أكيد – رشا سلامة

 تداولت المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام ما يزيد على 96 خبراً، خلال 16 ساعة، عن توقيف مشتبه بهم جدد في قضية مصنع الدخان التي تكشّفت للرأي العام في يوليو 2018. وانحصرت المواد المتداولة بالأخبار، بواقع 17 خبراً دولياً  و 79 خبراً محلياً.

وفي وقت توالت فيه هذه الأخبار بمنهجيات تناول عدة، أحصاها "أكيد" كمّاً ونوعاً، كما سيجري توضيحه أدناه، فإن وكالة الأنباء الرسمية "بترا" لم تورد سوى خبراً واحداً عن الأسماء والتهم المسندة إليها، مع تحذير من تداول أي معلومات مغلوطة حول القضية، تناقلته وسائل إعلام ومواقع إلكترونية، على لسان النائب العام لمحكمة أمن الدولة، ونسبته لـ "بترا".

تسليط الضوء على شخصية مشتبه به واحد، لم يكن مقتصراً على 23 خبراً بنسبة 24% فحسب، وإنما ورَدَت تفصيلات في بعض المواد خصّته بمزيد من الاهتمام عن البقية، كمثل تعليق نائب على توقيفه هو بعينه، وهو ما يعدّ مخالفة مهنية؛ إذ يُحظَر على الصحافة محاولة الترافع أو التأثير باتجاه ما حيال شخص ما يزال القضاء لم يبتّ في أمره بعد؛ مخافة التأثير على سير العدالة.

وكانت مواد صحافية قد أفردت للاحتجاجات التي أقامها أفراد من عشيرة الشخص الآنف مجموعة من الأخبار والصور. لتنشغل مواقع بتناقل ومن ثم نفي خبر دخول المشتبه به المستشفى؛ على إثر قرار توقيفه.

وجاءت الأخبار موزعة على النحو التالي، بحسب رصد "أكيد"، لوسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، الدولية والمحلية، على مدى 16 ساعة:

• 8 أخبار حملت تعليق نوّاب على توقيف المشتبه بهم.
• 3 أخبار أُفرِدت للسير الذاتية للمشتبه بهم.
•  3 أخبار أرفقت بعض الأوراق المتعلقة بالتوقيف بطابع يوحي كما لو كانت مسرّبة.
• 19 خبراً اكتفت بإيراد المعلومة فحسب (اكتفاء بما أوردته وكالة الأنباء الرسمية في الغالب).
• 11 خبراً للحديث عن موقف العشائر التي ينتمي إليها المشتبه بهم وعن أعمال شغب  رافقت الاحتجاج على توقيفهم.
• 5 أخبار اكتفت بذِكر الجزاء المترتّب على الموقوفين في حال ثبوت التهمة.
•  4 أخبار أوردت تفصيلة نسبتها لـ "مصدر" غير محدّد الهوية عن توقيف المتهمين في سجن رميمين.
•  8 أخبار أوردت تحذيراً من تداول الأخبار المغلوطة حول رفع الحصانة عن مشتبه بهم، على لسان النائب العام لمحكمة أمن الدولة.
• 23 خبراً سلّط الضوء على مشتبه به بعينه وخلفيات اتهامه وموقف عشيرته ووضعه الصحي.
• 12 خبراً عن الحجز على أموال المشتبه بهم.

واختارت بعض المواد الصحافية طابع العناوين المثيرة، مثل "فضيحة التبغ والسجائر الأردنية: اعتقال وزير سابق وجنرال ..ومفاجآت في الطريق" و"مُهرّب الدخان يطيح رؤوساً كبيرة في الأردن".

يُذكّر "أكيد"، في هذا السياق، بضرورة توخّي الحذر والدقة في تناول أخبار توقيف شخصيات لم يبتّ القضاء في أمرها بعد، بالإضافة لأهمية التوازن في إيراد الآراء والخلفيات والمعلومات في تغطية القضية، وضرورة استقاء المعلومات من مصادرها وأهمية عدم تجهيل المصدر الذي يُدلي بالمعلومات؛ للحدّ من الشائعات.