الأحزاب في الإعلام الانتخابي.. حجم متواضع يعكس الحضور المتواضع

الأحزاب في الإعلام الانتخابي.. حجم متواضع يعكس الحضور المتواضع

  • 2016-11-06
  • 12

الإثنين 7 نوفمبر 2016 أكيد- أنور الزيادات

شكلت المواد الصحفية التي نشرت حول الأحزاب في موسم الانتخابات الأخير (ابتداء من فترة التسجيل للانتخابات النيابية حتى يوم الاقتراع) نسبة 5% فقط من مجموع المواد المنشورة ذات الصلة بالانتخابات. وهو ما يشكل انعكاسا للواقع بشكل كبير، فهذا العدد المتواضع يشكل مؤشراً واضحاً على محدودية حضور الأحزاب في الواقع الإعلامي كما هو في الواقع السياسي.

لاحظ تقرير صحفي أن الدعاية الانتخابية للأحزاب  ومرشحيها، لم تحمل أسماء حزبية ولا تختلف عن باقي المترشحين الذين لا يحمل أغلبهم فكرا سياسيا، مقارنة  مع الحملات الانتخابية في الأنظمة الديمقراطية التي تشكل موضوعا خاصا بالمؤسسات وبمراكز البحث وبالخبراء وتخصص لها ميزانيات ضخمة.

ووفق تقرير صحفي آخر، فإنه على الرغم من إعلان الأحزاب مبكرا وقبل بدء عملية الترشيح للانتخابات عن تشكيل تحالفات حزبية لخوض الانتخابات النيابية في قوائم، على أساس التحالف إلا أنه وبعد مرور الوقت والانتهاء من عملية الترشيح فشلت هذه الأحزاب في تشكيل ولو قائمة حزبية واحدة في جميع الدوائر الانتخابية في المملكة (باستثناء نسبي يخص كتلة الإصلاح التي أدار تشكيلها حزب جبهة العمل الإسلامي مع حرصه على أنها غير حزبية)، وهذا ما أثر على مكانة الأحزاب في التغطية الصحفية للأحزاب في الانتخابات.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) رصد التغطيات الإعلامية للأحزاب، خلال الفترة الممتدة من 16 آب إلى 20 أيلول، وهي الفترة التي شهدت تسجيل أسماء المرشحين والدعاية الانتخابية، وقد بلغ عدد المواد المنشورة حول الأحزاب، والموثقة على محرك البحث “غوغل” 78 مادة إخبارية.

الجدول رقم (1) المواد المنشورة في الصحف.

الصحيفة

عدد الأخبار

النسبة

الرأي

21

27%

الدستور

17

21%

الغد

20

26%

السبيل

20

26%

المجموع

78

100%

نشرت الصحف خلال فترة الرصد 78 مادة صحفية ، كانت الأحزاب السياسية محورها الرئيسي، من بين حوالي ما يزيد عن 1500 مادة نشرتها الصحف الأربع خلال تلك الفترة والتي كانت تنشر بمعدل52 مادة يوميا، وفق رصد أداء وسائل الإعلام الأردنية في تغطية الانتخابات النيابية الذي نفذه معهد الإعلام الأردني.

الجدول رقم (2) تغطية الصحف للأحزاب وفق توجهاتها الفكرية.

الصحيفة

         عام

          الدينية

 الوسطية

اليسار والقوميون

المجموع

العدد

%

العدد

%

العدد

%

العدد

%

الرأي

12

57

4

19

4

19

1

5

21

الدستور

11

65

4

23

1

6

1

6

17

الغد

12

60

6

30

1

5

1

5

20

السبيل

9

45

11

55

0

0

0

0

20

44

56

25

32

6

8

3

4

78

شكلت  الأخبار العامة التي تناولت الأحزاب، دون الدخول في تفصيل التوجهات السياسية لها 56% من المواد الصحفية، وهو مؤشر على تدني اهتمام الصحف بتناول دور الأحزاب في الحياة السياسية خلال الانتخابات، دون الانحياز سلبا أو إيجابا، باتجاه أي مكون حزبي  على الساحة المحلية.

وحازت الأحزاب ذات التوجهات الدينية على نسبة 32% من المواد الصحفية التي غطت دور الأحزاب ومشاركتها في الانتخابات، وهذا الأمر مرتبط بشكل كبير  بنشاط هذه الأحزاب، في تلك الفترة، ومبادرة هذه الأحزاب بالحديث عن مواقفها من الانتخابات وعملية الترشح، بالإضافة إلى امتلاك حزب جبهة العمل الاسلامي خطة إعلامية، وتمرس بعض قياداته في التعامل مع وسائل الأعلام.

ولم يكن حضور الأحزاب الوسطية 8% واليسار والقوميين 4% كبيرا خلال فترة الرصد، في الصحافة المطبوعة.

ومن الواضح إن التحالفات والقوائم الانتخابية، والتي لم تتشكل على أسس حزبية، دفعت بالأخبار المتعلقة بالأحزاب الى دائرة أضيق من الاهتمام، لصالح التحالفات العشائرية والمناطقية وبدرجة اقل السياسية والفكرية.

الجدول رقم (3) القالب الصحفي

الصحيفة

                  أخبار

               تقارير ومقابلات

المجموع

عدد

%

عدد

%

الرأي

10

48

11

52

21

الدستور

13

76

4

24

17

الغد

10

50

10

50

20

السبيل

17

85

3

15

20

المجموع

50

64

28

36

78

شكلت الأخبار 64% من المواد المنشورة، فيما كانت نسبة التقارير والمقابلات 36%، وهو أمر يدل على تواضع اهتمام الصحف بتغطية الشؤون الحزبية بشيء من التفصيل والتوضيح عبر التقارير، والمقابلات، ومتابعة الأخبار التي تختص بالأحزاب.

ويكشف الاهتمام بالتقارير الإخبارية، عن رؤية الصحف  تجاه الأحزاب وتقييمها الى وجود حاجة عند متابعي هذه الصحف بمعلومات أكثر تفصيل، وتحليلات حول الواقع ووضع سيناريوهات المشاركة الحزبية، في هذه الانتخابات.

الجدول رقم (4)المصادر

الصحيفة

        مصادر معرفة

            مصادر مبهمة

المجموع

العدد

%

العدد

%

الرأي

14

67

7

23

21

الدستور

14

82

3

18

17

الغد

17

80

3

15

20

السبيل

17

85

3

15

20

62

79

16

21

78

تشكل المصادر الموثوقة والمعرّفة سمة بارزة للأخبار التي تتمتع بالمصداقية وتحوز على ثقة الجمهور، وتتطلب المعايير المهنية أن يكون عزو المعلومات الى مصادر مجهولة في أقل عدد ممكن من الأخبار.

ووفق الرصد فقد بلغ عدد الأخبار التي اعتمدت على مصادر معرفة حول 79% مقارنة بـ21% مصادر غير معرفة، وهي نسبة تدل على اهتمام الصحافة المطبوعة بشكل عام بالاعتماد على المصادر المعروفة والموثوقة، للحفاظ على ثقة المتابعين.

 الجدول رقم (5) التوازن

الصحيفة

                متوازن

غير متوازن

المجموع

العدد

%

العدد

%

الرأي

18

86

3

14

21

الدستور

15

88

2

12

17

الغد

19

95

1

5

20

السبيل

16

80

4

20

20

68

87

10

13

78


تقتضي المهنية الحرص على التوازن بين المصادر وأن تتاح الفرصة لطرح آراء الأطراف المختلفة، بما يحقق مبدأ التوازن، وبما يترافق كذلك مع الحرص على التوازن بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة، وأن يعكس المحتوى وجهات نظر كافة الأطراف بتساوٍ، وخاصة في التغطيات السياسية.

ويظهر الجدول أن المواد التي نُشرت كانت متوازنة بشكل كبير، وقد لوحظ غياب تنافس حزبي واضح في الانتخابات الأردنية، ولا يوجد معارك حزبية في الأردن تدار عبر وسائل الاعلام، مع الإشارة إلى أن المضمون المتوازن لا يعني دائما المضمون الدقيق.

الجدول رقم (6) وظيفة المحتوى

الصحيفة

أخباري

تحليلي

المجموع

العدد

%

العدد

%

الرأي

10

48

11

52

21

الدستور

10

59

7

41

17

الغد

10

50

10

50

20

السبيل

14

70

6

30

20

المجموع

44

56

34

44

78

كشف الرصد ان 44% من المواد المنشورة، تضمنت في جوانبها تحليلات للأرقام والموقف والبرامج والواقع الحزبي ، وتفصيلات حول مشاركة الأحزاب في الانتخابات النيابة، وحول حجم المشاركة.

وكانت الصحف حريصة على تقديم وجبة كافية  من المعلومات  للجمهور، بهدف اقناع  الجمهور المتابع بما تقدمه من معلومات.

وقد كشف الرصد أن بعض المواد لا تفصل بين الآراء والمعلومات، ويبدو ذلك في مواد إخبارية وتقارير وتحليلات، لم تنشر بشكل يوضح أنها تنتمي إلى المقالات والآراء، وهو ما يشكل إخلالاً بإحدى قواعد العمل المهني.

غطت الصحف اليومية المطبوعة ما نشر من تقارير صادرة عن الجهات المراقبة للانتخابات:

برنامج مراقبة الانتخابات النيابية “راصد” كشف مشاركة 234 مرشحا حزبيا ضمن 99 قائمة انتخابية، مبينا أن عدد الأحزاب المشاركة ترشحا وصل إلى 39 حزبا بنسبة 78% من إجمالي عدد الأحزاب، بينما اكتفى 11 حزبا بالتصريح برغبتهم بالمشاركة من خلال الانتخاب فقط، مضيفا إن الدائرة الثالثة في إربد سجلت أعلى حضوراً حزبيا من المرشحين بنسبة 41% من مجموع المرشحين لتلك الدائرة، كما سجلت الدائرة الخامسة في عمان الأعلى في عدد المترشحين الحزبيين على مستوى المملكة، حيث وصل العدد فيها إلى (27) مترشحا حزبيا توزعوا على (8) قوائم انتخابية.

لكن هذه الأرقام التي تعطي انطباعا عن مشاركة كبيرة الأحزاب تفندها نتائج تحليل فريق التحالف المدني لمراقبة الانتخابات(راصد) الذي أجراه  لمرشحي الانتخابات النيابية 2016 أن 6.4 بالمئة  من القوائم الانتخابية بنيت على أساس حزبي، و 43.5 بالمئة  على أساس التحالفات العشائرية.

ونقلت الصحف عن رئيس تحالف نزاهة لمراقبة الانتخابات محمد الحسيني قوله إن إقصاء أسماء الأحزاب عن القوائم مرده إلى طبيعة القانون، الذي يفرض تشكيل تحالفات مشتركة مختلطة، إلى جانب المشكلة الهيكلية البنيوية التي تعاني منها الأحزاب السياسية الأردنية بالمجمل مضيفا ان البيئة السياسية السائدة في البلاد “ليست بيئة صديقة للأحزاب السياسية”.

حاولت الصحف نقاش الحالة الحزبية في الانتخابات، وقد وجه تقرير صحفي في “الرأي” سؤالاً وضعه كعنوان “لماذا تهرب الأحزاب من أسمائها؟”، وأشار التقرير إلى أن الحياة الحزبية خجولة، بل وان هناك حالة، عامة لدى الغالبية الساحقة من الأحزاب وحتى حزب جبهة العمل الاسلامي، هذه الحالة تذهب الى محاولة واضحة، بالابتعاد، عن الحزب واسمه بطريقة واخرى، عندما تعلن عن مرشحيها وقوائمها في الدوائر الانتخابية في المملكة.

ووفق جريدة الدستور فإن بعض المرشحين رفضوا الإعلان عن انتمائهم لأي حزب بحجة أن ذلك سيؤثر عليهم انتخابيا وفضلوا الترشح ضمن قوائم شخصية، كما أن ضعف الأحزاب التي كان يفترض أن تكون الأقوى والأساس في العملية الانتخابية ضمن قوائم متقاربة في الفكر والبرامج إلا أن ذلك لم يحصل وإنما لجأت للتحالف مع أشخاص بغية الاستفادة من مميزات نظام تمويل الأحزاب المعدل او لإثبات وجودها.

وفيما يلي عدد من أبرز العناوين حول الانتخابات والأحزاب:

الأحزاب تتخلى عن أسمائها بالقوائم الانتخابية

راصد: 234 مرشحا حزبيا ضمن 99 قائمة انتخابية

راصد: تفاوت كبير في زخم التنافس الحزبي بالانتخابات بين الدوائر

الدعاية الانتخابية… انتشار للصور وغياب للبرامج

لماذا تهرب الأحزاب من أسمائها ؟!

حزبيون: الشعارات الانتخابية (روتينية) ولا تلبي طموح الناخبين

سياسيون حزبيون: المشاركة في الانتخابات طريق للإصلاح السياسي

المعايطة: قانون الانتخاب صديق للأحزاب

حزبيون بالكرك: المال السياسي يشوه الخيارات الديمقراطية