تحقّق: محتوى غير دقيق
عمّان 14 كانون الأول (أكيد)- أفنان الماضي
القصة:
تزامنًا مع سقوط النظام السّوري السّابق برئاسة بشّار الأسد، نشرت مواقع إخبارية أردنية بيانًا باعتباره صادرًا عن مفوضية اللاجئين في الأردن يخاطب السوريّين قائلًا: لا نشجّع عودة اللاجئين السوريّين إلى بلدهم حاليًا.
التحقّق:
رأى مرصد مصداقية الإعلام الأردنيّ (أكيد) أن الخبر المتداول يتناقض منطقيًا مع اتّجاه الأحداث الجارية على الساحة السورية، حيث أن سقوط النظام السابق يعدّ مسوّغًا أساسيًا لعودة اللاجئين السوريّين الذين اضطروا للّجوء خشية الملاحقات الأمنية أو التجنيد الإلزامي في سوريا، كما ظهر تناقضه مع تصريح لوزير الداخلية مازن الفراية الذي اعتبر أن الظّروف الأمنية باتت سانحة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.[1]
أجرى (أكيد) بحثًا أوليًا عن الخبر ليتبيّن أن وسائل إعلام ومواقع إخبارية أردنية متعدّدة تناقلته على وجه السرعة في الثامن من كانون الأول الجاري، كما انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي.
توجّه (أكيد) في خطوة التحقّق الأولى إلى منصّة مفوضية اللاجئين في الأردن على فيسبوك، ليتبيّن أن المفوضية أصدرت بيانًا يختلف كليّةً في محتواه، وذلك في اليوم نفسه، أي الثامن من كانون الأول، حيث أظهرت المفوضية تعاونًا في معالجة أي عقبات قد تواجه اللاجئين في عودتهم، معتبرة أن العودة الطوعية حقّ للّاجئين، ولم يظهر في لهجة البيان أي نوع من التحذير أو الدّعوة للتريث. [2]
حاول (أكيد) معرفة مدى صحّة البيان المغلوط المتداول، وتبيّن أنه بيان صحيح، لكنه قديم وصادر عن المفوضية في 15 أيّار الماضي، حيث أوضحت المفوضية حينها جهودها المبذولة في توفير التمويل للبرامج، كما ذكرت أنها لا تشجّع عودة السوريّين بالنظر لطبيعة الأوضاع غير الآمنة آنذاك.[3]
سعى (أكيد) لمعرفة سبب هذا الخلط الذي وقعت به وسائل إعلام محلية، حيث يرجّح (أكيد) أن وسائل الإعلام اعتمدت في مصدرها على ما نشر في منصات التواصل الاجتماعي، وقد أُطلِق البيان القديم على صفحة تحمل مسمى "أخبار اللاجئين في المفوضية الأردن" على منصة فيسبوك، حيث أشكل على الجمهور اسم الصفحة ظانين بأنها صفحة رسمية للمفوضية، بينما هي صفحة مجتمعية تضمّ عددًا كبيرًا من اللاجئين. [4]
وقد أدركت بعض المواقع الإخبارية الخطأ، فحذفت الخبر المرصود، وباشرت وسائل الإعلام المختلفة نشر البيان الحديث الصادر عن مفوضية اللاجئين.[5]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني