عمّان 25 كانون الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- طالما هناك فيروسات منتشرة وعوامل بيئيّة تساعد على زيادتها، فهناك فرص لحدوث أوبئة غير متوقعة، لأن التّغيرات الجينية التي تحدث للفيروسات تنتج أمراضًا جديدة، وهذا ما حدث في وقت سابق مع "كورونا، وسارس ..."، وبالتالي تتوقع منظمة الصّحة العالمية ظهور أمراض جديدة ذات خصائص لا يمكن التنبؤ بها، وتضع المنظمة خططًا للاستعداد المبكر للبحث والتطوير الشامل، لا سيما في اللّقاحات والفحوصات والعلاجات.
خلال الأيام الماضية تكثّف التّداول بمصطلح المرض (X) عبر وسائل التّواصل الاجتماعي حول العالم، بالتزامن مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي عقد في الفترة من 15-19 كانون الثاني الجاري، وجاء في برنامجه اجتماع بعنوان "الاستعداد للمرض إكس".
مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دور التّخويف والتّهويل، وشكّلت بيئة خصبة للإشاعات حول مصدر المرض، وأشير إلى أن المرض مفتعل وله تاريخ للإعلان عنه. وجاءت أغلب الإشاعات نتيجة التّرجمة الخاطئة لحديث مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث أعرب عن تفاؤله بتوصّل بلدان العالم إلى اتّفاق حول كيفية مواجهة الوباء حتى شهر أيار المقبل، وبدأ رواد مواقع التّواصل الاجتماعي بالإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية حدّدت موعد إطلاق المرض. [1] [2] [3]
ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن بعض العناوين التي حملت تهويلًا ومبالغة في وسائل إعلامية عربية ومحلية كانت سببًا في زيادة الإشاعات، فكانت العناوين مبهمة وغير واضحة ولا ينطبق عليها خصائص العنوان الصّحفي، سواء من ناحية الوضوح والاختصار، أو من ناحية الارتباط المباشر بموضوع الخبر, حيث لم تتّسم العناوين بالحياد والتعبير عن الموضوع بدقة، وكانت العناوين تهدف بشكل رئيس إلى لفت انتباه القارئ، وإثارة فضوله لقراءة المادة الإخبارية. [4] [5] [6] [7] [8]
وأوضحت المواد الصّحفية في متنها أن المرض (X) هو تهديد افتراضي غير معروف، يسعى العلماء لدراسة التدابير المضادّة له، بما في ذلك اللّقاحات والاختبارات، لنشرها في حال تفشّيه في المستقبل. ويُستخدم التعبير (X) للإشارة إلى مرض مجهول، أي غير معروف، يمكن أن يتسبّب بوباء دولي خطير، ويستخدم في إطار البحث المستمر والرّصد والتّأهب لتحديد الأوبئة المحتملة في المستقبل والاستجابة لها.
كما أوضحت وسائل إعلام أن منظمة الصّحة العالمية قد أدرجت المرض (X) في شهر شباط العام 2018 ضمن قائمة مخطّطات منظمة الصّحة العالمية المحدّثة للأمراض التي ينبغي أن يكون الاستثمار في البحث والتطوير فيها أولوية دولية.
وبعد تجربة كورونا، ولأن العالم لم يكن مستعدًا بشكل مناسب، فقد أدى ذلك إلى تحوّلها إلى جائحة مميتة، ما أسفر عن مقتل الملايين في جميع أنحاء العالم. وكانت منظمة الصّحة العالمية قد جمعت أكثر من 300 عالم في تشرين الثاني العام 2022 لتحديث قائمة مخطّطات منظمة الصّحة العالمية، واستخلاص رؤى قيّمة من التّحديات التي فرضها وباء كورونا، وللنظر في أدلّة حول إمكانية تسبّب أكثر من 25 نوعًا من البكتيريا والعائلات الفيروسية في تفشي الأمراض.[10]
يشير (أكيد) إلى أن من واجب وسائل الإعلام استخدام عناوين في تقاريرها الإخبارية توضّح أن المرض (X) هو مرض افتراضيّ وغير موجود، لأن عدد كبير من جمهور المتلقّين يكتفي بقراءة العناوين.
كما يتوجب على وسائل الإعلام توضيح أن (CEPI) هو تحالف الاستعداد للأوبئة المستقبليةThe Coalition for Epidemic Preparedness Innovations ، وقد أكّد أن التّغيير المناخي يسهم بشكل رئيس في زيادة خطر الأوبئة، حيث أظهرت الأبحاث المنشورة العام 2022 أن احتمالية تعرض أي شخص لجائحة خلال حياته تبلغ 35 بالمئة، وهذه الأسباب تدفع منظمة الصّحة العالمية إلى تكرار تحذيرها من أمراض محتملة قد تشكل وباءً في أي لحظة، وضرورة وضع خطط لمواجهتها بما يُسهم في تفادي تكرار تجربة كورونا. [11] [12]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني