"مراسلو التغطيات التلفزيونيّة".. مُمارسات فضلى وأخطاء مهنيّة

  • 2020-03-30
  • 12

أكيد – مجدي القسوس – قد تفرض التغطية الإخباريّة ظروفاً خارجة عن إرادة المراسل التلفزيوني، ما يُجبره على التأقلم معها في لحظتها، وهنا يظهر تميّز المراسل ومهنيته، فيما قد يقع بعض المراسلين في أخطاءٍ مهنيَّة نتيجة عدم الإعداد المسبق للتغطية، أو المعرفة بطبيعة المكان.

 

وعلى الرَّغم من دور المرصد في المساهمة بنشر ثقافة المساءلة الإعلامية، ورصد الممارسات المهنية وغير المهنية لتطوير قدرات الإعلاميين، إلا أنّنا نُقدّر جهود المراسلين "جنود الميدان" ودورهم الثَّمين في نقل الصورة للجمهور في ظل حظر التّجوال الذي تفرضه ظروف "كورونا" الاستثنائية الحالية.

 

ورصد "أكيد" خلال التغطيات التلفزيونية لأزمة "كورونا" الحالية، عدداً من مراسلي القنوات المحليّة، وقع بعضهم بأخطاءٍ مهنيّة، نذكر منها:

 

قام مراسل إحدى نشرات الأخبار الرئيسة في وسيلة إعلامٍ محليّة بإجراء مقابلةٍ مع أحد الخارجين من العزل الصحيّ، وطرح عليه سؤالاً حول كيفيّة التقاطه لفيروس "كورونا"، ليردّ عليه المتعافي بـ"من الشَّارع"، وهنا أكمل المراسل المقابلة بأسئلةٍ أخرى.

 

وتأتي إجابة المتعافي لتحمل تأويلاتٍ كثيرة حول طريقة انتقال العدوى بين الأردنيّين أو مكان انتشار "كورونا"، وقد تثير مخاوف الجمهور وافتراضه أنَّ المرضَ بات متواجداً في أيّ مكانٍ، وكان الأجدر بالمراسل أن يطلب تفسيراً أكثرَ للإجابة.

 

وتتمثّل الممارسة غير المهنيّة التي وقع فيها المراسل بطرحِ السّؤال وعدم التركيز مع ما يقوله الضَّيف، والانشغال بالتفكير بالأسئلة اللاحقة، وهي ممارسة يقع فيها المراسل إن لم يُعدّ الأسئلة مسبقاً.

 

وفي تغطية أحد البرامج الصباحية لخروج المحجور عليهم من فنادق الحجر الصحي، أجرى البرنامج ربطاً مع مراسلٍ من أمام أحد الفنادق لمحاورة "عروسين"، إذ اقتحم المراسل مقابلة العروسين مع مراسلٍ لقناةٍ أخرى، بمدّ "المايكروفون"  وطرح السؤال مباشرة، ما أجبر الأخير على الانسحاب.

 

ويُمثّل خطأ المراسل مخالفة للمادة 15 من ميثاق الشرف الصحفي، والتي تلزم أن يراعي الصحفيّون "عدم الخروج على قواعد اللياقة وتقاليد المهنة في التعامل مع زملائهم أو مع الآخرين..".

 

في المقابل، أظهرت بعض التغطيات الإعلامية التزاماً مهنيّاً لمراسليها، وإلمامهم بمحاور التغطية الكاملة، ونذكر منها:

 

أجرى مراسلُ إحدى النَّشرات الإخباريّة مقابلةً مع رجالِ الأمنِ العام أثناء عملهم في تنظيم حركة المركبات والرقابة على خروج المواطنين وفق تعليمات حظر التّجوال، وشملت المقابلات أسئلةً حول عدد ساعات العمل في الميدان، والتحدّيات التي تواجههم، ورسائل مختلفة للمواطنين على لسان رجال الأمن العام للحفاظ على السّلامة، وفي هذا ممارسة فضلى تُعزّز الشعور الوطنيّ لدى المواطنين، وإدراك أهمية احترام القوانين والتعليمات.

 

وفي تغطيةٍ أخرى، قام مراسل إحدى النشرات الإخبارية بإجراء مقابلات عدّة مع فئات مختلفة من الخارجين من الحجر الصحي في الفنادق، إذ غطّى محاور عديدة، نذكر منها؛ إجراءات الخروج وتسليم الغرف، وتقييمهم لظروف الحجر التي عاشوها خلال تلك الفترة، وطلب منهم رسائل للمواطنين، كما تحدَّثوا عن تعهدّهم بحجر أنفسهم 14 يوماً عند عودتهم إلى منازلهم.

 

ولم يغفل المراسل عن الحديث عن مبادرات أطلقها المحجور عليهم، فأجرى مقابلة مع طبيب أطلق مبادرة طبيّة لمساعدة المواطنين في الاستفسار عن حالتهم الصحيّة إن كانت تستوجب الفحص السريري أم لا، وهذه كلها ممارسات فضلى تُميَّز التغطية الصحفيّة لنقل الحقيقة بكلّ أمانةٍ وموضوعيَّة.

 

ويُنوّه "أكيد" إلى أنَّ التحضير المسبق وإعداد محاور المقابلة، تجنّب المراسلَ الوقوع في أخطاء عِدّة أو التعرُّض لظروف محرجةٍ، نذكر منها؛ طَرْح السُّؤال في غير مكانه، أو التأتأة والتردّد في تقديم الأسئلة أو بعض المصطلحات، أو غَفْل بعض الأفكار المهمّة التي تدعم المقابلة.

 

كما يُذكّر "أكيد" بمعايير التحقق من مصداقية التغطية الصحفية التي تستلزم إدراك سياق التغطية، وامتلاك الخلفية التي تحول دون ارتكاب الأخطاء، والبحث عن العناصر المكمّلة التي تجعل المادّة الإخبارية شاملة ومكتملة وواضحة، وأن تهدف إلى تقديم المعلومة المفيدة للجمهور وليس التغطية لأجل التغطية فقط.