أكيد – رشا سلامة –
ما يزيد على 43 فيديو و176 صورة، زخرت بها وسائل التواصل الاجتماعي، في غضون ثلاثة أيام (من 7 حتى 9 آذار 2019)، ضمن حملة "يلا على البلد"، التي أطلقتها هذه المنصّات؛ في محاولة لمساعدة التجّار المتضرّرين جرّاء السيول والأمطار في منطقة وسط البلد.
الأنموذج الآنف - بكل ما يحفل به من منشورات ووسوم مثل #يلا_عالبلد، على الرغم من كونه يصعب حصر استخدام الوسوم؛ ذلك أن وسائل الإعلام التقليدية قد استخدمتها أيضاً، كما أن هنالك سياسات خصوصية عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي- برهَن أن بوسع وسائل التواصل الاجتماعي خلق حالة إيجابية من التفاعل، بعد أن باتت هذه الوسائل المتهم الأول في تداول الشائعات والأخبار المفبركة.
الترويج الآنف لهذه الحملة، على موقعيّ "فيسبوك" و"تويتر" على وجه التحديد، لم يخلُ من بعض المخالفات المهنية والاخلاقية من قبيل إظهار صور الأطفال ومقابلتهم من دون إذن ذويهم، بالإضافة لخرق خصوصية كثر من روّاد منطقة وسط البلد يوم الجمعة، إلى جانب هيمنة الخطاب العاطفي والشعبوي على التغطيات التي جاءت بقالب عفوي، وتحديداً ما كان منها تحت بند البث المباشر على "فيسبوك".
الجانب اللافت في هذه الحملة، أنها انطلقت قبل أيام من حلول يوم الجمعة، لكنها أخذت طابع التكثيف يوم الخميس تحديداً، ما لَفَتَ النظر بدوره لجزئية كثيراً ما تغيب عن وسائل الإعلام وهي: الترويج للفعاليات قبل حلولها، بشكل كافٍ، فيأتي الترويج ضعيفاً إن أتى، وضمن كادر صغير تُذكَر فيه بعض الفعاليات المزمع تنظيمها. في هذا الحدث تحديداً، تصدّرت وسائل التواصل الاجتماعي الأمر، وروّجت بشكل كبير لفعالية التسوّق الجماعية التي حدثت في منطقة وسط البلد، في مقابل ترويج خافت إعلامياً.
وفي وقت كان فيه تناول الإعلام للحملة، يوم تنفيذها، تقليدياً من حيث اختيار نقطة انطلاق الكاتب في التغطية (فكان الحديث عن مشاركة أمين عمّان في التسوّق، وعن ترتيبات الأمن العام لتسهيل الحركة في منطقة وسط البلد)، فإنّ الجوانب ذات الفرادة في تغطية الفعالية كانت حاضرة أكثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ كانت هناك أفكار مثل التعامل مع البضائع التي أصابها البلل، والربط بين الإقبال الشعبي على مساعدة التُجّار وبين الفساد.
وثمة تغطيات إعلاميّة ربطت بين قوة الترويج للحملة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منذ حدوث السيول، وبين القرارات التي اتُخِذَت لاحقاً مثل قرار أمين عام إعفاء التجّار المتضرّرين من رسوم المهن والنفايات لمدة عامين، ما يعيد طرح التساؤل حول مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين حالة إيجابية من خلال الترويج، والتداول، والتفاعل، وليس بالضرورة حالة سلبية، كما بات مرسوماً عنها بوصفها صورة نمطية.
"أكيد"، كان قد خلُصَ للنتيجة ذاتها ضمن تأمّله السابق في قضية تعيينات أشقاء النوّاب، التي ترجمت من خلالها وسائل التواصل الاجتماعي ما اصطلح عليه جلالة الملك عبدالله الثاني "الضغط من تحت"، أي من القاعدة الجماهيريّة، وهو ما أفضى في حينها لردود فعل جادّة من قِبل الحكومة، بعد أن تداول مستخدمو التواصل الاجتماعي المشاركات الناقدة لظاهرة تعيين أشقاء النوّاب في مناصب بعينها.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed