ترجمة بتصرّف: رشا سلامة -
ما من مرحلة تبدو الحاجة فيها مُلحّة لتعلّم أساسيات التربية الإعلامية مثل هذه المرحلة؛ لما تشهده من تدفّق إعلاميّ غير مسبوق، سواء عبر وسائل الإعلام التقليديّة، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعيّ وتطبيقات الهواتف الذكية.
كثير من المناهج الدراسيّة، حول العالم، أدخلت موضوع التربية الإعلامية للطلبة، ما يعني أنّ على المعلمين اللحاق بآخر المستجدات في هذا الحقل، لا سيّما ما يتصل بقطاع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
في ما يلي 6 طرق لإيصال مفهوم التربية الإعلاميّة وأساسيّاتها للطلبة:
- كيفيّة التعامل مع الأخبار المُفبركة: عليك أن تعلّم الطلبة هذه الأساسيات وأن تشير إليهم بأن معاينة مصداقية المنشور سيختصر عليهم الوقت لاحقاً. إن انتبهوا منذ البداية لتاريخ النشر والكاتب والجهة التي يتلقّون الخبر منها، فلن يكونوا على الأغلب مضطرين لإعادة التحقّق من فحوى المادة لاحقاً. وإن تساءلوا في مرحلة ثانية عن دوافع الكاتب وارتباطات الوسيلة الإعلامية وتوقيت النشر، فسيكونون أكثر قدرة على الحُكم. وبوسعهم الاستعانة سريعاً بمحرّك البحث لمعرفة ما إذا كانت المادة منشورة في وقت سابق أو مكان سابق، ولمعرفة المزيد عن الكاتب والوسيلة الإعلامية.
- استخدام مصادر متعدّدة: عليك لفت نظر الطالب لكون هذه الوسيلة ستعينه على ملاحظة الفروقات. إن استطلعَ مثلاً خبراً ما في جريدة، ومن ثم أجرى بحثه على مصادر أخرى، سريعاً وباستخدام شبكة الإنترنت، أو الصحف الورقية، أو التغطية التلفزيونية أو الإذاعية، فسينتبه سريعاً لبعض الفروقات، وهي التي تحدّد بالتالي درجة المصداقية وتترك للمتلقي فرصة كبيرة لممارسة تفكيره النقدي واختيار الرواية التي يظن أنها أقرب للمنطق.
- مراقبة اللهجة واللغة: بداية، يجدر بك كمعلّم الحرص على أن يكون طالبك كاتباً جيداً. يجب أن تنمّي مهارة الكتابة لدى الطلبة، ومن ثم مساعدتهم على مقارنة فحوى رسائل عدة بعضها تلاعبَ في اللغة وبعضها الآخر لم يتلاعب. أخبرهم أن المُحسّنات البديعية واللغة المفخّمة والتي تحاول تشتيت انتباه المتلقي من خلال الزخارف اللفظية، قد تنطوي على مغالطات. اعرض عليهم نماذج عدّة من الخبر نفسه أو المادة الصحافية ذاتها، والفت نظرهم للتلاعب باللغة؛ حتى يكونوا قادرين لاحقاً على تمييز مواضع التلفيق والفبركة.
- معاينة الأرقام والرسوم التوضيحيّة: كثيراً ما تُسبِغ هذه الأرقام طابع الموثوقية على المادة الصحافية، والأمر في الحقيقة قد لا يكون كذلك. تأكّد من كون الأرقام الواردة صحيحة وقم بتدقيقها كما تدقّق المعلومات المكتوبة. حتى التفاصيل المرتبطة بالأرقام، داخل دراسة ما، عليك بمراجعتها. قد تجد أنّ جميع الأرقام المتأتية عن دراسة ما هي إلا حصيلة عيّنة تضم مدرسة واحدة مثلاً. حينها لا بدّ لك من البحث عن دراسة أكثر دقة وبوسعك اعتماد نتائجها. كذلك هي الرسوم التوضيحية، تأكّد من صحّتها قبل اعتمادها.
- مراقبة الصور والمواد البصريّة: على المعلّم لفت نظر طلاّبه لأثر الصورة في الإيحاء بشيء ما، أو تثبيت فكرة ما، أو إيصال معلومة ما. لذا، يجدر بك بداية تعليم الطلبة الطرق الصحيحة للتحقّق من الصورة والمواد البصريّة، ومن ثمّ عليك إفهامهم جيّداً الأثر الذي تنطوي عليه هذه الصور، وكيفية توظيفها لإيصال فكرة معينة. حتى وإن لم يكن هنالك خطأ يرتبط بالمصداقيّة، فإنه يجدر تحليل الصورة وفهم كيفيّة تأثيرها في نفسيّة المتلقّي.
- تتبّع الانحياز: على المعلّم إفهام الطلبة معنى كلمة انحياز، وصور هذا الانحياز وأشكاله في المواد الصحافيّة، كما يجدر به لفت نظرهم لكون الانحياز لا يعني بالضرورة أن يكون الخبر مُفبركاً. قد يكون حقيقياً وفي الوقت ذاته يشوبه انحياز لصالح طرف ما. يجدر بالمعلم توعية الطلبة بضرورة مراقبة هذا الانحياز وفهم دوافعه، وضرورة تجنّبه في حال كتابتهم مادة صحافيّة.
رابط المادة الأصلية: https://www.canva.com/learn/10-creative-methods-to-teach-media-literacy/