عمّان 29 تشرين الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- أسبوع الاستشعار عن بعد الذي أجري في شهر شباط 2024، والذي قام به فريق أردني أمريكي مشترك في منطقة الخزنة وما حولها في البترا باستخدام الرادار المخترق للأرض، بحسب ما نشره المركز الأمريكي للأبحاث، كان الهدف الأول منه تقييم حالة المناطق المحيطة بالخزنة، لتحويل مياه الفيضانات والسيطرة عليها بشكل أفضل، وتحسين تجربة السياحة، بالإضافة إلى تكهّنات بأن المقابر التي عثر عليها الأردنيون عام 2003 أسفل الجانب الأيسر من الخزنة لم تكن الغرف السرية الوحيدة تحت الأرض.[1]
أكّدت عمليات المسح أن السمات المادية الموجودة على يسار الخزنة، تتطابق مع تلك الموجودة على اليمين، وكان ذلك دليلًا لحصول الفريق على إذن من الحكومة الأردنية للحفر تحت الخزنة، حيث كشفت الحفريات وجود مقبرة سرّية مليئة ببقايا هياكل عظمية تعود لرفات 12 إنسانًا على الأقل، ومجموعة من التحف النادرة المصنوعة من البرونز والحديد والسيراميك تعود إلى أكثر من ألفي عام، ومن ضمن التحف، تحفة تشبه الكأس المقدسة التي ظهرت في فيلم "إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة"، والذي صُوّر في البترا وظهرت فيه الخزنة عام 1989.
أهمية هذا الاكتشاف النادر للغاية، والذي لم يسبق له مثيل على مدار مئتي عام من التنقيب في مدينة البترا، صاحبه جدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول تاريخ اكتشاف هذه الآثار، ما دفع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى رصد تغطية وسائل الإعلام العالمي والمحلي لهذا الاكتشاف، فأظهرت عملية الرصد ما يلي:
أولًا: استعانة فريق علماء الآثار بـمقدّم عالمي مشهور لتصوير عملية الحفر، كانت فرصة له ليوثق هذا الاكتشاف النادر، وكان من الأولى أن تكون عملية التوثيق من نصيب وسائل الإعلام المحلية، والتي يتعيّن عليها أن تعد برامج مختصة بعلم الآثار والحفريات وتعمل على نشرها بشكل كبير لتصل إلى العالمية.[2]
ثانيًا: بدأت وسائل إعلام محلية بنقل خبر الاكتشاف عن مواقع عالمية مثل (CNN) و(The New York Times)، وأكدت الوسائل الناقلة للخبر أن هذا الاكتشاف حديث، وكان من الأولى أن تعود الوسائل لمصادر محلية في معلوماتها كون هذا الاكتشاف هو أولًا شأن محلي. [3] [4] [5]
ثالثًا: أعدّت قناة تلفزيونية محلية لقاء مع د. فارس بريزات رئيس مجلس المفوضين في سلطة إقليم البترا، وسليمان الفرجات مدير محمية البترا سابقًا، حيث أكد الضيفان أن هذا الاكتشاف ليس حديثًا، وأنه يعود لعامي 2003 و2005، على يد فريق أردني، حيث اكتُشِفت أربع مقابر، من ضمنها هذه المقبرة، ودُرست هذه الهياكل، وأعيد إغلاق القبر بسبب التكلفة المرتفعة لتحليل الحمض النووي للهياكل.
وحديثًا، جرت الاستعانة بفريق أمريكي أعاد فتح القبر واكتشافه مرة أخرى. ووُثّقت هذه العملية بفيلم وثائقي، وكان الهدف من الاستعانة بالفريق الأمريكي هو تحليل الحمض النووي للهياكل، والترويج لمدينة البترا في أمريكا وأوروبا، وخاصة في ظل الظروف العصيبة في المنطقة. كما بيّن الضيوف أن 25 بالمئة فقط من أسرار مدينة البترا باتت مُكتشفة، وأن الباقي ما زال تحت الردم، وأنه سيكون لهذا الاكتشاف دور كبير في كشف أسرار جديدة عن البترا وعن الأنباط القدماء وحضارتهم.[6]
ويرى (أكيد) أن من المفيد وجود برامج إعلامية محلية مختصة بعلم الآثار لتواكب جميع الاكتشافات الأثرية لا سيما أن الأردن مهد لحضارات قديمة، وأن الاكتشافات الأثرية فيه مستمرة.
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام المحلية لمتابعة نتائج فحص الهياكل العظمية والتحف، لأن الباحثين استخرجوا الحمض النووي من الهياكل لاكتشاف ما إذا كانت هناك روابط بينها، وتقييم أنظمتها الغذائية، وكذلك لمعرفة هل تعود هذه الهياكل لملوك أنباط دُفنوا في هذا الموقع المهم جدًا في المدينة، وبالتالي الكشف عن جملة واسعة من التفاصيل التي ستشكّل جزءّا مهمًا من قصّة الخزنة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني