وسائل إعلام محلية وعربية تنقل تفاصيل قرار قضائي وتعيد إنتاج الجريمة

وسائل إعلام محلية وعربية تنقل تفاصيل قرار قضائي وتعيد إنتاج الجريمة

  • 2023-12-31
  • 12

عمّان 31 كانون الأول (أكيد) – وسائل إعلام محلية وعربية نشرت خبرًا عن إدانة محكمة الجنايات الكبرى عاملًا بجنحة المداعبة المنافية للحياء بعنوان: "الأردن.. عامل يقع في شر أعماله بعد ما فعله مع فتاة". [1][2][3][4][5]

عنوان الخبر تعمّد الغموض وعدم الوضوح لإثارة فضول الجمهور للدّخول وقراءة الخبر، وذلك بعدم ذكر صدور قرار قضائي حول القضية، واستخدام الإثارة في صياغة العنوان بالحديث عن وقوع "عامل" بشر أعماله، وربط القصّة بفتاة، وتشويش الجمهور حول حقيقة المعلومات التي ينقلها الخبر.

لم يحدد الخبر مكانًا أو تاريخًا لوقوع الجريمة أو صدور قرار الإدانة لتظهر القصة كما لو أن أحداثها وقعت في الوقت الحاضر، وهو ما يمثّل شكلًا من أشكال إعادة إنتاج الجريمة وتداولها وإثارة الإشاعات حولها، وربما يفسح ذلك المجال للتّعرف على الضّحية وذويها، وتشكيل وصمة اجتماعية لها في محيطها، وربما تجعلها عرضة للسخرية والتّهكم من محيطها الاجتماعي.

توسّع الخبر في ذكر تفاصيل قصة الجريمة وأفعال الجاني دون مبرر أو حاجة لذلك، وكان من الممكن الاكتفاء بذكر صدور قرار قضائي لمحكمة الجنايات الكبرى دون الدخول للتفاصيل لكونها غير ذات أهمية للجمهور، ولا يوجد أي داع أو عبرة لذكره بهذا التوسع.

فقد كان الأولى التركيز على: أولًا، أن العدالة أخذت مجراها بقرار حبس المتهم سنةً لتحرّشه بالفتاة وإدانته بجنحة المداعبة المنافية للحياء. وثانيًا، أن الفتاة تحلّت بالشجاعة، فأوقفت المتهم عند حدّه، وقدّمت شكوى ضدّه انتهت بقرار إدانته.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يشدد على أهمية نقل الإعلام لأخبار الجرائم، لكن مع التركيز على نوع القضية وأهميتها للجمهور والعبرة المستفادة من نقلها، إضافة للتركيز على كيفية تناولها ونقلها بشكل هادف، ومراعاة خصوصية المجتمع واحترام قيمه، والابتعاد عن الإثارة الهادفة لجلب اهتمام الجمهور.

 

The skin icon with label https://akeed.jo/public/site/lightbox/content/skin/email.png can't be loaded.