أكيد – دانا الإمام
نشرت وسائل إعلام محليّة عديدة خبراً عن انتحار حدث موقوف في مركز أحداث مادبا شنقاً، وهو ما يُشكّل مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة في تغطية أخبار حوادث الانتحار، وبخاصّة بين الأطفال.
ورصد "أكيد" عدداً من المواد الإخباريّة التي تناولت الموضوع ذاته، وحملت عناوين الآتية: "انتحار حدث موقوف في مركز أحداث مادبا"، و"وفاة حدث انتحارا في مركز احداث مادبا"، "انتحار حدث في مركز احداث مادبا باستخدام ملابسه الداخلية"، و"انتحار حدث شنقا في مركز أحداث مادبا".
وسائل الإعلام المُخالفة، والتي نقلت بياناً رسميّاً أصدرته وزارة التنميّة الاجتماعيّة نصّاً دون تحرير، أوردت تفاصيل عن الطريقة التي أقدم بها الحدث على قتل نفسه، إضافة إلى معلومات شخصيّة عنه مثل سنة ميلاده والمدّة التي مضت على توقيفه في المركز.
بعض المواقع الإلكترونيّة التي نشرت الخبر أوردت الطّريقة التي أقدم فيها الحدث على قتل نفسه في العنوان، كما أرفقت مواقع أُخرى صوراً تعبيريّة لأشخاص يلفّون حبالاً حول أعناقهم تعبيراً عن الانتحار، وفي ذلك مُخالفة لقواعد نشر الصّور.
ويعتذر "أكيد" عن إرفاق روابط المواد أو ذكر المزيد من التفاصيل الواردة فيها؛ لتجنّب تكرار المُخالفة والإسهام في نشر المُحتوى المُخالف.
الأصل ألّا تذكر وسائل الإعلام طريقة الانتحار حتّى لا تُشجّع من يعيشون ظروفاً مُشابهة أو من لديهم ميولاً للانتحار على تقليد هذا الفِعْل، أو إيذاء أنفسهم بأيّ شكل.
ومن الأفضل أن تتجنّب وسائل الإعلام نشر المادة مراعاةً للمصلحة العامّة، وأن لا تُبرّر جريمة "الانتحار" بذكر الأسباب. وقد نشر مرصد "أكيد" عدّة تقارير تناول فيها مُخالفات في نشر أخبار الانتحار، بخاصّة بين الأطفال واليافعين.
ويقول أستاذ التّشريعات والأخلاقيّات الصحفيّة الدّكتور صخر الخصاونة لـ "أكيد" إنّ القاعدة العامّة هي تجنُّب نشر أخبار الانتحار؛ لأنّه من شأنها أن تُساعد على زيادة حالات الانتحار وتشجيع الآخرين على الإقدام على الفعل ذاته، بخاصّةٍ مع ذِكْر بعض المواقع لإجراءات انتحار الحدث.
ويُنوّه الخصاونة إلى أنّ عنوان المادّة التي تُدلّل على انتحار الحدث كان يفترض أنّ يكون مفادُه بأن لا شُبهة جنائيّة في وفاة الحدث، وأنّ المدّعي العام باشر بالتّحقيق في القضيّة، لكنّه قال إنّ الخبر لا يتضمّن مُخالفة قانونيّة كونه لم ينشر اسم الحدث، وهو منسوب إلى جهة رسميّة.
ومن أبرز المبادئ الأخلاقيّة المتَّبعة في إعداد التقارير الإعلاميّة حول الأطفال التي تنصح بها منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف): حماية المصالح الفُضلى لكلّ طفل وتقديمها على أيّة اعتبارات أخرى، بما في ذلك التّرويج لحقوق الأطفال، والامتناع عن نشر أيّة قصّة إخباريّة أو خبر أو صورة يُمكن أن تُعرّض الطفل أو أقرانه للخطر.
ووفقًا للمادة (14) من ميثاق الشرف الصحفي الأردنيّ، فإنَّ على الصحفيّين الالتزام بـ "الدّفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسيّة المتمثلة بالرعاية والحماية"، والامتناع عن نشر ما قد يُسيء إليهم أو لعائلاتهم.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed