عمّان 26 تشرين الأول (أكيد) -عُلا القارصلي- ارتكبت وسائل إعلام محلية مخالفات مهنية عديدة عندما نقلت خبر براءة أستاذ جامعي من تهمة التحرش، وتمثلت هذه المخالفات بعدم الدِّقة في المعلومة المقدمة، وتضليل جمهور المتلقين.

تتبع مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل إعلام محلية للخبر وتبين اعتماد الخبر على زيارة عشيرة الطالب الذي قيل إنه لفّق تهمة التحرش بحق الأستاذ، واعتذارها لعشيرة الأستاذ في بلدته.

وتناقلت وسائل الإعلام الخبر تحت عنوان "براءة عشائرية لدكتور ..... من تهمة التحرش"، وتسبب هذا العنوان بجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشويش المتلقين، بسبب عدم الدقة في نقل المعلومات. صحيح أن"المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، لكن إعلان البراءة من اختصاص القضاء، وأما وظيفة الزيارة العشائرية الفعلي فهي إعلان تراجع الطالب عن اتّهاماته وتشهيره بالأستاذ الجامعي، أمّا إعلان براءة الأستاذ خلال الصلحة العشائرية، فهذا أمر يخصهم، لأن إعلان البراءة أمر منوط بالمحكمة المختصة، حيث أن القضية مازالت منظورة أمام القضاء. [1] [2] [3] [4] [5] [6]  

ويُذكّر (أكيد) في هذا الصدد بضرورة توخي الدّقة في نقل المعلومات، والتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، كي تحافظ الصحافة على دورها في نقل الحقيقة، لا سيما في القضايا التي تشكل رأي عام، فهذه القضية أثارت جدلًا واسعًا في الأردن، بعد توجيه اتهامات لأستاذ يعمل في الجامعة بالتحرش بطلّاب وطالبات، وانتشرت تسجيلًا وصورًا ومحادثات لعدة أيام. وشكلت الجامعة على أثرها لجنة تحقيق، تقدم لها ست شكاوى بحق الأستاذ الذي تم إحالته إلى المدعي العام وإيقافه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات.[1] [2] [3]

ويوصي (أكيد) وسائل الإعلام المحلية بضرورة الحذر الشديد عند نقل وتغطية أخبار القضاء، ومعرفة أن جميع أطراف القضية يقفون في مراحل متعدّدة أمام المحكمة المختّصة حتى الوصول إلى حكم نهائي وقطعي بالإدانة أو البراءة أو غير ذلك، ولا يمكن لزيارة عشائرية أن تقرِّر حكم براءة المتهم قبل صدور الحكم النّهائي عن المحكمة.