تفاعلت عدة مواقع إخبارية خلال الأيام الماضية، ومواقع التواصل الاجتماعي، مع خبر تعيين نجل وزير الزراعة، عاكف الزعبي، مستشارا لرئيس الوزراء، براتب 2500 دينار، حسب ما ذكرت الأخبار.

لكن هذه المواقع لم تشر في خبرها إلى تاريخ التعيين، الذي كان في الحقيقة قبل عشرة أشهر، فجاء الخبر على النحو الآتي: "تقرر ‏تعيين نجل وزير الزراعة المهندس عاكف الزعبي مستشارا خاصا للشؤون الاقتصادية لرئيس الوزراء عبدالله نسور، براتب يصل 2500 دينار".

ورغم أن قرار التعيين صحيح ونشر بتاريخ 24/3/2015، إلا أن تلك المواقع صاغت الخبر والعناوين بطريقة جعلت الأمر يبدو كما لو أنه حدث جديد، في حين أنه لا يوجد ما يستوجب إعادة نشره، إذ أن الزعبي ما زال على رأس عمله في رئاسة الوزراء، منذ ذلك الحين.

موقع آخر نشر مقالا هاجم رئيس الوزراء ووزير الزراعة، مع الإشارة في الفقرة الأخيرة من المقال إلى عدم التأكد من المعلومة، وجاء فيها "إذا كان تعيين نجل وزير الزراعة في الوظيفة المشار إليها صحيحا، فأنا أدعو رئيس الحكومة ووزير الزراعة أن يعتذرا للشعب ويتراجعا عن قرار التعيين...".

المفارقة هي أن هذا الخبر، لم يضلل الجمهور العادي فقط، بل ضلل أيضا أحد أعضاء مجلس النواب، فقد تفاعلت مواقع إلكترونية مع ما كتبه النائب عساف الشوبكي على صفحته على فيسبوك، بعد نشر الخبر، منتقدا قرار التعيين، وعدّته بمثابة: "رد قوي من الشوبكي على تعيين نجل وزير الزراعة مستشارا للنسور براتب 2500 دينار".

مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" لا يتناول هذه القضية من زاوية صواب قرار التعيين من عدمه، بل من زاوية إعلامية، تتعلق بانتهاك مهني تمثّل في نشر خبر قديم، وتسويقه للجمهور بوصفه جديدا، ما يخلّ بمعيار الوضوح، الذي ينصّ على ضرورة أن يكون المحتوى الإعلامي محددا وواضحا في ذكر الوقائع والأحداث والأشخاص والأسماء، ومستوفيا لعناصره الأساسية، ومن بينها الزمن، الأمر الذي لم يتحقق في هذا الخبر.