أكيد – ترجمة بتصرّف: دانا الإمام
إذا حاولتَ أن تتخيّل شكل من ينشر المعلومات المغلوطة، فعلى الأغلب أنّك لن تُفكّر في النّظر في المرآة. لكنّ دراسات بحثت في دور العوامل النّفسية في نشر المعلومات المغلوطة تقترح أنّ جميع الأشخاص مُعرّضون لنشر معلومات مغلوطة ونقلها، بل إنّ الطُّرق التي عادةً ما نتّبعها لمواجهة هذا النّوع من المعلومات المُضلّلة له دور في التّرويج للمعلومات الخاطئة بشكل غير مُباشر.
ومع زيادة تداول المعلومات المغلوطة عن مواضيع عديدة أبرزها فيروس "كورونا" واللقاحات الخاصّة به، تزداد جهود المؤسّسات والأفراد العاملين في مجال التحقّق لسدّ هذه الفجوة عبر رصد المعلومات المغلوطة ومُحاولة تصحيحها. لكنْ، لتجويد هذه المساعي، لا بدّ من فهم كيفيّة نشوء المعلومات المغلوطة وانتشارها لأنّ عدداً محدوداً من الأشخاص قد يتسبّب بنشر طوفان من المعلومات المغلوطة دون قصد أو نيّة سوء.
تالياً بعض النّصائح للعاملين في مجال التحقّق والتي قد تساعد على تصحيح المعلومات المغلوطة بشكل سليم مبنيّ على أساس علميّ:
أوّلاً: رَكِّز على الحقائق وتجنّب ذكر المعلومة المغلوطة عند تصحيحها:
مجرّد ذكر المعلومة المغلوطة، حتّى لو كان بهدف تصحيحها، يُرسّخ هذه المعلومة في ذهن القارئ. أمّا بالنّسبة لخوارزميّات منصّات التّواصل الاجتماعي، فهي تنشر المُحتوى لورود كلمات مفتاحيّة فيه دون التمييز بشكل دقيق فيما إذا كان المُحتوى مغلوطاً أم كانت مُحاولة لتصحيح معلومة خاطئة. البديل الأسلم هو كتابة تقارير تعتمد على الحقائق والمعلومات الموثوقة بشكل أساسيّ دون ربطها بنفي أيّة معلومات مغلوطة.
ثانياً: قدّم توصيات مُحدّدة وتجنّب التّعميمات المبهمة:
التّحذيرات المُعمّمة عن خطورة نشر المعلومات المغلوطة لا تُسهم فعليّا في الحدّ من انتشار هذا المُحتوى؛ فعدم معرفة الأشخاص بمصادر المعلومة المغلوطة وكيفيّة انتقالها وما يتوجّب عليهم فعله تجاهها قد يُفقدهم ثقتهم في مصادر المعلومات كافّة. فبدلاً من التّحذير من تداول المعلومات المغلوطة عن مرض ما، الأفضل نشر المعلومات الصّحيحة عنه بوضوح.
ثالثاً: رسّخ المعلومات الصّحيحة عبر تكرار رسائل موحّدة:
على خلاف ما هو مُتعارَف عليه من تفضيل استخدام أساليب مُختلفة لإيصال فكرة ما، من الأفضل في مواجهة المعلومات المغلوطة تكرار الرّسالة الإعلاميّة ذاتها دون زيادة أو تقصان. فالهدف من ذلك ترسيخ المعلومة الصّحيحة عبر تكرارها ذاتها على مختلف المِنصّات دون إجراء أيّ تغيير قد يُشتّت المتلقّين.
المصدر: Behavioralscientist.org
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني