وسائل إعلام محلية تضخم تصريحات عارضة أزياء كرواتية

وسائل إعلام محلية تضخم تصريحات عارضة أزياء كرواتية

  • 2017-08-26
  • 12

أكيد – وصفي الخشمان

ضخمت وسائل إعلام ومرتادو منصات تفاعلية من منشور باللغة الإيطالية كتبته عارضة أزياء كرواتية على صفحتها سردت ما مرت به من مواقف اعتبرتها "سيئة" خلال زيارة قصيرة للأردن.

وفردت مواقع إلكترونية حيزاً لمنشور العارضة الذي تجاوز عدد كلماته الألف، دون إدراج رأي آخر، وعنونته بعناوين مثل:

عارضة أزياء إيطالية تشن هجوماً كاسحاً على الأردنيين .. فماذا قالت عنهم!!

عارضة الأزياء الإيطالية نينا مورس تهاجم الأردنيين: كابوس لن يتكرر

بالصور.. من هي عارضة الأزياء الإيطالية التي انتقدت استغلالها في الأردن

في المقابل، أوردت وسائل إعلام ما كتبته عارضة الأزياء، إلى جانب وجهة نظر وزارة السياحة، التي شكلت لجنة تحقيق خلصت إلى أن العارضة "حصلت على أسعار ضمن الحدود الطبيعية وأقل من الطلبات والميزات التي حصلت عليها".

الخطأ المشترك الذي وقعت فيه معظم التغطيات الإعلامية كان اسم العارضة وجنسيتها؛ فاسمها نينا موريتش، وجنسيتها كرواتية، وليست إيطالية أو روسية، كما ذكر موقع واحد على الأقل.

كما خلطت بعض التغطيات بين الفرنك السويسري والفرنك الفرنسي، على الرغم من أن الأخير لم يعد متداولاً منذ ظهور اليورو واعتماده عملة موحدة للاتحاد الأوروبي عام 1999.

وبعد أيام من تفاعل منشورها، نقل موقع إلكتروني عن عارضة الأزياء قولها إنها تلقت 10 آلاف رسالة عبر موقع الفيسبوك من أردنيين يعتذرون عما تعرضت له، ما دفعها للتفكير بزيارة الأردن مرة ثانية.

على منصات التفاعل الاجتماعي كان صدى المنشور أعلى؛ إذ أيد مرتادون أردنيون ما نشرته عارضة الأزياء، واعتبره آخرون "نكسة لقطاع السياحة"، ووصفت صفحات ما تعرضت له العارضة بـ "الاحتيال".

في المقابل، تساءل مرتادون على الأسباب التي منعت عارضة الأزياء من التقدم بشكوى رسمية عما تعرضت له، فضلاً عن إحجامها عن الإشارة إلى الفندق الذي نزلت فيه.

بالعودة إلى ما نشرته عارضة الأزياء الكرواتية نينا موريتش في صفحتها التي يتابعها أكثر من 300 ألف شخص، فقد حاز منشورها، المؤرخ بـ 18 آب (أغسطس) الحالي، على قرابة أربعة آلاف تفاعل، و130 مشاركة، و680 تعليقاً.

التعليقات، التي جاء أغلبها باللغة الإيطالية، توزعت بين تأييد لها، واحتوى بعضها على خطاب كراهية تجاه العرب وغير الأوروبيين عموماً، في حين عارضها عدد من المعلقين مؤكدين أنهم مروا بـ "تجارب إيجابية" خلال زيارتهم إلى الأردن، وانتقدوا صيغة "التعميم" التي وقعت بها.

وحملت تعليقات ما يفيد بأن "استغلال السياح" ليس مقتصراً على بلد معين، في حين انتقد آخرون ما اعتبروه "جهلها وتقصيرها" في الاستعداد لزيارة بلد قبل معرفة إجراءات الحصول على تأشيرة، وقيمة عملته النقدية وأسعار الفنادق والخدمات فيه.

وجنحت تعليقات إلى الاستهزاء بلغتها الإيطالية، وتذكيرها بجنسيتها الكرواتية.

ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن معلقين أردنيين كانوا من ضمن الذين ردوا على منشور عارضة الأزياء.

أحد هؤلاء المعلقين هو زهير الصياحين، وهو مرشد سياحي درس وعاش في إيطاليا سنوات عديدة، رد بأن ما دفعته عارضة الأزياء في المطار وألمحت إلى أنه "رشوة" هي قيمة الرسوم بدل التأشيرة، مطالباً في تعليقه بإثبات ما "زعمته" عارضة الأزياء، عبر نشر فواتير الفندق والمطعم توضح المبالغ التي تقول إنها تكبدتها، وهو ما لم تفعله العارضة.

مرصد (أكيد) تواصل مع الصياحين الذي قال "إنه متابع جيد للإعلام الإيطالي، الذي لم يعر منشور العارضة أي اهتمام، على الرغم من أنها مادة دسمة له، خصوصاً ما يتعلق بآرائها في المهاجرين".

وأضاف أن منشور موريتش "أعطي أهمية أكبر من حجمه"، مشيراً إلى أن هناك لائحة أسعار موجودة في كل فندق ومطعم، وكان حرياً بها أن تطلع عليها قبل أن تتناول الطعام.

كما تواصل (أكيد) مع أحد المعلقين وهو أحمد المساعيد، مدرس لغة عربية في مدرسة بشمال إيطاليا، الذي قال إنه "لم يلحظ اهتماماً إعلامياً إيطالياً بما نشرته موريتش، المعروفة بـحديثها الدائم عن المهاجرين والأجانب".

وبحسب موسوعة ويكيبيديا، فإن نينا موريتش عارضة أزياء كرواتية، من مواليد العاصمة زاغرب في 22 يوليو 1976، وأصبحت عارضة أزياء محترفة عام 1996.

وتقول ويكيبيديا، إن موريتش معروفة بتوجهاتها العنصرية اليمينية المتطرفة، وعبرت خلال العام الحالي عن اهتمامها بإحدى حركات النازيين الجدد، كما شاركت خلال حزيران (يونيو) الماضي في مسيرة مناهضة للهجرة وحق الحصول على الجنسية بالميلاد.

وفي أغسطس الحالي، نشرت صحيفة إندبندنت ان "موريتش من ضمن من نشروا صورة للممثل الأميركي صامويل ل. جاكسون ولاعب كرة السلة السابق ماجيك جونسون خلال تسوقهما، على أنهما مهاجران يعيشان حياة باذخة بأموال الإيطاليين التي تقدمها لهما الحكومة الإيطالية، لكنها تداركت الخطأ لاحقاً، وقالت إن منشورها ضمن تجربة اجتماعية حول تصور المهاجرين في إيطاليا".

مرصد (أكيد) يرى أن وسائل إعلام ضخمت من مضمون منشور عارضة الأزياء، ونقلته دون تمحيص، واعتمد كثير منها على ترجمات إلكترونية، وكان الأولى تجاهله، أو نشره بعد الاتصال بعارضة الأزياء والاستفسار منها عن تفاصيل ما ذكرت، وأخذ ردود وزارة السياحة أو هيئة تنشيط السياحة أو الأمن العام.