أكيد- أنور الزيادات
تداولت وسائل الإعلام المحلية يومي الأحد 12 تشرين ثاني والأثنين 13 تشرين ثاني أخبارا عن وجود أصوات انفجارات في المناطق الجنوبية من المملكة، هذا الإجماع على سماع الأصوات رافقه تباين واختلاف حول مصادر هذه الأصوات وسببها.
وتسببت هذه الأصوات "بإثارة الرعب" وفق وسائل إعلام، فقد نقل أحد المواقع أن أبناء بعض المناطق عاشوا ليلة مرعبة ومخيفة نتيجة تلك الأصوات مجهولة المصدر، فيما نشرت مواقع أخرى عناوين منها "مناورات اسرائيلية تثير رعب سكان الأغوار والكرك".
وحول مصدر الصوت والانفجارات ظهرت ثلاث روايات: الأولى "تتحدث عن أن مصدر هذه الأصوات تدريبات عسكرية أردنية "الأمن: أصوات الانفجارات في الجنوب ناجمة عن تمرينات عسكرية، فيما رواية أخرى أشارت الى أن "مناورات اسرائيلية تثير رعب سكان الأغوار والكرك"، فيما قال موقع أخر أن الانفجارات المستمرة وسيلة للاستمطار، فيما نسب الانفجار لمصادر واسباب مجهولة وغير محددة أحيانا.
وحاولت مواقع ووسائل إعلام استخدام الإثارة في عرض الموضوع من خلال العناوين التي يكتنفها الغموض ومنها، أسباب أصوات انفجارات الجنوب، الكشف عن سبب اصوات انفجارات الطفيلة، مسؤول اردني: هذه حقيقة الانفجارات في جنوب الاردن، ما سبب سماع اصوات الانفجارات في جنوب المملكة ؟، اصوات مزعجة في سماء بصيرا ومواطنون بحالة رعب بعد ان سمعوا أبواب منازلهم تهتز.
وحول التصريحات الرسمية حول الأصوات فقد اعتمدت وسائل الاعلام المحلية في اليوم الأول 12 تشرين أول على مصدر أمني (غير محدد) في أغلب الاحيان ، وبجهد خاص أي ليس بيان رسمي او تصريح صحافي، ونقلت المواقع على لسان المصدر القول: "ان سبب سماع هذه الأصوات هو تدريبات وهمية تجرى في مناطق جنوب الأردن بالقرب من محافظة الطفيلة".
أما في اليوم الثاني فاعتمدت وسائل الإعلام على "مصدر رسمي" لم تحدده "قال ان أصوات الانفجارات التي سمعها المواطنون على فترات متقطعة يوم الأحد، في محافظات الجنوب، ناتجة عن إجراء تدريبات عسكرية بالمنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الأردنية".
اما التصريحات غير الرسمية فقد نقلت على لسان من أسمتهم شهود عيان من الاغوار الجنوبية وقرى الكرك قالوا "أن أصوات انفجارات سمعت في الجانب الاسرائيلي أدت الى اهتزاز منازلهم، فيما بعض المواقع اعتمدت على تعبير "تواردت أنباء" وكذلك "شهود عيان" والمعلومات الواردة".
ونشرت مواقع محلية خبرا بعنوان "العلم الأزرق" أكبر تمرين جوي في تاريخ إسرائيل، افاد بانطلاق أكبر مناورات في تاريخ دولة الاحتلال الاسرائيلي بمشاركة 17 دولة جنوب فلسطين المحتلة وهي المناطق الموازية لجنوب المملكة الاردنية الهاشمية.
بدوره قال الصحفي المتخصص في الشأن الأمني في صحيفة "الغد" موفق كمال لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، "في مثل هذه الحالات يجب على الناطق الرسمي باسم الحكومة ان يخرج بتصريح رسمي يكشف فيه التفاصيل، ويوضح ما يحدث بشكل دقيق حتى لا يكون هناك خلط في المعلومات، وخلق أجواء مناسبة للشائعات، تتسبب في إخافة المواطنين".
وأضاف "يجب دائما توضيح مصدر الأصوات، ومنح المواطن رسالة تطمينية عبر تصريحات واضحة أو بيان رسمي، وتوضيح ما اذا كان الحدث مرتبط بتمرين عسكري، او احداث أخرى".
وحول دور الصحفي، قال كمال "في مثل هذه الحالات يجب أن يكون الصحفي شاهد عيان حي على ما يحدث، ولا يكتفي بنقل ما يصل اليه فقد تكون معلومات مغلوطة"، مشيرا هنا الى دور ووظيفة الإعلام الرسمي الذي وصفة بالأكثر قدرة على الوصول الى الجهات المعنية بتوضيح ما يحدث، حتى لا تبقى مثل هذه الأمور "بين القيل والقال" وقد تخرج عنها شائعات لها آثار سلبية على المجتمع والجهات الرسمية المختلفة بشكل عام.
وأوضح "عند اختيار أماكن التمرينات العسكرية يجب أن يُراعى المكان الذي تنفذ فيه التمارين العسكرية، وأن يكون بعيدا عن السكان، واتخاذ الاجراءات التي تكفل السلامة العامة للمواطنين".
ويرى (أكيد) أن غياب التصريح الرسمي السريع والمواكب للحدث يفتح الباب للمعلومات التي لا تستند إلى مصادر موثوقة، فالجهات الرسمية هي التي تملك المعلومة الصحيحة، وعند غياب المصادر الرسمية يصبح الباب مشرعا أمام الشائعات والمعلومات المغلوطة، والإعلان المسبق عن التمارين العسكرية يجنب إثارة الفزع والخوف بين المواطنين.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني