ضعف الدور الإعلامي  في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة ظاهرة التَّسوَّل

ضعف الدور الإعلامي في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة ظاهرة التَّسوَّل

  • 2024-03-04
  • 12

عمّان 4 آذار (أكيد)- عُلا القارصلي- التّسوّل ظاهرة يجب مكافحتها والتّصدي لها، لما لها من آثار سلبية سواء على مستوى الفرد المتسوّل نفسه أو المجتمع، فالتّسوّل يشكّل أحد أسباب الجنوح والانحراف، فضلًا عن أنه منافٍ لقيم المجتمع وأخلاقياته في العمل، ويمثّل خروجًا عن العادات والتّقاليد والقيم السائدة في المجتمع.

والتّسوّل ظاهرة منتشرة في كل المجتمعات بأساليب وأشكال مختلفة. ويكاد لا يخلو منه سوق أو شارع رئيس في المدن والبلدات الأردنية. ولئن كانت بعض الفئات الاجتماعية المعدومة اقتصاديًا تمارس التّسوّل، غير أن التّسوّل لم يَعد يقتصر على ذلك في أيامنا هذه، حيث تحوّل إلى مهنة، وبدأ متسوّلون باستخدام أساليب "مبتكرة" لاستعطاف النّاس.

تعزيز الوعي المجتمعي يمثّل عنصرًا أساسيًا في مكافحة التّسوّل، ولأن الإعلام طرف أساسي في تعزيز هذا الوعي من خلال التّغطيات الإعلامية الهادفة والمستمرة؛ لإبراز الآثار السّلبية للتّسوّل والتوعية بها، تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام لقضية التّسوّل، للوقوف على مدى القيام بدورها في تعزيز الوعي المجتمعي بمضار التّسوّل ووجوب مكافحته.  

وعلى ذلك، صمّم (أكيد) عينة لمعرفة اتّجاهات التغطية، وشملت العينة جميع المواد التي أمكن العثور عليها على محرّك البحث غوغل عند استخدام الكلمات المفتاحية التالية: التّسوّل في الأردن، مكافحة التّسوّل، أضرار التّسوّل، وذلك للفترة الزّمنية الممتدة من مطلع آب 2023 حتى مطلع شباط 2024.

وفّرت عملية الرّصد عينة مكونة من 23 مادّة، وتبيّن أن ستّ مواد إعلامية منها بنسبة 26 بالمئة، ركّزت على نقل أعداد المتسوّلين الذين جرى القبض عليهم، والذين تصرّح وزارة التّنمية الاجتماعية بأعدادهم. وتحدّثت سبع موادّ بنسبة 30.4 بالمئة عن الوضع المادّي للمتسوّلين، وأكّدت هذه المواد أنّ معظم المتسوّلين هم من فئة اجتماعية غير معدومة اقتصاديًا، وأنهم اتّخذوا من التّسوّل مهنة.

وتولت تسع مواد بنسبة 39 بالمئة ذكر بعض أساليب الحد من التّسوّل، مثل حملات المكافحة، وتغليظ العقوبات في القانون المعدل لقانون الاتجار بالبشر رقم (10) لسنة 2021 ، وجاء من ضمن هذه الموادّ، مادّة واحدة بنسبة 4.3 بالمئة تحدّثت عن مخاطر التّسوّل على الأطفال بشكل خاص.[1]

ولم تُسفر عملية الرّصد عن العثور على موادّ توعوّية لآثار التّسوّل على الفرد والمجتمع، ولذا وجد مرصد (أكيد) مناسبًا أن يُلفت الانتباه إلى أبرز الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لظاهرة التّسوّل، مستقاةً من دراسة أكاديمية منشورة في مجلّة محكّمة.

  1. الآثار الاجتماعية: ظاهرة التّسوّل تحطّ من كرامة الإنسان نتيجة اللجوء إلى وسائل مهينة، وتُعرّض الأطفال والنساء إلى مظاهر الاستغلال، وبخاصة الاستغلال الجنسي والمادي، وكذلك مخاطر الانحراف والإجرام.
  2. الآثار الاقتصادية: حيث يحول التّسوّل كتلة من قوّة العمل والطّاقة البشرية إلى عناصر إنتاج خامل لا تقدّم أيّ قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، حيث أن المتسوّل يشكّل عبئًا على الاقتصاد، ويعيش عالة على باقي أفراد المجتمع، وهذا ينتقصّ من النّمو الاقتصادي.
  3. الآثار النفسية: يعيش المتسول بحالة ذل لأنه لا يأخذ حاجته من الآخرين إلا بعد احتقارهم له ومتى ما يصاب الإنسان بالذلّ يعتاد عليه، ولا يستطيع العيش إلا في هذا الجوّ من الهوان. [2]

وغابت صحافة الحلول القادرة على تحليل ومقارنة الأرقام الصادرة في التقرير الإحصائي السنوي لأعمال وزارة التّنمية الاجتماعية لأعداد المتسولين الذين تم ضبطهم، للوقوف على مدى تحقيق الأهداف الاستراتيجية الخاصّة بالوزارة، والإسهام بوضع حلول تساعد في القضاء على مشكلة التّسوّل.[3]