عمّان 19 آذار (أكيد)- سوسن أبو السّندس- استغلّت وسيلة إعلام محلية الأرقام الصادرة عن مسالخ أمانة عمّان الكبرى في تنميط ووسم سكان العاصمة عمّان. ففي حين أشارت مسالخ الأمانة إلى معاينة وذبح 2100 رأس غنم، و180 رأس بقر، وذبح وتجهيز 45 ألف طير دواجن، إضافة إلى معاينة 40 طن لحم مبرّد طازج مستورد وسمك، في أول أيام الشّهر الفضيل، اعتبرت الوسيلة الإعلامية سكان العاصمة قد أكلوا كل هذه الكمية[1]. وينطوي هذا على خلل مركّب.
أولًا: أخلّ العنوان بميثاق الشرف الصّحفي الذي ينص على وجوب الالتزام بأن يكون العنوان معبرًا بدّقة وأمانة عن المادة الصّحفية المنشورة. ولهذا كانت هناك وسائل إعلام أخرى قد تناولت الموضوع نفسه لكّنها تحدّثت في عنوانها عمّا أنجزته المسالخ أو حرّرت العنوان بطريقة منسجمة مع المحتوى.
ثانيًا: من الواضح أن الخبر المشار إليه ينطلق من تقدير أن كمية اللّحوم والأسماك التي افترض أن سكان العاصمة سيأكلونها كبيرة جدًا، وهذا يمثّل مقاربة غير مهنية من شانها الإساءة لسكان العاصمة.
ثالثًا: بالنظر إلى أن عدد سكان العاصمة يفوق أربعة ملايين نسمة بحسب أرقام العام 2023، [2]فإن كميات اللحوم والأسماك المشار إليها لا يمكن اعتبارها كبيرة جدًا، وبخاصة أن كثيرًا من المستهلكين يشترون حاجاتهم الأسبوعية أو الشهرية من الغذاء أو من بعضه دفعة واحدة لاستهلاكها خلال الفترة الزمنية المحدّدة، وعليه لا يجوز افتراض أن كل الكمية المشار إليها قد بيعت واستهلكت في اليوم الأول من رمضان. كما أنه لا يوجد مصدر رسمي أو جهة مخوّلة تتتبّع موائد المستهلكين، وتخبرنا كم نستهلك في كل يوم أو مناسبة.
ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني ( أكيد) أن النشر بهذا الاتّجاه يعزّز من النمط الاستهلاكي لدى جمهور المتلقين، علاوة على أن النّشر بأسلوب يعتمد على التّهويل والمبالغة في استهلاك الغذاء في شهر رمضان، يمثل تضاربًا مع المعتقد الديني المبني على الشّعور بالآخرين وعدم التّبذير في استهلاك الطّعام.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني