أكيد – رشا سلامة
تداولت مواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي شائعات وتحليلات تصبّ في خانة أن السيول التي حدثت بمنطقة البحر الميت يوم 25 أكتوبر 2018، والتي تسبّبت بوفاة 21 وإصابة العشرات، كانت بسبب تفريغ سد "زرقاء ماعين" من مياهه يوم الحادثة، وهو ما نفاه أمين عام سلطة وادي الأردن بالوكالة المهندس علي الكوز في تصريح لـ "أكيد".
ويقول الكوز إنه "لا توجد أي علاقة لسد زرقاء ماعين بما حدث من كارثة في البحر الميت"، موضحاً "ليست هناك بوّابات للسدّ حتى نفتحها. لم تتم إسالة ولو قطرة ماء باتجاه الوادي، بل كان يوم 25 أكتوبر شبه فارغ، والآن بعد المنخفض الأخير لم يزد ما فيه عن 490 ألف متر مكعب فقط لا غير من كامل السعة التخزينية التي تبلغ 2 مليون متر مكعب".
وحول روايات من وُصِفوا بشهود العيان، الذين قالوا إن السد كان مفرغاً من الماء يوم الحادثة بعد أن كان ممتلئاً، يقول الكوز إن هذا "الكلام غير صحيح البتة، ولا يوجد سدّ يمكن تفريغه بهذه السرعة".
وكانت الشائعات قد ربطت بين تصريحات سابقة للكوز تعود لشهر يوليو 2018، تحدث فيها عن هبوط بلاطة خرسانية في جسم السد، وبين ما حدث، برغم تأكيدات الكوز آنذاك أن هذه المشكلة لا تشكّل خطراً على وضع السد وسلامته حالياً.
ويقع السد جنوب بلدة ماعين في محافظة مأدبا على مجرى وادي "زرقاء ماعين" الذي يصب في نهايته بالبحر الميت بمنطقة "الزارة".
وبدئ العمل في إنشاء السد في تموز 2016 وانتهى العمل به مع نهاية العام الماضي 2017، وقد تم إنشاؤه من خلال شركة أردنية مختصة في بناء السدود، حيث يعتبر هذا السد هو السد الثالث الذي قامت الشركة بتنفيذه.
وفي تصريح للخبير الهندسي عيسى حدادين، بخصوص الشائعات التي تم تداولها عن فتح بوابات السد وتدفق المياه على مجرى الوادي عند وجود الرحلة المدرسية والمتنزهين في أسفل الوادي، قال "إن هذا الكلام عار عن الصحة، حيث أن السد لا يحتوي على بوابات أساسا يمكن لها تفريغ السد، بل أن هناك أنبوبا صغيرا تم وضعه لتفريغ السد عند أعمال الصيانة اذا لزم مستقبلا، وهذا الأنبوب لا يمكنه تفريغ مياه السد بشكل مفاجىء، حيث أن تفريغ السد يتطلب أكثر من شهر من خلال هذا الأنبوب".
أما "كمية المياه الزائدة عن حاجة السد التي قد تتسبب في الضرر بجسم السد فيتم تصريفها بعد امتلاء السد للسعة المطلوبة من خلال مهرب جانبي مخصص لهذا الغرض"، حسب المهندس حدادين الذي أوضح أنه "بما أن السد لم يمتلىء بعد فإن هذا المهرب لم يعمل ولم يتم تفريغ أي مياه من أنبوب التفريغ، لأن السد الان مجهز لاختباره في موسم المطر لهذه السنة".
واستشهد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالصور والخرائط التوضيحية؛ لإثبات فرضيتهم حول أن تفريغ مياه السد هو ما أفضى لحدوث فيضانات أغرقت طلاباً ومواطنين في منطقة البحر الميت، وهو ما صير إلى نفيه عبر منصات على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً.
وكانت صفحات عبر هذه الوسائل قد كرّست هذه الشائعة عبر أسئلة ساقتها، من قبيل "الدفاع المدني والأجهزة الأمنية والأهالي بنقذوا بالناس وإنتو بتديرو عليهم ميه بدل ما توقفو ! سد زرقاء ماعين فارغ بعد إفراغ مياه بالبحر الميت. معقولة المدرسة الي أفرغت السد"، لتعيد نشر صور منذ شهر يناير 2018 لشقوق موجودة في جسم السدّ، في معرض محاولتها إثبات فرضيتها التي ساقتها.
وكانت مواقع إلكترونية قد أوردت نفي وزارة المياه والريّ لصحة مزاعم أن فتح "بوّابات" السدّ هو ما أفضى لحدوث الفيضانات في البحر الميت.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed