تغطية عابرة لنتائج تقييم "بيزا" الدولي بسبب تراجع أداء طلبة الأردن مقارنة مع الدورة السابقة

تغطية عابرة لنتائج تقييم "بيزا" الدولي بسبب تراجع أداء طلبة الأردن مقارنة مع الدورة السابقة

  • 2023-12-28
  • 12

عمّان 28 كانون الأول (أكيد) – سوسن أبو السُّندُس- أُعلِنت نتائج البرنامج الدّولي لتقييم الطّلبة PISA بإشراف منظّمة التّعاون والتّنمية الاقتصادية OECD، والذي يهدف إلى تقييم كفايات التلاميذ البالغين من العمر 15 سنة في حقول الرّياضيات والقراءة والعلوم، ولوحِظ تراجع في أداء طلبة الأردن في دورة العام 2022 بشكل خاص مع تراجع  في غالبية الدّول بشكل عام.[1]

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الإعلامية المرافقة لإعلان النتائج، فوجد في نتيجة الرّصد تغطية محدودة ومتواضعة لأداء الطّلبة الأردنيّين.

بعض وسائل الإعلام راجعت السّياسات التّعليمية النّاظمة للعمل التّربوي، فوجدت إخفاقًا في السّياسات المتّبعة، من حيث التّخطيط والتّطبيق. واستخدمت وسائل الإعلام في توصيف النتائج، كلمات مثل: "كارثة"، "صادمة"، و"كاشفة".[4] [3] [2]

يجد ( أكيد) أنّ التّحليل العميق، ومعرفة مواطن الضّعف، والوقوف على الإشكاليات، وتقديم الحلول، جزء مهمّ في التّغطية الصّحفية، وعلى ذلك اتّجهت وسائل الإعلام إلى مقارنة أداء نتائج  الدّورة الحالية مع نتائج دورة العام 2018، والتي أظهرت في ذلك الوقت تحسّنًا في متوسّط علامات طلبة الأردن.

هذه المقارنة تُعدّ غير موضوعية لوجود فارق مهمّ أغفلته وسائل الإعلام، حيث تقدَّم للمشاركة 62 دولة في تقييم دورة العام 2018، مقارنة مع  81 دولة مشاركة في التّقييم الأخير، أي بمعدل زيادة يقارب 31 بالمئة في عدد الدول المشاركة، وذلك يستلزم بالضرورة تغيير ترتيب الدّول.

وفي السّياق ذاته، أشارت بعض وسائل الإعلام إلى  تميّز طلبة الأردن عربيّا في دورة العام 2018، إلا أنّ الدول العربية المشاركة في ذلك الوقت، كانت ثلاث دول فقط، وقد ازداد عددها بمشاركة كل من الإمارات والسّعودية وقطر وفلسطين والمغرب.

يهدف الامتحان إلى قياس مدى قدرة الطّلبة الذين هم على وشك استكمال تعليمهم الإلزامي في مواجهة تحديات مجتمعاتهم اليومية، وعلى ذلك لا يمتحن الطّالب في المنهج الدراسي، وإنما يُقيّم في تحصيله المعرفي، وفي المهارات الأساسّية المكتسبة خلال مسيرته التّعليمية.[5]

وبناء على ما سبق، يُعدّ إلقاء اللّوم على السّياسات التّعليمية والتّربوية  مقاربة عامة لا توصف أو تشخّص المشكلة بشكل دقيق، الأمر الذي ينعكس على مستوى القدرة على بلورة حلول واقعية لها.

كذلك غاب عن التّغطية الإعلامية إلقاء الضّوء على أهمية توعية الطّلبة، ودفعهم لأخذ الامتحان على محمل الجدّ، خصوصًا أن توقيت التّقييم حلّ  بعد جائحة كورونا، وانتقال الطّلبة من التعليم عن بعد إلى التّعليم الوجاهي، الأمر الذي ترك أثرًا سلبيًا بشكل مباشر على التّحصيل العلمي للطلبة.

ولعلّه من الضّروري تحويل هذا الجدل العام حول ضعف السّياسات التّعليمية  إلى بناء وجهات نظر تساعد في التّخطيط والتّفكير في تطوير المناهج الدراسية، إلى جانب التركيز على المعلم والمدرسة، لتتّفق المخرجات التّعليمية مع التّحولات الاقتصادية والاجتماعية، على طريق تمكين الطّلبة من المشاركة الفاعلة في حياة مجتمعهم، ومواكبة متطلّبات العصر.