وفاة سائحين في البحر الميت..  قصة غير مكتملة  وتحليلات بدون معلومات

وفاة سائحين في البحر الميت.. قصة غير مكتملة وتحليلات بدون معلومات

  • 2017-04-23
  • 12

أكيد 

في وقت نشرت مواقع الكترونية نتائج أولية عن التحقيق بوفاة سائحين في فندق بالبحر الميت (اميركية 56 عاما) و(روماني 76 عاما) يومي الاربعاء 19 نيسان والخميس 20 نيسان، نفى أمين عام وزارة السياحة والآثار عيسى قموه ل"أكيد" أن تكون صدرت أي نتائج عن اللجنة.

ونشر موقع الكتروني يوم الخميس الماضي 20 نيسان خبرا تحت عنوان "حادثة البحر الميت...جلطة دماغية وغرق بالبحر لا بالمسبح"، أشار فيه الى أن نتائج التحقيقات الاولية بينت "وفاة أحد السياح بجلطة دماغية، والاخر نتيجة غطسه بالبحر الميت بالخطأ حينما لامس رأسه صخرا ملحيا"، لافتا الموقع الى "اعادة العمل في الفندق بعدما قررت وزارة السياحة والآثار".

وأكد قموه ل"أكيد" استمرار اغلاق المناطق الشاطئية في الفندق لحين البت من قبل اللجنة، نافيا بذلك ما أثير حول اعادة فتح الفندق وموضحا أن الوزارة وضعت منذ عام أسسا لاستخدامات البرك في الفنادق والمنشآت السياحية، تشترط توفر عناصر السلامة قبل ترخيص المنشأة.

ويلاحظ أن التغطيات الاخبارية لهذا الحدث غير المكتمل قد قفزت من تقديم المعلومات التي تجيب على الأسئلة الاساسية الى محاولة تفسير كيف وقعت الوفاة ؟ وأين وقعت ؟ بالاعتماد على التحليل والتفسير أي الآراء ، على الرغم انه لم يصدر الى هذا الوقت أي معلومات تجيب عن هذه الاسئلة من قبل الجهات التحقيقية .     

ولم تكن هذه المغالطة الوحيدة في تعامل وسائل اعلام مختلفة مع الحادثة،  ففي مادة تخلط بن الخبر والتعليق والرأي وتتضمن معلومات "غير دقيقة"، نقل موقع الكتروني حادثة وفاة السائحين "غرقا"   تحت عنوان "كارثة تضرب البحر الميت. وفاة سائحين خلال 24". أي الاثارة وتضخيم حجم الحدث ووصفة بالكارثة .

وتضمن "الخبر" تعليقات لكاتبة المادة على الحادثة دون الالتزام بعناصر المهنية التي تحتم نقل الخبر من مصادره بشكل مجرد، ومن هذه العبارات " فاجعة وصدمة على شكل كارثة هزت منطقة البحر الميت والأردن برمته "،" البحر الميت يتسيد مره أخرى على الشاشات والأخبار بصفته قاتل للسياح الأجانب"، "هل الفندق ذو النجوم الخمس ، بركة منفية في ترعه ، ام بركة منزوية في أحد السدود ".     

مواقع الكترونية أخرى تناولت الحادثة بعناوين أكثر اعتدالا وعبرت عن مضمون الخبر، رغم أن بعضها حمل بين جنباته مغالطات ومعلومات غير دقيقة حول جنسية وجنس احد الشخصين اللذين قضيا غرقا في بركة تابعة للفندق، فيما نقل موقع الكتروني لصحيفة يومية عن مصدر أمني أن وفاة السائح الروماني وقعت جراء اصابته بجلطة أثناء السباحة.

  كما اختلفت مواقع الكترونية في نقل قرار وزير السياحة والاثار لينا عناب بإغلاق الفندق "بشكل مؤقت لحين الانتهاء من التحقيق بحادثتي الغرق"، فمنهم من اعتبر كلمة "مؤقت" اغلاقا للفندق بجميع مرافقه لفترة من الوقت ولحين صدور قرار لجنة التحقيق في الواقعة، وأخرون اعتبروه اغلاقا جزئيا للمرافق التابعة للفندق والايحاء باستمرار الفندق باستقبال الزوار، وهو ما حسمه أمين عام الوزارة في تصريحه ل"أكيد" باستمرار اغلاق المناطق الشاطئية في الفندق.

كما ذكرت مواقع الكترونية اسم مالك الفندق بشكل صريح مع تحميله جانبا من المسؤولية "بشكل مبطن" بسبب ما أسمته "غياب عناصر السلامة والامان" ، في حين احجمت مواقع ووسائل اعلام اخرى عن ذكر اسم المالك رغم وجود الاسم الصريح للفندق الذي شهد العام الماضي ايضا وفاة شخصين بحسب ما ذكرت صحيفة يومية اخرى.

ويشير "أكيد" الى ضرورة التفريق بين الأنواع والفنون الصحفية عند استخدامها في نقل الخبر، كون الخبر يفرض على الصحافي عدم التدخل فيه ونقله بشكل مجرد، فيما تسمح فنون صحفية اخرى بتناول أي مادة بالنقد والتحليل لكنها تكون على مسؤولية الكاتب كونها تعبر عن رأيه فقط.

كما يجب توخي الدقة في نقل المعلومات خاصة عندما تتعلق الأخبار بوفاة الاشخاص في الحوادث المختلفة تجنبا لإثارة القلق عند عائلات الضحايا، وعدم استخدام الخبر للإساءة لاشخاص وتحميلهم المسؤولية قبل ظهور نتائج التحقيق في أي حادث، تجنبا لاغتيال الشخصيات ورجال الاعمال كون سمعتهم مرتبطة ارتباطا مباشرا باعمالهم.

ان تغطيات الحوادث في المناطق السياحية تحتاج الى حساسية صحفية خاصة ، فهذا النوع من التغطيات قد يلحق الضرر بالمصالح العامة وبالاقتصاد الوطني حيث ان صناعة السياحة تتأثر بشكل كبير ومباشر بالسمعة ، في الوقت الذي يجب فيه على وسائل الإعلام عدم التنازل عن وظيفتها في حماية حق المجتمع بالمعرفة والاحاطة الجارية بما يحدث ، الامر الذي يطلب من وسائل الإعلام الأردنية تطوير سياسات تحريرية واضحة وشفافة في تناول الحوادث في المناطق السياحية .

وكان مرصد "أكيد" نشر تقريرا حول قضية وفاة الطفل عزالدين العويوي ووالدته سيرين شاور اللذين قضيا تسمما في أحد فنادق البحر الميت تحت عنوان "وفيات البحر الميت: الاعلام نجح في تحويلها الى قضية رأي عام وتسرع في اصدار الاحكام".، ونبه خلاله من تأثير النقل المحرف لهذا النوع من الاخبار على قطاع السياحة في المملكة خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يشهد توافدا للمغتربين والجاليات العربية الى العاصمة والمدن الاردنية.