أكيد- أظهر استطلاع جديد للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث(Pew Research Center) في 38 بلداً من ضمنها الأردن، أن 46% من المستطلعة أراؤهم في المملكة يرون بأن وسائل الإعلام الإخبارية الأردنية تغطي القضايا السياسة بعدالة، كما يرى 55% منهم أن تلك الوسائل تراعي الدقة والحياد في أخبارها بشكل عام.
ويعتقد 60% من الأردنيين في الاستطلاع الذي شمل 41,953 شخصاً في 38 بلداً بينهم دولتان عربيتان الى جانب المملكة هما لبنان وتونس، بأن وسائل الاعلام في الأردن تغطي الأحداث الإخبارية الهامة، فيما يرى 47% بان تلك الوسائل تنقل أخبار القادة والمسؤولين الحكوميين.
وأظهر الاستطلاع الذي أجري بين 16 شباط و8 أيار2017، أن 48% من التونسيين يرون أن وسائل الاعلام في بلادهم تغطي القضايا السياسة بعدالة مقابل 36% من اللبنانيين، و56% من التونسيين يعتقدون بمراعاة وسائل الاعلام الدقة والحياد مقابل 48% من اللبنانيين، كما يرى 58% من التونسيين ان وسائل الاعلام في بلادهم تغطي الاحداث الهامة مقابل 73% من اللبنانيين، وأن 52% من التونسيين يرون بان تلك الوسائل تنقل أخبار القادة والمسؤولين الحكوميين مقابل 62% من اللبنانيين.
وخلص الاستطلاع بشكل عام، الى أن الغالبية العظمى من الناس حول العالم تتفق على أن وسائل الإعلام الإخبارية يجب أن تكون غير منحازة ومحايدة في تغطيتها للقضايا السياسية، ومع ذلك فقد كان هناك اختلافا وتفاوتا كبيرين في الآراء حينما سئل الناس عما إذا كانت وسائل الإعلام الإخبارية في بلدانهم تغطي بالفعل مختلف القضايا السياسية بصورة عادلة ومنصفة، وقال الكثيرون منهم إن وسائل إعلامهم لا تقوم بذلك. وفي الكثير من الدول هناك اختلافات سياسية حادة في وجهات النظر المتعلقة بالإعلام، والاختلاف الأكبر هو بين الأمريكيين.
ووجد الاستطلاع أن متوسط 75% من الناس في 38 دولة يقولون إنه من غير المقبول أن تفضّل مؤسسة إخبارية حزبا سياسيا على غيره من الأحزاب الأخرى عند نقل الأخبار. وقال 20% فقط إنه لا بأس بذلك أحياناً. وأظهر الناس في أوروبا أكبر نسبة اعتراض على التحيز السياسي في الأخبار، حيث قال 89% من المستطلعة آراؤهم في إسبانيا و88% من المستطلعة أراؤهم في اليونان إن هذا السلوك غير مقبول أبداً. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، فإن نسبة 78% من الناس قالوا إنه لا يجب على المؤسسات الإخبارية أن تفضل حزب سياسي على آخر. وفي خمس دول فقط كان هناك ثلاثة من أصل عشرة اشخاص على الأقل يعتقدون أنه لا بأس بأن تنحاز وسائل الإعلام الإخبارية إلى جهة سياسية معينة.
وعلى الرغم من أن الرأي العام حول العالم يؤكد على أهمية أن تكون وسائل الإعلام غير منحازة سياسياً، إلاّ أن هذا المجال بالتحديد (عدم الانحياز السياسي) من بين أربعة مجالات تم السؤال عنها في الاستطلاع، هو الذي قالت النسبة الأعلى من المستطلعين إن وسائل الإعلام في بلدانهم لا تقوم به بشكل جيد.
وقال متوسط 52% فقط من المشاركين في الاستطلاع في الـ38 دولة إن وسائل الإعلام في بلدانهم تغطي القضايا السياسية بصورة عادلة ومنصفة، بينما قال 44% إن إعلامهم ليس بالمستوى المطلوب في هذا المجال. وعلى الرغم من أن غالبية الجماهير المشاركة في الاستطلاع في 18 دولة قالت إن وسائل الإعلام الإخبارية في بلدانها تمتثل تماماً لموضوع الحياد في أخبارها، إلا أن الإجابات كانت أكثر سلبية في الدول العشرين المتبقية. وصدر أكبر نقد لوسائل الإعلام الإخبارية عن الناس في إسبانيا واليونان وكوريا الجنوبية ولبنان وتشيلي، حيث أظهرت الدراسة أن هناك ستة من أصل كل عشرة أشخاص يعتبرون أن وسائل الإعلام في بلادهم غير محايدة في نقل الأخبار.
وتحصل وسائل الإعلام الإخبارية على نقاط أعلى وفقا لمؤشرات أدائها في مجالات أخرى. إذ تقول الغالبية العظمى من المستطلعين إن الوسائل الإخبارية في بلدانها تقوم بعمل جيد في مجالات تغطية الأخبار المهمة (بمتوسط 73%) والدقة في نقل الأخبار (بمتوسط 62%) ونقل أخبار القادة والمسؤولين الحكوميين (59%). وأظهر الاستطلاع أن الناس في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ حققوا نسبة عالية في درجة رضاهم عن وسائل الإعلام الإخبارية في بلادهم، بينما انتقد الناس في دول أمريكيا اللاتينية وسائل الإعلام لديهم. أما الجمهور في الولايات المتحدة الأمريكية فقد كان رأيه حول مجالات الأداء المختلفة التي سئل عنها منقسماً بالتساوي تقريباً.
وضمن الدول، كان الولاء السياسي هو العنصر الأقوى في انقسام المواقف حول وسائل الإعلام، أكثر من غيره من العناصر الأخرى كالتعليم أو العمر أو النوع الاجتماعي.
وتختلف أنظمة الأحزاب السياسية اختلافاً كبيراً باختلاف البلدان، ولكن أحد المقاييس الثابتة لمقارنة الانقسامات السياسية هو قوة الدعم التي يحظى بها الحزب الحاكم أو الأحزاب الحاكمة. ويصنف الداعمون للحزب أو الأحزاب الحاكمة بأنهم "المؤيدون" بينما يصنف كل الآخرين بأنهم "غير المؤيدين". وفي الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذا يعني أن المؤيدين للحزب الجمهوري، الذي يسيطر حالياً على جميع هيئات الحكومة الفيدرالية، هم مؤيدون للحزب الحاكم، والمؤيدون للحزب الديمقراطي، أو الذين يقولون إنهم مستقلون، أو من ينتمون لحزب آخر، أو من لا ينتمون لأي حزب سياسي، هم غير المؤيدين.
وباستخدام هذا النهج تظهر فروقات كبيرة في تصنيفات الإعلام بين المؤيدين وغير المؤيدين. فحول السؤال عما إذا كانت وسائل إعلامهم تغطي القضايا السياسية بدون تحيز، على سبيل المثال، تظهر فروقات حزبية في 20 من الدول الـ38 التي جرى فيها الاستطلاع. وفي خمس دول، فإن الفرق هو على الأقل 20 نقطة مئوية، أعلاها في الولايات المتحدة، بواقع 34 نقطة مئوية. وثاني أعلى الفروق الحزبية هو في إسرائيل، بواقع 26 نقطة مئوية.
والولايات المتحدة أيضاً واحدة من بلدان قليلة يظهر مؤيدو الحزب الحاكم فيها أقل رضا عن أداء وسائل إعلامهم من غير المؤيدين، وفي معظم الدول فإن مؤيدي الأحزاب الحاكمة هم أكثر رضا عن أداء وسائل الإعلام مقارنة مع غير المؤيدين.
السويد على سبيل المثال، حيث يتشكل الائتلاف الحاكم حالياً من الحزب الاجتماعي الديموقراطي وحزب الخضر، قال حوالي 8 من كل 10 استطلعت آراءهم (82%) من بين مؤيدي الحزبين إن وسائل الإعلام السويدية تقوم بعمل جيد فيما يتعلق بتغطية الأخبار بشكل محايد. ولم يوافق على ذلك سوى 58% من السويديين الذين لا يؤيدون الحزبين.
وتشير هذه الاختلافات الحزبية التي وجدتها الدراسة إلى أن الرضا عن وسائل الإعلام حول العالم لا يرتبط دائماً بموقف أيديولوجي محدد بقدر ما يرتبط بدعم الحزب الحاكم، سواء كان هذا الحزب يسارياً أو يمينياً. كما يرتبط مستوى الرضا عن وسائل الإعلام بشكل وثيق بمستوى الثقة بالحكومة الوطنية والشعور بأن الوضع الاقتصادي جيد، وهو ما يعزز مقولة أن مستوى الرضا عن الإعلام في معظم الدول التي أجري فيها الاستطلاع يتوائم مع مستوى الرضا عن الأوضاع الأخرى في البلد وليس مع الطيف السياسي يميناً ويساراً.
الأخبار عبر الإنترنت
تؤثر التكنولوجيا الرقمية على السلوكيات الإخبارية في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن استخدامها ما يزال بحاجة إلى الكثير ليكون عالمياً. وبشكل عام، يقول متوسط 42? من 38 بلدا شملهم استطلاع الرأي أنهم يحصلون على الأخبار من شبكة الإنترنت مرة واحدة على الأقل في اليوم. وفي 14 بلدا، يحصل نصف البالغين أو أكثر من ذلك على الأخبار عبر الإنترنت يوميا.
وبصفة عامة، تبين أن نسبة الوصول إلى الإنترنت كانت أعلى في البلدان الثرية، وهذا يؤدي إلى زيادة احتمالية استخدام الإنترنت للاطلاع على الأخبار أيضا. فعلى سبيل المثال، في أستراليا، التي بلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد فيها عام 2015 ما مجموعه 46,271 دولارا أمريكيا، يتابع 61? من السكان الأخبار مرة واحدة يومياً على الأقل من خلال شبكة الإنترنت، بينما لا تتعدى هذه النسبة 20? في السنغال، التي يبلغ فيها الناتج المحلي الإجمالي للفرد 4,221 دولارا أمريكيا.
كما طرح الاستطلاع أيضاً سؤالا منفصلاً حول عدد المرات التي يحصل فيها الأشخاص على الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتحديد. وعلى عكس الحصول على الأخبار عبر شبكة الإنترنت عامة، فإن النسبة المئوية للأشخاص الذين يحصلون على الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحجم ثروة البلاد. فقد كانت النسبة المئوية المتوسطة للأشخاص الذين يحصلون على الأخبار مرة واحدة على الأقل يوميا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في البلدان الناشئة والنامية مساوية تقريباً للنسبة في البلدان المتقدمة (33? و36? على التوالي). وبشكل عام، يحصل في المتوسط العالمي 35? من الناس على أخبار يومية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت النسبة الأعلى في كوريا الجنوبية (57?) ولبنان (52?) والأرجنتين (51?).
الناس يتابعون الأخبار كثيراً
الاهتمام العام بالأخبار له انعكاسات على كيفية تطور المشهد الإعلامي جنباً إلى جنب مع التغير التكنولوجي. وتقول أغلبية الناس حول العالم إنهم يتابعون الأخبار الوطنية والأخبار المحلية عن كثب (المتوسط العالمي 86? و78? على التوالي). وفي جميع البلدان الـ38، قال أكثر من ثلثي المستطلعين ذلك بخصوص الأخبار في بلادهم. وينطبق الشيء نفسه على الأخبار عن مدينتهم أو بلدتهم في 32 بلدا.
لا يهتم الناس كثيراً بأخبار الدول الأخرى (المتوسط العالمي 57%). وفي ست دول فقط يقول أكثر من ثلثي الأشخاص إنهم يولون اهتماماً كبيراً بالأخبار المتعلقة بالعالم. وأظهر الناس من خارج الولايات المتحدة أيضاً مستوى اهتمام قليل بالأخبار المتعلقة بالولايات المتحدة على وجه التحديد (48%).
الشباب الأكثر ميلاً للاطلاع على الأخبار الكترونياً
في الدول الـ38، الشباب (بين سن 18 و29) أكثر ميلاً للاطلاع على الأخبار الكترونياً ممن هم في سن ال50 فما فوق. وفي نفس الوقت، يميل الكبار إلى الاهتمام بأنواع الأخبار المختلفة التي تم سؤالهم عنها أكثر من اهتمام الصغار بها. وأكبر الفروق هي في الأخبار المتعلقة بمدينة أو بلدة الشخص. ففي 20 بلداً كان ميل من هم فوق سن الخمسين إلى متابعة الأخبار المحلية أكثر بكثير من ميل الشباب إلى متابعتها، وفي البرازيل والفلبين فقط ينعكس هذا الاتجاه، حيث أن الشباب في هذين البلدين هم الأكثر متابعة للأخبار المحلية.
أما بالنسبة للأخبار الدولية، فإن عامل السن أقل أثراً. وبشكل عام فإن الرجال والأكثر تعليماً هم الأكثر ميلاً لمتابعة الأخبار الدولية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني