أكيد-نشرت وسيلة إعلام محلية، مادة تُشير إلى تداول ناشطين على منصَّات النَّشر العلنية من بينها موقع التَّواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، صورة لورقة امتحان خاصة بأحد الطلاب، ولم يحصل سوى على علامة واحدة، ليتعرَّض بسببها إلى سخرية من إجاباته، وشدِّة ضَعفه بمادة اللغة العربية.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، تغطية وسيلة الإعلام لهذه الصورة حيث تبين وفق المعايير المعتمدة، وقوع الوسيلة في عدد من المخالفات المهنية والأخلاقية من بينها الإسهام بوقوع التنمّر على الطفل، خاصة مع عدم طمس اسمه بشكل كامل مما قد يُسِّهل عملية التَّعرف وظهور اسمه من مقطعين، كما لم تراعي الوسيلة الأثر النفسي على الطِّفل، وتعرضه للإحراج بين أقرانه.

وتحقّق "أكيد" من تاريخ ووقت تداول الصورة، فتبيّن أنَّ الوسيلة هي من نشرت الصورة على تطبيق "توتير" مدّعية تداولها، ثم أعاد نشرها عدد قليل من الحسابات على موقع "فيسبوك".

وقالت الصحافية المتخصِّصة بحقوق الإنسان الاستاذة نادين النمري ل"أكيد": إنَّ نشر ورقة الإمتحان يُعدّ اعتداءً على خصوصيّة الطَّالب، فلا بُد أن يُحتفظ بالورقة بين الطَّالب ومعلمه فقط، ويُعدّ تسريبها سلوكاً غير تربوي ويوقع الحَرَج على الطالب وذويه.

وأضافت بأنَّ وسائل الإعلام مُطالبة بالتزام المعايير المهنية والأخلاقية، وعلى الصَّحفي التَّعامل مع الحالات والأشخاص على أنَّهم جزء من عائلته، فيسأل نفسه: هل يقبل التشهير بهم بهذه الصورة؟

وأكدت بأنَّ الوسيلة ساهمت في التّنمر على الطفل، متجاوزة بذلك الأخلاق المهنية، ودورها التوعوي في استخدام حالة الطفل لطرح قضية التعليم، والضَّعف بالكتابة الذي ربما ظهر بشكل أوضح مع الاعتماد على الإجابات متعددة الخيارات خلال فترة التعليم عن بعد، عدا عن وجود نسبة من الطلاب يعانون أساساً من صعوبات التَّعلم، ويتوجب على المعلمين ابتداء ثم الإعلام ثانيًا أخذ حالتهم باهتمام ورعاية لا بسخرية وتنمّر.

ويشير "أكيد" إلى ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية والقانونية التي تحكم عمل وسائل الإعلام في مثل هذا النَّوع من التَّغطيات، والتي من بينها، عدم نشر محتوى غير لائق ويسبب الأذى للآخرين، واحترام خصوصية الإنسان وعدم انتهاك كرامته.