تداولت العديد من المواقع الإخبارية خلال الأيام الماضية خبراً حول ترتيب الأردن بمستوى الذكاء عربياً، وهو صنف من الأخبار عادة ما يثير فضول القراء والمتابعين.
وقد نُشر الخبر بعناوين من أبرزها: "الأردنيون بالمرتبة الرابعة عربيا بمستوى الذكاء.. أرقام"، "اليمن أذكى من الاردن في مقياس IQ"، "إنفوجرافيك.. أذكى 10 دول عربية وفق مقياس IQ" و"أذكى 10 دول عربية" و"الأردن بالمرتبة الرابعة بين أكثر الدول العربية ذكاء".
وجاء في نص الخبر: نشر موقع "روسيا اليوم" إنفوجرافيك لأذكى 10 دول عربية وفق مقياس الـIQ... اليمن بالمرتبة الثالثة، وتساوت كلّ من الأردن والمغرب والسعودية والإمارات بنسبة 84 بالمئة (بالمرتبة الرابعة).
الخبر السابق لا يشير إلى أي معلومة تكشف عن الوسيلة التي تم عبرها الحصول على هذه النتائج، وهل أجريت دراسة معينة أفضت إلى هذه النتائج، وما هي عينة الدراسة، أو حتى طريقة إجراء هذا النوع من اختبارات الذكاء.
جميع الأخبار المتداولة نسبت مضمون الخبر إلى الموقع الإلكتروني لمحطة "روسيا اليوم"، والذي نشر رسما غرافيكيا ووضع له العنوان التالي: "إنفوجرافيك: أذكى 10 دول عربية وفق مقياس IQ"، ولكنه لم يضف أية ملعومات ولم يشر إلى دراسة حول الموضوع ولا مكانها أو زمانها.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" تتبع الخبر، فاتّضح أن المعلومات التي اعتمد عليها "إنفوجرافيك" موقع "روسيا اليوم" تعود إلى خبر سابق (أشمل) حول دراسة عالمية نشرتها شبكة "غود نت" عن ترتيب دول العالم - وفقاً لمعدلات الذكاء- وذلك باستخدام المقياس العلمي الشهير "آي كيو"، نهاية تشرين ثاني / نوفمبر2013. حيث تقاس معدلات الذكاء باستخدام المقياس العلمي الشهير (IQ)، الذي يشير اختصارا إلى Intelligence Quotient، ويمكن القول إن الشخص الذي يحصل على 100 درجة وفقاً للمقياس، هو شخص ذكي.
وقد تبين أن ترتيب الدول العربية في إنفوجرافيك روسيا اليوم الذي نشر قبل أيام، هو الترتيب ذاته للدول العربية وفق الدراسة المنشورة في تشرين ثاني / نوفمبر 2013 وقامت بنشره –حينها- مواقع محلية تحت عناوين ابرزها "الأردن يحتل المرتبة "23" في الذكاء العالمي" ،"الأردنيون يسبقون الأمريكيين واليابانيين في الذكاء" و" الأردني أذكى من الياباني والبريطاني والأمريكي"، وهو الخبر ذاته الذي نشرته مواقع عربية أخرى في ذلك التوقيت، أي قبل ما يزيد عن ثلاث سنين.
ليست المواقع الإخبارية الأردنية وحدها التي وقعت ضحية للمعلومات القديمة التي نشرتها "روسيا اليوم" فقد أعادت مواقع من مختلف الدول العربية نشر "إنفوجرافيك" روسيا اليوم، بعناوين مختلفة -مناسبة لها- مثل: "لن تصدق.. ما هو ترتيب اليمن في قياس أذكى 10 دول عربية"، "أذكى 10 دول عربية طبقًا لمقياس IQ: العراق في المركز الأول وترتيب مصر مفاجأة" و"لبنان في المرتبة السادسة بين أذكى 10 دول عربية".
يرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" أن استخدام تلك المعلومات بتلك الطريقة وبعيدا عن توضيح وقت اجراء الدراسة وتاريخها الحقيقي، يَضُرُّ بمعيار الوضوح، فقد استُخدمت معلومات أرشيفية من دون الإشارة إلى تاريخها، ونشرت على أنها حديثة وفي سياق خبر جديد.
كما يرى "أكيد" أن ذلك يضر بمعيار الدقة في العمل الصحفي، الذي يتطلب في مثل هذه الحالة، تتبع مصدر الخبر وكافة المعلومات المرتبطة بتفاصيله، وتجنب المحتوى غير الدقيق خشية الوقوع في التضليل.
وثمة ملاحظة أخيرة، هي أن بعض المصادر العالمية تقوم أحياناً بتضليل القراء، وربما وسائل الأعلام، وذلك بسبب الثقة الزائدة ببعض وسائل ومصادر الإعلام العالمية، التي يجري النقل عنها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني