أكيد- سارعت وسائل إعلام محلية في نشر إحصائية تقوم بترتب النساء العربيات بحسب نسبة الجَمال، ووضعت النِّساء الأردنيات بالمرتبة التاسعة، وقد أشارت وسائل الإعلام إلى مصدر الإحصائية تحت اسم موقع " Bank of statistics".

وتحقَّق مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) من محتوى المادة المنشورة، ليتبين أنَّها رسم  إحصائي يحمل عنوان (أجمل النِّساء)، احتوت على 20 دولة عربية، مرتبة تصاعدياً بحسب نسبة الجمال في نساء تلك البلاد.

وتتبّع (أكيد) مصدر هذه الإحصائية عبر البحث في محرك البحث “google” عن موقع " Bank of statistics"، ولم يحصل على أيِّ موقع رسمي حقيقي بهذا الإسم.

وتبيّن لـ (أكيد) بعد تحقق في مواقع التواصل الإجتماعي أن المصدر المذكور لا يعدو كونه صفحة مجهولة المصدر تتواجد في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي مثل " يوتيوب" و "فيسبوك" و "إنستغرام" .

ودقّق (أكيد) في حقيقة هذه الصفحة، وبحث عن الآلية العلمية التي يعتمد عليها في إنتاج الرسومات والمقاطع الإحصائية، فلم يتبيّن أيّ أسلوب علمي إحصائي يتم اتباعه، وليست الصفحة أكثر من صفحة مختصة في تصميم هذا النوع من الصور والمقاطع دون مرجعية علمية واضحة.

ووقعت الوسائل المرصودة في عدد من المخالفات المهنية والأخلاقية، من حيث نشر معلومة دون التأكد من مصدرها وحقيقته، وحقيقة وجوده ككيان رسمي مرخص ومأخوذ بعين الاعتبار، إضافة إلى نشر معلومات إحصائية لا تقوم على منهجية علمية حقيقية.

وقامت وسائل الإعلام باستنساخ المادة عن وسائل التواصل دون تحقق من مدى مصداقيتها، وكانت تابعاً في نشر وتداول المادة دون إخضاعها للمعايير المهنية الأخلاقية، حيث حصرت المادة المنشورة قيمة المرأة في الجمال، وأخضعتها للصورة النمطية التي يتم بها تقييم المرأة بناء على الشكل الخارجي، ولم تبالي الوسائل في الأثر النفسي على جمهور المتلقيات من النساء وما قد تسببه هذه الرسمة الإحصائية استنكار وإحساس بالتهكم أو الانتقاص لدى بعض الفئات، ولم تخضع الوسائل المادة للمنطق المتعارف عليه بأن نسبة الجمال في كل مجتمع تكاد تكون واحدة في تباينها، ولا يمكن إطلاق أحكام عامة على جنسية كاملة.

تتبع (أكيد) تعليقات الجمهور على الخبر في بعض الصفحات الرسمية للوسائل على "فيسبوك" ليتضح إن الإحصائية المنشورة أثارت خطاب كراهية تجاه بعض الجنسيات العربية، و عددا من التعليقات العنصرية، وأخرى تنتقص من المرأة الأردنية أو غيرها.