حرب الصُّورة .. الإعلام يكشف واقعية فصائل المقاومة الفلسطينية في غزّة وتضليل الآخر

حرب الصُّورة .. الإعلام يكشف واقعية فصائل المقاومة الفلسطينية في غزّة وتضليل الآخر

  • 2023-12-10
  • 12

عمَّان 10 كانون الأول (أكيد)- يتابع جمهور وسائل الإعلام ومنذ يوم السَّابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بشكل يومي كل المقاطع المصوّرة القادمة من غلاف غزَّة المحتل من قِبَل السّلطة القائمة بالاحتلال "اسرائيل"، ومناطق قطاع غزَّة التي يعيش فيها الفلسطينيّون، حيث نقلت هذه المقاطع تفاصيل الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية أولًا بأول.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على مدار 63 يومًا من هذه الأحداث المقاطع المصورة التي نشرتها غرف التَّوجيه المعنوي في الحرب المشتعلة في القطاع، وتبيّن أنَّ مكونات حركة التَّحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزَّة استخدمت المدرسة الواقعية في حرب الصّورة، واستعدّت لتصوير ونقل تفاصيل كل عملياتها ضدَّ الاحتلال الإسرائيلي سواء في مهاجمة المناطق المحتلة في الغلاف، أو في مواجهة الحرب البرية الإسرائيلية أو حتى عمليات إطلاق الصَّواريخ باتجاه تل أبيب ومناطق أخرى.

وسائل إعلام عربية ومحلية وعالمية تمكّنت من كشف زيف المقاطع المصوّرة التي بثَّها جيش الاحتلال الإسرائيلي، باستضافة عسكريّين متخصّصين لفحص وبيان دقة هذه المقاطع، ليتبيّن أنَّ التّزييف والتّضليل والتّقليد كانت سمة بارزة لكل المقاطع التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي الذي سعى من خلالها  إلى خلق رواية معاكسة تسبّب تضارب المعلومات لدى الجمهور ، وتحديدًا الجمهور الغربي الدَّاعم والمؤيد لعمليات الإجرام التي يقوم بها.

وتبين لمرصد (أكيد) أنَّ وسيلة إعلام محلية استضافت خلال برنامج مسائي تفاعلي خبيرًا عسكريًا عرضت عليه المقاطع المصوّرة التي بثَّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لعملياتها في مدرسة مدمّرة في قطاع غزَّة، فاستطاع الخبير العسكري تقديم إشارات من داخل المقاطع المصوّرة كدلائل على أنَّ المقطع هو أشبه ما يكون "بسكتش" تمثيلي بعيدٍ عن الواقع القائم.

وفي المقابل، حلَّل الخبير المقطع المصوّر الذي بثَّته كتائب الشهيد عز الدّين القسام حول اقتحام قوة خاصّة لمكان احتجاز أحد الأسرى الإسرائيليين وانتهت بمقتله واعتراف الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا بوجود قتلى وجرحى من أفراد القوة الخاصة. وتبيّن من تحليل الخبير أنَّ المقطع يصور الواقع بدرجة عالية من المصداقية والدّقة.

وانتقلت هذه المقاطع إلى الإعلام الإسرائيلي، حيث فتحت إحدى القنوات نقاشًا كبيرًا تضمن ألفاظًا نابية تدل على حجم الاستفزاز الذي أصابهم بسبب تحليل المقاطع المصوّرة وكشف زيف هذه المقاطع. ويدلّ هذا الدور في التحليل الذي قامت به وسائل الإعلام على أنَّ الإعلام المحلي والعربي وحتى بعض العالمي قد نقل تفاصيل الحرب لكلا الطرفين بدرجة عالية من الحياد، حيث لم يقبل بعدم مناقشة وتحليل صدقية هذه المقاطع وتفسيرها بالصورة المهنية اللازمة.

ويشير (أكيد) إلى أنَّ أبرز ما في حرب الصورة التي دارت بين المقاومة وإسرائيل، هو أنَّ وسائل إعلام عربية تفوّقت بالمهنية، ونقلت كل التفاصيل، مستخدمة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وخرائط الأقمار الاصطناعية، وراقبت ما تنشره وسائل الإعلام في طرفي المعادلة الحربية، ونقلته بأدق تفاصيله، ما مكَّن جمهور المتلقين جميعًا من تكوين وتشكيل الرأي الصحيح. وهنا أفشلت هذه الوسائل اضطراب المعلومات الذي أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبيّنت زيف وكذب رواية الأطفال مقطوعي الرؤوس، واغتصاب النساء، والمعاملة البشعة للأسرى.