أكيد- لانا كزكز
تجاهل 16 موقعا إخباريا عربيا وعالميا النفي الأردني لخبر اسرائيلي تحدث عن "تقديم اسرائيل دبابة ميركافا هدية للأردن"، كانت نشرته ذات الوسائل نقلا عن صحيفة "جورسالم بوست" الإسرائيلية بعنوان "ISRAEL GIVES JORDAN AN IDF MERKAVA TANK FOR A MUSEUM" ، فيما نشرت 3 مواقع اخبارية عربية وعالمية النفي على لسان المصدر الأردني.
وجاء في نص الخبر وفق الرواية الاسرائيلية "أن إسرائيل نقلت مؤخراً دبابة من طراز ميركافا إلى الأردن، والتي تعتبر واحدة من أكثر الآليات العسكرية الإسرائيلية تطوراً على الصعيد المحلي وأكثرها سرية، ليتم وضعها في متحف "رويال تانك" لعرضها ضمن أهم الدبابات والمدرعات من جميع أنحاء العالم، واتخذ قرار نقل الدبابة إلى الأردن من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، وذلك لحساسية تزويد دولة عربية، حتى التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بأحد أكثر أسلحة البلاد سرية".
كما اكتفى 14 موقعا محليا بنقل الخبر عن الصحيفة الإسرائيلية دون الأخذ بالرأي الأردني تحت عناوين منها: "الإحتلال يهدي الأردن دبابة “ميركافا” .. سلاحها الأكثر سرية"، و "اسرائيل تهدي الأردن دبابة «ميركافا» فيما اكتفى 12 موقعا بنشر النفي الأردني تحت عناوين مصدر مطّلع: عمان تنفي.. إسرائيل تهدي الأردن دبابة من طراز “ميركافا” و مصادر تنفي صحة الحديث عن استلام الاردن دبابة ميركافا اسرائيلية لعرضها في متحف الدبابات، دون نشرها الخبر الأصلي المنشور في الصحيفة الإسرائيلية.
ونشرت ثلاثة مواقع محلية فقط كلاً من الخبر الصادر عن الصحيفة الاسرائيلية وخبر النفي تحت عنوان: "صحيفة عبرية: الإحتلال يهدي الأردن دبابة ميركافا.. ومصدر رسمي ينفي"، وجاء فيه "نفت مصادر مطلعة صحة الأنباء التي تحدثت عن استلام الأردن دبابة ميركافا اسرائيلية من أجل عرضها في متحف الدبابات الملكي، وأكدت المصادر أن الخبر كاذب ولا أساس له من الصحة وجاء بهدف التشويش على المملكة، ولفتت المصادر إلى أن أبواب المتحف الملكي مفتوحة لمن أراد زيارتها".
ويتبين من خلال البحث عبر "غوغل" أن 48 خبرا تم رصدها في وسائل اعلام محلية وعربية وعالمية حول الخبر منها 42 خبرا بنسبة 87.5% تناولت الرواية الإسرائيلية ولم تتعامل مع النفي الأردني، فيما 6 أخبار فقط بنسبة 12.5% نشرت الروايتين، علما بان المعايير المهنية تفرض عنصر التوازن على المحتوى الإعلامي.
خلف الطاهات: الجهات الرسمية تدفع كلفا باهظة جراء انتشار شائعات
وقال الدكتور خلف الطاهات أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك في تصريح ل"أكيد" ان "انتشار الشائعات أو الأخبار الكاذبة في وسائل إعلام ومنه ما تردد حول اهداء دبابة ميركافا اسرائيلية للأردن، مرده يعود الى سببين أولهما عدم ادراك بعض العاملين في المهنة لمعايير المحتوى الإعلامي من دقة وموضوعية ومصداقية وتوازن، فيما السبب الأخر يعود الى تدني الثقة الشعبية بالخطاب الرسمي الأردني واحتكار الجهات الرسمية للمعلومة وعدم التعامل معها بشكل مهني وسريع".
وقال "ان الجهات الرسمية هي من يمكن أن يدفع الثمن أو أحيانا كلفا باهظة جراء انتشار شائعات من هذا النوع، خاصة وأن الشائعة يصعب غالبا تطويقها ما لم يتم التعامل معها بشكل مهني وحرفي، لكن الاستجابة السريعة قد تساهم بشكل كبير في ايقاف انتشارها وتسببها بمزيد من الأذى"، داعيا الى "تغيير الخطاب الاعلامي الرسمي وفق أسس أهمها انسياب المعلومات والشفافية مع المواطن".
وأشار الدكتور خلف الى أن "اصدار النفي أو المعلومات الرسمية على لسان (مصدر) يضعف منها ويفسر عدم تعاطي وسائل اعلام كثيرة معها، متسائلا "عن المانع من اعلان أسماء المصادر الرسمية ومواقعهم عند نفي معلومات متداولة استنادا لصحيفة اسرائيلية لم تعتمد هي على مصادر صريحة في خبرها الأصلي".
أيمن الحنيطي: من الضروري التحقق من الأخبار المنشورة في وسائل اعلام اسرائيلية
وقال الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية أيمن الحنيطي في تصريح ل"أكيد" أن "الخبر نشر في صحيفة جورسالم بوست التي تعد صحيفة اسرائيلية موجهة للعالم، وبالتالي نحن هنا نتحدث عن دعاية (بروباغندا)، الأمر الذي يتطلب من المواقع التي نقلت الخبر التأكد أو على الأٌقل طرح وجهة نظر الطرف الآخر للحفاظ على الموضوعية والمهنية والتوازن".
وأضاف "أن معظم هذه المواقع اعتمدت على الرواية الاسرائيلية كمصدر للخبر، كما أن أول من تلقف الخبر الصادر عن الصحيفة الاسرائيلية هو وسائل إعلام اعتادت ترويج مثل هذه الأخبار عن الأردن"، مؤكدا "ضرورة التحقق من الأخبار المنشورة في وسائل اعلام اسرائيلية خاصة عندما تتعلق بالشأن الأردني والعربي".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني