عمّان 31 آب (أكيد)- وسائل إعلام محلية تناقلت خبرًا حول اعتداء معلم على تلميذ في إحدى مدارس محافظة إربد بعناوين متعددة، مثل: ("أصيب بكسر ونزيف بالأنف" .. معلم يعتدي على طالب في إربد)، و"معلم يعتدي على طالب ويكسر إصبعه (صور)"، و"معلم في إربد يعتدي بطريقة وحشية على طالب". [1] [2] [3]
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تتبّع الخبر المتداول وأخضعه لمعاييره الخاصة بتقييم مصداقية المحتوى الإخباري، فوجد أن وسائل الإعلام المرصودة وقعت بأخطاء مهنية أثرت على بنية الخبر.
الأخبار التي نُشرت، حملت عناوين تحريضية تجاه المعلم بذكر الإصابات التي من المفترض أنه أحدثها للطالب نتيجة الاعتداء علية بالضرب في حرم المدرسة دون وجود ما يثبت ذلك، وتناسى معدو الخبر أن عليهم الالتزام بأن يكون العنوان معبرًا بدقة وأمانة عن المادة الصحفية، وأن لا يلجؤوا للتحريض في عناوينهم.
تحدثت الأخبار عن إصابة الطالب بكسر وخلع في إصبعه، بالإضافة إلى نزيف في أنفه دون وجود ما يثبت صحة ذلك، كتقارير طبية أو رأي للطبيب الذي استقبل الحالة، أو ذوي الطالب، حيث أن رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية، وتستوجب التأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها حتى لا تتسبّب بتناقل الأخبار المغلوطة وإثارة الإشاعات.
اكتفت الأخبار بأن نَسبت المعلومات التي نقلتها لشهود عيان مجهولي الهوية وغير معروفي العدد أو آلية تواصلهم مع وسائل الإعلام التي نقلت الخبر، على الرغم من أن الصحفيّين مطالبون بـ ”عزو” المواد التي ينشرونها لمصادرها وليس لمصادر مجهولة حتى لا يكونوا عرضة للتشكيك أو الطعن بمهنيتهم.
رافقت الخبر صورة ليد بشرية قالت وسائل إعلام إنها يد طالب دون وجود ما يثبت صحة الصورة، أو كيفية حصولها عليها، ويمكن أن تكون لأي شخص آخر، بالتوازي مع عدم ذكر مصدر الصورة أو التعليق عليها طبيًا، وعدم وجود مبرّرات لنشرها، فهي لا تُظهر أي تفاصيل يمكن الاستعانة بها لتأكيد صحة الواقعة، أو حجم الإصابة التي تعرّض لها الطالب.
في تطوّر لاحق، ذهبت وسائل إعلام أخرى نحو إضافة عنصر جديد للقصة بالاتصال بمدير التربية التي تتبع لها المدرسة وكانت تغطيتها جزئية لم يصاحبها تواصل بمستشفى الأمير راشد الذي أفادت الأخبار بنقل الطالب إليه لتلقي الإسعاف للوقوف على الحالة الصحية له وحجم الضرر الصحي الذي لحق به. [4] [5]
وسائل إعلام أخرى، نقلت التصريحات المنسوبة لمدير التربية ذاتها، وأصدرت قرارًا إداريًا بفصل المعلم دون وجود ما يدلّل على ذلك في التصريحات، حيث أفادت بـ "أن التربية شكّلت لجنة تحقيق بالحادثة وفي حال ثبت الاعتداء فإنه سيتمّ اتّخاذ الإجراءات اللّازمة بحقه"،ن، أي أنه لم يصدر قرار بحق المعلم من قبل وزارة التربية، وأن الأمور ما زالت في طور التحقيق.[6]
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يدعو الصحفيّين إلى ضرورة الاعتماد على المصادر الموثوقة التي تتمتّع بالمصداقية والوضوح، وعلى شهود العيان المعروفين، والاستعانة برأي الخبراء بما يعزّز الثقة بالتغطية الصحفية، وعدم اللّجوء للمبالغة وإصدار الأحكام.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني