قضية (فتاة إربد).. مخالفات لأصول نشر أخبار وصور الجرائم

  • 2018-04-16
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

خالفت مواقع إخبارية محلية أصول نشر أخبار الجرائم، بنشرها صورة لفتاة بعد تعرضها لضربة بأداة حادة في وجهها يوم الأربعاء الحادي عشر من الشهر الجاري من قبل أحد الاشخاص في مدينة اربد، كما نشرت صورة المشتبه به.  

وشكلت الصورة المنشورة للفتاة بعد تعرضها للضرب، انتهاكا للعديد من الأخلاقيات الصحفية والمعايير المهنية، حيث كشفت عن جرح قطعي بوجه الفتاة الملطخ بالدماء في مشهد قاس كان من الأولى بالصحفي الامتناع عن نشره استنادا الى حق الفتاة في صورتها وحياتها الخاصة كونها في حالة ضعف، والتعامل معها وفقا لأخلاقيات نشر صور الاطفال حيث لا يتجاوز عمرها 15 عاما.  

كما خالفت تلك المواقع أيضا القاعدة الذهبية "المتهم برئ حتى تثبت إدانته" حينما نشرت صورا للمشتبه به وحكمت عليه بالجرم الحاصل، بدلا من أن تنشر الخبر، من دون ذكر التفاصيل والصور.

وسعيا نحو تحقيق السبق الصحفي، نشر موقع محلي تفاصيل ومعلومات غير صحيحة حول الحادثة، مؤكدا أن الاعتداء وقع على الفتاة بعد عودتها من مكان عملها وأن المعتدي حاول الإمساك بها ولكنها دفعته وبدأت بالصراخ، ما دفع الشاب إلى ضرب الفتاة بوجهها مرتين بأداة حادة، وتلك معلومات غير صحيحة بحسب ما كان واضحا في الفيديو المنشور الذي أعلن جهاز الأمن العام عن صحته، كما لم يشر الخبر الى قريبها الذي كان يرافقها.  

وتحت عنوان "شاهد بالفيديو.. فتاة اربد وقريبها بعد خروجها من المستشفى تتحدث بما لا يخطر على بال أحد وتروي"، أجرى موقع الكتروني محلي حوارا مع الفتاة وأهلها بعد خروجها من المستشفى، خالف فيه قانون المطبوعات والنشر الذي يمنع النشر في القضايا التي ما تزال قيد التحقيق الابتدائي".

وسبق لعدد من المختصين في قضايا المطبوعات والنشر أن أشاروا في حديثهم مع "أكيد" الى أن بعض الوسائل الإعلامية في تغطيتها للجرائم الواقعة "تنشر الخبر، وتحلل الجريمة، وتصدر الأحكام وتطالب بتنفيذ العقوبة بحق المشتبه به، وتحاور أهل الضحية  أو أهل المتهم رغم ما فيه من تشهير بكلا الطرفين ومسّ بسمعتهم، خصوصا أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وهو ما يؤثر في سير العدالة".

ونشرت مواقع إخبارية عربية خبرا عن الحادثة بعناوين حملت خطابا للكراهية ارتكز الى ابراز جنسية بعيدا عن الموضوعية والدقة، وأرفقته بصور للمشتبه به والفتاة بعد تعرضها للضرب، وهنا نذكر العناوين من دون الروابط، حيث يمتنع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" عن إعادة نشر روابط المواقع الإلكترونية التي نشرت صور الفتاة.

أردني يعتدي على فتاة سورية وسط مدينة اربد

"بموس" شاب أردني يضرب وجه فتاة سورية

طعن لاجئة سورية في إربد الأردنية والجاني من أصحاب السوابق

 وأكد المدرب في الأخلاقيات الصحفية عبد الكريم الوحش في حديث لـ "أكيد"، أن مقابلة الضحية وأهلها جائز لكن ضمن شروط صارمة، وهي موافقة الضحية والوصي او القيم عليها، وخاصة حينما يتعلق الأمر بالأطفال، كما يجب الحذر أثناء إجراء المقابلة وانتقاء المفردات بعناية، وعدم توجيه أسئلة تتضمن تجريحا للضحية وأهلها، أو اعتماد أسئلة توجه الضحية للكشف عن أسباب الاعتداء وبالتالي إطلاق أحكام.

ويجب على الصحفي – وفق الوحش- أن يضع الضحية والأهل بصورة كل ما ينوي نشره، كما يجب عليه أن يغلب الجانب الأخلاقي عند النشر في حال كشف الضحية عن معلومات يمكن أن تضر به أو بمستقبله.

وأشار الوحش الى أن الصورة المنشورة للضحية بعد وقوع الحادثة، لا تحمل أية قيمة إخبارية ولا فائدة مرجوة من نشرها، حيث يجب على الصحفي والوسيلة الإعلامية احترام المسارات الزمنية للنشر وتجنب تقديم تفاصيل الحادثة خلال فترة التحقيق الابتدائي والقضايا المنظورة أمام القانون، ما يشكل مخالفة لقانون العقوبات الأردني وقانون المطبوعات والنشر وقانون انتهاك حرمة المحاكم.

وفي هذا المجال طور مرصد مصداقية الاعلام الاردني "أكيد" مجموعة من الارشادات المهنية والاخلاقية يمكن أن تشكل دليلا للصحفيين والمؤسسات الاعلامية في التعامل مع مسألة نشر صور المجرمين والضحايا، بعد ازدياد الجدل حول هذه المسألة التي يرى البعض فيها عامل ردع للمجرم ووسيلة تحذير للناس، في حين يعتبرها أخرون تشهيرا غير مبرر بالمجرم والضحية وعائلتيهما.

ويذّكر (أكيد) بالمادة 14 من ميثاق الشرف الصحافي في نصه على أنه "يلتزم الصحفيون بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الاساسية المتمثلة بالرعاية والحماية. ويراعون عدم مقابلة الاطفال أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم"، ويبرز هنا تأكيد على ضرورة أخذ إذن ذوي الطفل قبل التصوير وبالتالي النشر.