خالفت وسيلة إعلامية المعايير المهنية والأخلاقية بنشرها صورة كرتونية تنمّط النساء وتوجّه إليهن إهانة

خالفت وسيلة إعلامية المعايير المهنية والأخلاقية بنشرها صورة كرتونية تنمّط النساء وتوجّه إليهن إهانة

  • 2024-08-04
  • 12

عمّان 18 تموز (أكيد)- عُلا القارصلي- نشرت وسيلة إعلام محلية على صفحاتها في السوشال ميديا صورة كرتونية، تشير إلى تفاوت تصرف المرأة بين بيتها وعملها، حيث تكون المرأة مع مديرها في العمل مبتسمة وبكامل أناقتها، بينما تكون مع زوجها في المنزل عابسة وغير أنيقة، وأرفقت الوسيلةُ الصورةَ بسؤال للجمهور: "هل تعتقد هذا واقع".[1]

أثارت الصورة حفيظة صحفيّين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وضعوا الصورة على صفحاتهم الخاصة مع اسم الوسيلة الإعلامية، وعدّوا أن هذا المنشور يحتوي على إهانة واستخفاف بالمرأة العاملة، ودعوا الجهات الأمنية لأخذ الإجراءات القانونية بحق الوسيلة الإعلامية.

حصدت الصورة 1.4 ألف تعليق على صفحة فيسبوك، وانقسمت التعليقات بين مؤيد ومعارض لفكرة الصورة. وأيّدت أغلب التعليقات الصورة، ووجهت إهانات كبيرة للنساء العاملات وأزواجهن، من هذه التعليقات: "الي بفهم لو بسف تراب ما بشغل مرتو، الي بده يشغلها بده يتحمل....".

أخضع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) المنشور للمعايير المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي، ووجد أن الوسيلة الإعلامية بنشرها هذه الصورة ارتكبت عدة مخالفات، أبرزها:

1. إهانة النساء العاملات وتنميطهن بشكل عام، بما في ذلك المحجّبات لأن المرأة في الصورة محجّبة.

2. انساقت الوسيلة خلف جذب المشاهدات والتعليقات، وتجاهلت أن الإعلام يُعدّ أحد المرايا التي تعكس ثقافة المجتمع والنظرة السائدة لطبيعة دور ومكانةكل من المرأة والرجل، كما تجاهلت قدرة الإعلام بمكوناته المختلفة على تعزيز الأفكار السلبية المسبقة لدى الجمهور، ولعل الصورة الكرتونية موضوع هذا التقرير تشكل أحد النماذج الصارخة على هذا البعد.

3. خالف المنشور المادة (13) من ميثاق الشرف الصحفي، والتي تؤكد أن للمرأة حقًا على الصحافة في عدم التمييز أو التحيز أو الاستغلال.

4. تجاهلت الوسيلة الوضع الاقتصادي في الأردن، والذي يدفع أعدادًا كبيرة من النساء للعمل والمشاركة في تحسين الوضع المعيشي لأسرهن. ومع ذلك، فإن النساء العاملات في الأردن يمثلن نسبة متواضعة قياسًا بمجمل القوى العاملة، وقياسًا بنسب النساء العاملات في الإقليم والعالم. وأحد أسباب ذلك هو شيوع التنميط وأثره السلبي على خيارات الأفراد والأسر.