمانها وبدء الإجراءات الأمنية للكشف عن حيثياتها، وعدم نشر معلومات التحقيق الأولية وإصدار الأحكام من باب عدم التأثير على سير مجريات التحقيق والعدالة حتى تُحوّل نتائج التحقيق إلى الحفظ، أو إلى المحكمة للبدء بإجراءات التقاضي بين الخصوم.

ويذكر "أكيد" بضرورة التزام الوسائل الإعلامية بأصول نشر أخبار الجرائم والاكتفاء بالخبر الصامت والرواية الرسمية لما يحدث، دون إصدار الأحكام المسبقة وإجراء المحاكمات الإعلامية والتعدي على مجريات التحقيق.