الفيديو الذي يُظهر شخصًا يهرب من آكلي لحوم البشر فيديو تمثيلي وليس حقيقة (تحقّق)

الفيديو الذي يُظهر شخصًا يهرب من آكلي لحوم البشر فيديو تمثيلي وليس حقيقة (تحقّق)

  • 2024-02-05
  • 12

تحقّق: محتوى ساخر

عمّان 5 شباط (أكيد)- عُلا القارصلي

القصّة:

نشرت وسائل إعلام محلية وعربية خبرًا يتحدث عن هروب شخص إفريقي من قريةٍ لآكلي لحوم البشر. الوسائل المحلية اكتفت بنشر الفيديو وأرفقته بالعنوان التالي: "شخص يوثّق هروبه من قريةٍ لأكلي لحوم بشر، مع قيام أحدهم بمطاردته". أما الوسائل العربية فتنوّعت عناوينها، وأرفقت بها محتويات تشرح مكان وقوع الحادثة. واستشهدت بعض الوسائل بمراجع تؤكد وجود أماكن ما زالت قبائلها تأكل لحوم البشر الحيّة والميّتة. ونسبت وسيلة إعلام عربية الخبر لحساب " :WHRسمعنا إشاعة" على منصة إكس. [1] [2] [3] [4] [5] [6]

التحقق:

عاد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى حساب "WHR" على منصة إكس للتأكّد من صحة الخبر، لأن الإنسان عند الشعور بالخوف يقوم دماغه بالتأثير على جهازه العصبي، وإحداث عدد من التّغيرات الجسمية، وهذه التّغيرات تؤثر على التّركيز، فكيف استطاع الشّخص التّفكير بتصوير لحظة هروبه وهو بحالة خوفٍ شديد؟ [6] [7]

لم يجد (أكيد) في الحساب المشار إليه أي شرح، وكان الفيديو الذي تمّت مشاركته عليها، هو نفسه الفيديو الذي شاركته وسائل الإعلام، فعاد (أكيد) إلى المبدأ الأساس للتّحقق من الفيديوهات، وهو البحث العكسي، حيث اقتطع بعض الصّور من الفيديو واستخدمها في البحث العكسي من خلال "google images". وتبين أن الفيديو قد انتشر على مواقع التّواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، وبدأت بعدها وسائل الإعلام بتناقله.

وأوصلت إحدى اللّقطات التي تولّى المرصد اقتطاعها إلى حسابٍ على منصة إكس شارك الفيديو، وكان يوجد على الفيديو علامة مائية "le_roi_des_punu_5.0"، وتشير هذه العلامة إلى حساب على تطبيق تيك توك.[8]

ومن خلال البحث عن الاسم الموجود على الفيديو عبر محرك البحث، لأن تيك توك محظور في الأردن، عثر (أكيد) على حسابات ناشر الفيديو الذي يعود إلى ممثل يلقّب نفسه بأسرع شخص في العالم، وجميع مقاطع الفيديو الخاصة به عبارة عن ركض وهروب، والمقطع الذي شاركته مواقع التّواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، أطلق عليه الممثل وصف "المدرسة" باللغة الفرنسية، ونطق الممثل وهو يركض عبارات تقول" أنا كنت ذاهبًا إلى المدرسة، وأعتقد أن الأستاذ لن ياتي اليوم، لذلك أعود إلى المنزل".[9] [10] [11]