عودة ظاهرة "النينيو" بطبعةٍ أكثر ضررًا في ظل تغطية إعلاميّة محليّة سطحيّة للغاية

عودة ظاهرة "النينيو" بطبعةٍ أكثر ضررًا في ظل تغطية إعلاميّة محليّة سطحيّة للغاية

  • 2023-08-09
  • 12

عمّان 16 تموز (أكيد)- عُلا القارصلي- طبعةُ هذا العام من ظاهرة "النينيو" يُتوقع أن تتخطى أضرارها طبعة العام 2016، باعتبار أن العام الحالي هو الأكثر سخونة في التاريخ بسبب "الضربة المزدوجة" لظاهرة "النينيو" والاحتباس الحراري.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أعلنت أن احتمال استمرار هذه "الضربة المزدوجة" خلال النصف الثاني من العام 2023 قد بلغ ما نسبته 90 بالمئة، وأن هناك احتمالًا بنسبة 66 بالمئة أن يكون المتوسط السنوي لدرجات الحرارة العالمية أعلى من مستويات ما قبل العصر الصناعي بـ 1.5 درجة مئوية لمدة عام واحد على الأقل.[1]

تُعدّ ظاهرة "النينيو" أقوى تقلّب مناخي على وجه الأرض، إذ ترتفع حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ، ويُحدِث هذا الارتفاع الذي يقع كل سنتين إلى سبع سنوات، تأثيرات متباينة على مناطق كثيرة في العالم، تستمرّ عادةً من سنة إلى سنة ونصف السّنة. وتتسبّب الظاهرة باضطرابات جويّة عنيفة، ما يؤدي إلى تأثيرات قوية تطال البلدان، وتتسبّب بارتفاع درجات الحرارة والجفاف في مناطق، وبهطول أمطار غزيرة في مناطق أخرى.[2]

وحين تكون "النينيو" قويّة وعنيفة جرّاء ارتفاع حرارة الأرض وغلافها الجوي، تطول فتراتها، وتتفاقم الأزمة المناخية، أي المزيد من الجفاف والحرائق والفيضانات وانخفاض الغذاء. وأثبتت دراسات علمية وجود علاقة طرديّة واضحة بين تقلبات "النينيو" وتقلبات الأمطار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفي الأردن بشكل خاص. ويوجد للعلاقة بين تقلبات "النينيو" وتقلبات الأمطار في الأردن، دلالة إحصائية في منطقتي الشمال والوسط. فهل أدّى الإعلام دوره في شرح تأثير "النينيو" على الأردن هذا العام؟ وهل تولّى شرح الظاهرة وتاريخها وآثارها في الطبعات السّابقة للاستفادة منها والعمل على الحدّ من آثارها؟[3]

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام لظاهرة "النينيو"، وبدأ الرصد من 9 حزيران 2023، وهو تاريخ إعلان إدارة المحيطات والغلاف الجوي الأمريكية رسميًا أن ظاهرة "النينيو" في طريق حدوثها، واستمر حتى 13 تموز 2023، وشمل الرصد 15 وسيلة إعلام، توزّعت بين ثلاث محطات تلفزيونية، وصحيفتين يوميّتين، ومحطّتين إذاعيّتين، وثمانية مواقع إلكترونية.

عملية الرّصد وفّرت عشرة أخبار فقط، جميعها منقول عن موقع إلكتروني مختصّ بتغطية أخبار الطقس، واختارت الأخبار عنوانًا لها: "ظاهرة النينيو المناخية قد تؤدي إلى موسم مطري ممتاز في الأردن". وفي بعض الأخبار جرى التطرق إلى سبب حدوث "النينيو".

وجدير بالذكر أن الإعلام العالمي والإعلام العربي قدّما الكثير من المواد الإعلامية المعمّقة التي تحدّثت عن "النينيو" وأسبابها وآثارها على الطبيعة والمجتمعات وطرق تعامل الحكومات معها، لكنّ هذه المواد المعمّقة غابت عن الإعلام الأردني بشكل كامل.

ووجد (أكيد) بعد رصد التّغطيات الخاصة بظاهرة "النينيو" ما يلي:

  1. لم يولِ الإعلام أهمية لتعريف "النينيو" وتاريخها وأسبابها، واكتفى بعرض آثارها على الأردن هذا العام.
  2. لم يذكر الإعلام آثار أي طبعة سابقة لظاهرة "النينيو" على الأردن، مع العلم أنه سُجّل ما لا يقل عن تكرار الظاهرة 26 مرّة في القرن العشرين فقط.
  3. أهمل الإعلام آثار "النينيو" على الزراعة والنظم البيئيّة في العالم، والتي قد تنعكس على الأردن.
  4. وسائل الإعلام مطالبة بتقديم إعلام توعوي لا سيما بشأن الظواهر الطبيعية التي قد تؤدي إلى آثار مدمرة، والإعلام في كثير من الأحيان هو المسؤول الأول عن زيادة وعي أفراد المجتمع بحكم رسالته الاجتماعية والوطنية.