أكيد – مجدي القسوس -تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الإعلامية التي رافقت الهزة الأرضية الأخيرة التي ضربت بحيرة طبريا مساء الثلاثاء، وشعر بها سكان مناطق محافظة إربد والأغوار الشمالية، وبخاصّة أنه النشاط الزلزالي الثاني الذي يشعر به سكان المنطقة بعد أن ضرب آخر بعض المناطق قبل ما يقارب أسبوعين.

وبدأ خبر الهزة الأرضية بحوالي الساعة التاسعة من مساء الخميس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المستخدمين في المناطق المحيطة عن شعورهم بهزة أرضية، مع تكهّنات منهم بدرجات متفاوتة اعتمادًا على مدى شعورهم بها، في حين سارعت وسائل إعلام إلى العودة إلى مصادر موثوقة للتأكد من حقيقة "إدّعاءات" بعض الناشطين.

ولجأت وسائل إعلام إلى مرصد الزلازل الأردني الذي أكد أن المنطقة شهدت هزة أرضية بقوة 4 درجات على مقياس ريختر عند الساعة 8:55 مساءً وشعر بها سكان مدينة إربد، وأنها سُجّلت في ذات المكان الذي سجلت فيه في الأسابيع السابقة، وهي ممارسة مهنيّة لجأت إليها وسائل الإعلام للتحقق من صحة ما يتم تداوله بين المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصّة أن الخبر كان سيثير الخوف والرعب في نفوس المتلقين فيما لو لم يكن صحيحًا، لأن الهزّات الأرضية بطبيعتها تلحقها عدد من الهزات الارتدادية، وقد تكون أقوى في بعض الحالات.

وبالإضافة إلى مرصد الزلازل الأردني، فقد استعانت وسائل إعلام بمتخصصين في علم الزلازل للحديث حول الأمر، وتناولت ذلك خلال موادّ تلفزيونية في نشراتها الإخباريّة، وتمثّل المصدر الموثوق في عدد من المواد الصحفية التي نشرتها وسائل إعلام، نذكر منها بالعناوين:

مرصد الزلازل لـ"رؤيا": هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان إربد

مرصد الزلازل : هزة أرضية ضربت جنوب بحيرة طبريا بقوة 4 درجات

هزة أرضية تضرب طبريا يشعر بها سكان إربد

تضارب في بعض الأرقام

ورصد أكيد تضاربًا في بعض الأرقام التي نشرتها وسائل إعلام حول عدد الهزات التي تعرضت لها بحيرة طبريا، وذلك في مواد نشرتها الأربعاء، إذ أشارت الأولى مع صباح يوم الأربعاء إلى أن 6 هزات أرضية سجلت في بحيرة طبريا، فيما أشارت أخرى في الوقت ذاته إلى أن مرصد الزلازل سجل 5 هزات أرضية.

وتبيَّن لمرصد أكيد أن عدد الهزات الأرضية التي سُجلت في بحيرة طبريا بين يومي الثلاثاء والأربعاء هو ست هزّات تراوحت ما بين 2 و 4 درجات على مقياس ريختر، إحداها سجّلت عند الساعة 3:12 من فجر الأربعاء وبقوة 2 درجة على مقياس ريختر، وهي الدرجة التي غاب ذكرها عن وسيلة الإعلام التي أدرجت العدد الأقل.

ماذا غاب عن وسائل الإعلام؟

وعلى الرغم من التغطية المواكبة لـ "العاصفة الزلزالية" التي شهدتها بحيرة طبريا من مساء الثلاثاء ولغاية فجر الأربعاء، وشعر بها سكان مناطق محليّة، إلا أن التغطية مرّت مرور الكرام مع توقف النشاط الزلزالي، وأصبحت خبرًا عاديًا ضمن الأجندة الإعلامية لوسائل الإعلام، في حين أن هذا النشاط الزلزالي الذي تكرر على مدار أسبوعين ينبّئ بتحرّكات وتغيّرات مختلفة تشهدها الأرض في تلك المناطق، وقد تؤدي إلى هزّات متلاحقة في الأيام القادمة.

وغاب عن وسائل الإعلام بث مواد توعويّة حول مكافحة الشائعات التي تتناول مثل هذه الأحداث، كما غاب عنها إعداد تقارير توعويّة للمواطنين حول كيفيّة التعامل في الظروف المشابهة لحماية أنفسهم، ويُدرج أكيد أدناه عددًا من النصائح استقاها من مواقع إلكترونيّة موثوقة، بالإضافة إلى أنها نصائح عامة تشير إليها الكتب العلمية بالعادة:

• الخروج من المباني إلى فضاء مفتوح.
• التوجه إلى الدرج إن لم تتمكن من الخروج من المبنى.
• الاحتماء بقطع من الأثاث ثقيلة الوزن.

وغيرها ممّا يمكنكم الاطلاع عليه عبر تلك المواقع.

ويقترح أكيد هنا أن تقوم وسائل الإعلام بإعداد فيديوهات رقميّة لا تتجاوز في مدتها الـ30 ثانية، تتضمّن عددًا من تلك النصائح تحت عنوان رئيس يتمثّل بـ"ماذا تفعل عند حدوث زلزال؟"، وتقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق الوصول المطلوب للمتابع، لتحقيق مبدأ المصلحة العامة في التغطيات الصحفية.