عمّان 12 تشرين الثاني (أكيد) – سوسن أبو السُّندس-نشرت وسيلتان إعلاميّتان محليّتان خبرًا حمل العنوان: "ضابط من جيش الاحتلال يعترف بأن حماس لم تقتل ولم تغتصب النساء". واحتوى الخبر على مقطع فيديو مدته 30 ثانية، تُرجم إلى اللغة العربية.[2] [1]
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مقطع الفيديو، فوجد أنّ الفيديو مجتزأ من سياق تقرير صحفي مصوّر يعود لصالح Rebel News الإخبارية، ومدته 11 دقيقة.
يشير المقطع المصّور إلى تبعات الأحداث التي اندلعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، إذ أخلِيَت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزّة، ونُقل سكّانها إلى مناطق أخرى. وعلى إثر ذلك، رُصدت حالات من النّهب والسّرقة من منازل المستوطنين عقب إخلاء سكّانها.
تسرّعت وسيلتا الإعلام في نشر المقطع المصّور، معتمدين في ذلك على الجملة التي قالها مجند إسرائيلي ومفادها إنّ حماس لم تفعل ذلك، وإنّ من فعل ذلك هم المدنيّين، مرتكبين بذلك مخالفة مهنية وأخلاقية، إذ لا يمكن الاعتماد على رأي مجنّد إسرائيلي في إدانة أو تبرئة حماس، وكل ما نُشر في هذا المقطع هو إثبات للرواية الإسرائيلية بأن المدنيين أيضًا ليسوا أبرياء. بهذا، تكون وسيلتا الإعلام قد نقلتا خبرًا يفتقر إلى الدّقة، ويُضلّل جمهور المتلقين في ظل هذه الظروف التي يتعرض فيها المدنيّون الغزّيون إلى حرب إبادة جماعية وتهجير قسري.
ويرى (أكيد) أنّ النّشر بهذا الاتجاه مخالفة إعلامية جسيمة، تقلب الحقائق، علاوة على أنّ المقطع الكامل لا يبريء المقاومة، بل يُدين المدنيّين والمقاومة معًا، ونجد ذلك في الدقيقة 7:35 من الفيديو، إذ قال المجنّد إن حماس استطاعت الدخول لتسمح بعدها للمدنيّين الفلسطينيّين بالدخول وارتكاب الفظائع، وهم ليسوا مساكين، فهم من قاموا بالقتل والسرقة. [3]
أما عن حقيقة سرقة منازل المستوطنين، فقد كشفت صحيفة "ذا ماركر" العبرية، عن قيام قوات الجيش الإسرائيلي بعمليات نهب وسرقة لمنازل الإسرائيليّين في غلاف غزّة بعد أن هجروها. ونقلت الصّحيفة عن سكان المستوطنات الذين جرى إجلاؤهم من منازلهم قولهم إن المنازل تعرضت للتّخريب، ونُهبت أشياء ثمينة من بعضها على يد الجنود الإسرائيليّين.[4]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني