عنوان قاسٍ وبث فيديو للحظة افتراس أسد لطفل في بلد عربي.. مخالفات مهنية متعددة

عنوان قاسٍ وبث فيديو للحظة افتراس أسد لطفل في بلد عربي.. مخالفات مهنية متعددة

  • 2023-05-14
  • 12

 

عمّان 14 أيار (أكيد)-  يحرص الحقوقيون والمدافعون عن حقوق الإنسان على التنبيه لأهمية المحافظة على الكرامة الإنسانية، والابتعاد عن تصوير وسائل الإعلام اللحظات الأكثر إيلامًا في حياة الأفراد وخصوصًا الأطفال.

وسيلة إعلام محلية نشرت خبرًا عن افتراس أسد في حديقة حيوان في بلد عربي لطفل بـعنوان: "ضعيف القلب لا يشاهد".. لحظة افتراس الأسد للطفل ... (فيديو مروع)". [1]

الخبر المنشور حمل عنوانًا ترهيبيًا لإثارة فضول الجمهور للدخول والمشاهدة، متناسيًا أن على الصحفي الابتعاد عن الإثارة في نشر الجرائم والفضائح وعدم اللجوء إلى المبالغة في تغطية الأخبار وكتابة التقارير وإيصال المعلومات بدقة إلى الجمهور.

فقد ذكر الخبر اسم الطفل الصريح دون التفات لإمكانية استعادة الحادثة من قبل أي شخص باعتبارها جزءًا من المعلومات المتاحة للجمهور عبر شبكة الإنترنت، ما ينتهك حق ذويه في النسيان، مغفلًا أن على الصحفيين الدفاع عن قضايا الطفولة وحقوق الأطفال، وأنه لا يجوز نشر ما يسيء إليهم أو لعائلاتهم، لا بل عليهم الالتزام  باحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد وسريّة حياتهم.

لم يذكر الخبر مصدر المعلومات المنشورة وكيفية الحصول عليها. ونقل الخبر  كلام شهود العيان كما لو أن تصريحاتهم حصرية لوسيلة الإعلام، في تجاوز للقاعدة المهنية التي تدعو إلى ممارسة أقصى درجات الدّقة في "عزو” المواد التي تنشرها الصحف إلى مصادرها، وذكر مصدر كل مادة صحفية أو نص يتم نشره.

وتضمن الخبر المنشور رابطًا لفيديو اعتداء الأسد على الطفل عبر منصة يوتيوب، ما يمكن أن يتسبب بالأذى لأسرة الطفل في حال أُعيد نشره في وقت لاحق عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي.

وسيلة إعلام محلية أخرى نشرت خبرًا حول ذات الواقعة مع الالتزام بعض عنوان متطابق مع محتوى المادة الخبرية ودون الخوض في تفاصيل الحادثة أو ذكر اسم الطفل الضحية الصريح  أو نشر فيديو الحادث مع نسبة التصريحات للأجهزة الأمنية في قطاع غزة وهو ما يمكن اعتباره ممارسة مهنية لتقيده بالقواعد الأخلاقية والقانونية للنشر.[2]