تقرير "مراسلون بلا حدود" حول حرية الصحافة .. تغطيات إعلامية   سطحية وخجولة

تقرير "مراسلون بلا حدود" حول حرية الصحافة .. تغطيات إعلامية سطحية وخجولة

  • 2023-05-15
  • 12

عمّان 15 أيار (أكيد)- عُلا القارصلي- أصدر مراسلون بلا حدود بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة نسخته الحادية والعشرين من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، وسلّطت هذه النسخة الضوء على التطورات الرئيسة والجذرية التي يشهدها قطاع الإعلام في 180 دولة، وما يصاحبها من عدم استقرار سياسي واجتماعي وتكنولوجي. وأظهر التقرير لهذا العام تراجع الأردن بمعدل 26 نقطة ليصبح في المرتبة 146 عالميًا والمرتبة العاشرة عربيا. [1] [2]

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام المحليّة لمرتبة الأردن على الجدول العالمي لحرية الصحافة، ولاحظ أن وسائل الإعلام اكتفت بنقل نتائج التقرير والإشارة إلى تراجع الأردن، وتجاهلت الوسائل مقارنة النتائج مع السنة الماضية لمعرفة سبب التراجع أو مناقشته، مع العلم أن الأردن لم يشهد أي تغير درامي في المشهد الإعلامي يبرر هذا المستوى من التراجع.

كما أن الإعلام لم يسلّط الضوء بما فيه الكفاية على منهجية إعداد التقرير في حين أن من واجبه أن يبحث عميقًا في التقارير المماثلة وتقييماتها.  

ولهذا نظر (أكيد) في بعض الجوانب التي كان يتعين على الإعلام أن يتناولها كجزء من عملية تقييم النتائج التي سجّلها الأردن، وبخاصة ما يلي:

أولًا: إن الأهمية الأكبر في تقييم النتائج هي أولًا للعلامة التي تحرزها الدولة من 100، وكذلك العلامة في كل مؤشر من المؤشرات الخمسة الفرعية التي يتكون منها المؤشر العام، ومقارنتها بمثيلاتها في العام السابق. فالأردن تراجعت علامته الكليّة من 48.66 إلى 42.79، أما على صعيد العلامات الفرعية، فقد حقّق الأردن تقدّمًا في المؤشر السياسي (من 40 إلى 47.71)، والمؤشر الاقتصادي (من 32.35 إلى 34.64)، بينما تراجع في المؤشرات الثلاثة الأخرى؛ المؤشر التشريعي (من 41.23 إلى 37.74)، والمؤشر الأمني (من 63.4 إلى 61.68)، والمؤشر الاجتماعي والثقافي (من 66 إلى 32.2).

بهذا يظهر أن المسؤول الرئيس عن تراجع الأردن يكمن في المؤشر الاجتماعي الثقافي، حيث هبطت العلامة أكثر من 50 بالمئة. وبالعودة إلى تقرير مراسلون بلا حدود وجدنا أن الفقرة الخاصة بالمؤشر الاجتماعي الثقافي تتحدث عنأن السكان الأردنيين يتألفون من مجموعات مختلفة، إلا أن وسائل الإعلام لا تزال تفتقر إلى التعدّدية، وأنه لا يزال من الصعب على الصحفيين مناقشة بعض المواضيع، ولا سيما تلك المتعلقة بالمرأة. 

وبمعزل عن أثر دقة هذا التقييم على علامة المؤشر، فإن المهم هنا هو واجب الإعلام في مناقشة لماذا وقع التراجع الكبير في هذا المؤشر بالرغم من أن التقرير لم يشر إلى وقوع تغير في الواقع الاجتماعي الثقافي نفسه، فضلًا عن أنه في الملاحظتين اللتين تناولهما التقرير، قد استخدم لغة سطحية حالة مراوحة في المكان؛ فما الذي حدث ليبرر هذا الهبوط في علامة المؤشر بمقدار 33.8 نقطة؟    

ثانيًا: إن من المسائل التي يجدر بالإعلام إضاءتها هو إلى أي مدى تأثر ترتيب الأردن بين الدول المشمولة بالتقييم، بتقدم أو تأخر عدد من الدول القريبة في تقييمها من الحالة الأردنية. فقد بيّن تسلسل علامات الدول أن هناك خمس دول كانت علامتها العام الماضي أقل من العلامة التي سجلها الأردن هذا العام، لكنها سجّلت تحسنًا طفيفًا ساعد في أن تسبق الأردن في الترتيب العام، وهذه الدول هي: بروناي، هونغ كونغ، كولومبيا، سيريلانكا، الفلبين. وفي المقابل هناك دولتان كانت علامتهما أعلى من العلامة التي سجلها الأردن هذا العام، لكنهما تراجعت قليلًا، فانزاحت من الطريق، وهما ليبيا وكمبوديا، وهذا يعني أن هذه الدول السبع لو بقيت علامتها على ما هي عليه كما في العام الماضي لترتّب على ذلك أن يصبح ترتيب الأردن 143 بدل 146.  

وينوّه (أكيد) إلى أن قيام الإعلام بتحليل ومناقشة المؤشرات العالمية أمر في منتهى الأهمية، وهذا يتطلب مواكبة التقارير السنوية، ومقارنة نتائج الأردن مع البلدان أخرى، وعندها يمكن تقييم المنهجيات المستخدمة بعمق، وعليه يمكن التوقف أمام تقييم بعض الدول التي تحتل مراكز متقدمة، في حين أنها تصادر بلدًا آخر، ويقتل فيها الصحفي بدم بارد، وتحرم شعبه حقه في الحرية وتقرير المصير.