ماهي أفضل الممارسات الإعلامية في تغطية الأحوال الجوية

ماهي أفضل الممارسات الإعلامية في تغطية الأحوال الجوية

  • 2015-01-05
  • 12

تعد نشرات الاحوال الجوية خدمة عامة تقدمها مراكز الرصد الجوي حول العالم، لما لها من أهمية كبيرة لقطاعات واسعة لا تتوقف عند تحديد البرامج اليومية للافراد والمؤسسات وقطاعات الطيران والنقل البحري والزراعة وغيرها بل تصل إلى أدق تفاصيل حياة المواطن العادي.

ومع التطور العلمي والتكنولوجي سواء في طرق الرصد الحديثة أو في تناقل أخبار التوقعات الجوية التي تصدرها مراكز الرصد الجوي، أصبحت أهمية الرصد الجوي لا تتوقف عند دقة تلك التوقعات بل تعدتها إلى مصدر تلك التوقعات وإلى تغطية وسائل الإعلام للاحوال الجوية. حيث تتكرر حالة من الارباك الاخباري حول الحالة الجوية المتوقعة خاصة في فصل الشتاء من كل عام، وتنتشتر في وسائل الإعلام المختلفة احيانا توقعات متناقضة حول الحالة الجوية ،وازدادت هذه الحالة هذا العام مع ظهور جهات عديدة تدعي رصد الاحوال الجوية بعضها محترفة واخرى يمثلها هواة   .

وبين دقة التوقعات الجوية من عدمها، فإن بعض المواقع الالكترونية تنشر أخباراً تتعلق بحالات جوية متوقعه تنسب إلى (متنبيء جوي وليس لمراكز رصد) كي تحقق سبقاً صحفياً ، خاصة وأن المواطن يتابع الحالة الجوية بشغف في فصل الشتاء، ما يجعل بعض تلك الجهات تحرص على نقل احبار متعجلة، ما قد يؤدي إلى تراجع القدرة في تجنب أخطاء المعلومات، وعدم الاعتماد على المصادر الموثوقة في نقل الخبر ما يخالف معيار الدقة.

مرصد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تابع الحالات الجوية منذ منتصف شهر كانون الأول الماضي وحتى بداية العام الجاري، كما رصد الحالات الجوية المتوقعة التي تم نشرها في بعض المواقع الالكترونية لتلك الفترة ايضاً على النحو التالي:

  • توقعت دائرة الأرصاد الجوية وموقع طقس العرب منخفض (سريع ) مساء يوم الاثنين 22/12/2014، وكانت التوقعات دقيقة بتساقط الامطار خاصة في المناطق الوسطى والشمالية من المملكة.
  • نفت دائرة الارصاد الجوية وموقع طقس العرب أن يكون هناك أي فاعليات جوية أخرى حتى نهاية العام 2014.
  • نقلت بعض المواقع الالكترونية أخباراً عن فاعليات جوية مختلفة منها :
  • توقع منخفض جوي مصحوب بالامطار يومي 18 و 19 كانون الاول ، ثم منخفض مصحوب بالثلوج يومي 21 و 22 كانون الأول : "تنبؤات جوية بقدوم الزائر الأبيض الأسبوع المقبل" (لم يحدث أي تساقط للأمطار أو الثلوج في تلك الفترة).
  • توقعات بمرور العاصفة (باتريسيا) في نهاية العام والتي كانت العنوان الأبرز في تلك الفترة ، وتحدثت التوقعات عن بدء تأثيرها يوم 28 كانون الاول (إضطرابات عنيفة بالشرق الأوسط مع وصول العاصفة الثلجية باتريسيا). (لم يحدث أي تساقط للأمطار أو الثلوج في نهاية العام بإستثناء أمطار خفيفة مساء يوم 31/12/2014)

مرصد "أكيد" أتصل بمؤسس موقع "طقس رعد العرب" محمود الهنداوي بتاريخ 15/12/2014، للتأكد من صحة التوقعات الجوية التي نشرها موقعه الالكتروني، حيث أشار إلى أن "الجو سيكون نهاية ذلك الاسبوع (18 و 19 كانون الاول) ماطراً، وفي بداية الاسبوع (22 و 23 كانون الأول) سيكون هناك منخفض ثلجي، وفي يوم 28 من كانون الأول ستصل العاصفة "باتريسيا" وسيصحبها تساقط كثيف للثلوج".

وفيما يتعلق بما يعتمده من وسائل في معرفة التوقعات الجوية قال "  أعتمد طرق تختلف عن المعايير التي تتبعها محطات الرصد الجوي المختلفة، وهي طريقة جديدة" دون الإفصاح عن ما قصده بهذه الطريقة.

وأعاد مرصد "أكيد" الاتصال مع محمود الهنداوي يوم 23/12/2014، للاستفسار عن عدم حدوث الحالة الجوية التي توقعها سابقاً، فأفاد أن " النماذج قد تغيرت ، لكن الحالة لم تكن مماثلة لتوقعاتنا، حيث أن المسار توجه إلى الجزائر وتونس والمغرب، علماً أنني لا أزال أتوقع منخفض محمل بالامطار والثلوج نهاية العام".

كما لاحظ مرصد "أكيد" أن المواقع الالكترونية التي نقلت توقعات الحالة الجوية تلك، لم تنشر أي تصحيح أو إعتذار عن استخدامها لمصادر غير موثوقة في نقل الحالة الجوية، حيث أنها لم تنقل الوقائع والأخبار للجمهور حتى وإن كانت توقعات جوية بشكل نزيه، خاصة وأن دائرة الأرصاد الجوية كانت تتحدث عن عدم وجود منخفضات جوية للأسبوعين الاخيرين من العام الماضي، وهو ما يضر بمعيار الانصاف والنزاهة في التغطية الإعلامية .

كما قام موقع "أكيد" بالاتصال بمدير المركز الوطني للتنبؤات الجوية المهندس حسين المومني، الذي تحدث عن أن دقة التوقعات الجوية تقل كلما زادت الفترة مشيراً إلى أن " احتمالية الخطأ تزيد مع طول الفترة، فالتوقع لمدة 5 أيام تكون نسبة الدقة ما بين (80 – 95 %).

وحول ما يتعلق بعدم نشر دائرة الارصاد الجوية لتوقعاتها الجوية لمدة تزيد عن 5 أيام، قال المومني (نحن نتوقع لمدة تزيد عن ذلك لكن نسبة الخطأ تزداد، إذا نشرنا توقعاتنا لمدة أكثر من خمسة ايام،  وكان هناك تغير في الحالة الجوية التي تم توقعها، ستتحمل الدائرة الخطأ وستفقد مصداقيتها، المواقع  الأخرى تتوقع ويكون هناك تغير لكن من يحاسبها؟ وهل تتراجع تلك المواقع عن خطأها فيما بعد؟ ".

وأضاف المومني أن "المواقع الالكترونية تعتمد على نشراتنا الجوية وعلى بعض مراكز الرصد الأخرى وتقوم بنشرها مرة أخرى من دون الإشارة إلى مصدر تلك التوقعات".

وتقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تشارك فيها معظم دول العالم، بتوحيد النظم والتعليمات لعمليات الرصد الجوي بهدف الحصول على طرق ومعلومات متشابهة في الرصد الجوي وتبادل المعلومات.

وتتطلب مساحة الكرة الأرضية الكبيرة عدد هائل من عمليات الرصد بهدف مراقبة معدل التغيرات الحاصلة في الجو وذلك من خلال محطات الرصد التي يبلغ عددها نحو 9000 محطة حول العالم إضافة إلى 3000 طائرة ونحو 4000 باخرة تجاريه، تقوم بمئة وخمسون الف عملية رصد يومياً على مدار الساعة وتقوم بتبادلها مع مراكز الرصد الأخرى.

وبعد جمع تلك المعلومات في مراكز الرصد الجوي، يتم رسم خرائط جوية تحوي تلك النماذج، حيث يتم رسم خرائط الطقس كل ثلاث ساعات، كما يتم رسم خرائط الطبقات الجوية العليا مرتين في اليوم الواحد.

الممارسات الجيدة في التغطية الإعلامية للاحوال الجوية .

اولا : مصادر النشرات الجوية

هناك جدل حول مصادر معلومات الاحوال الجوية وهل يجوز للقطاع الخاص ممارسة تقديم هذه الخدمة عالية الحساسية ، العديد من الدول حسمت هذا الموضوع وحررت هذا القطاع ، ولا يوجد لديها موانع من استثمار القطاع الخاص في هذا المجال فيما لا تزال بعض الدول ترفض هذا الاتجاه .

  • ان وسائل الإعلام معنية بالدرجة الأولى بالمصداقية والاحاطة المستمرة بتطورات الحالة الجوية بغض النظر عن ان مقدم الخدمة من القطاع العام او الخاص ، ولا يجوز لوسائل الإعلام تبني اي فرد او مؤسسة والترويج اليه لتقديم خدمة عامة حساسة مثل الحالة الجوية .
  • الجمهور يبني الثقة في النشرة الجوية خلال تاريخ صدق مصدر النشرة عبر المدد الطويلة والمتوسطة ، ما يتطلب من وسائل الإعلام رصد ومراقبة مصداقية مراكز التنبؤات الجوية .
  • على رغم من عدم ومواكبة بعض مراكز الرصد الجوي العامة للتحديث والتطور فان الخبرة المهنية لوسائل الإعلام المحترفة تعطي الاولوية لنشرات مراكز الرصد الجوي العامة دون اهمال الشركات الخاصة اذا ما قدمت اضافة ذات قيمة اخبارية للصالح العام واستطاعت بناء سمعة وخبرة في الصدق ، حيث ان القدرات المتاحة امام القطاع الخاص في المجالات الحاسوبية والجغرافية في الكثير من الدول محدودة بالمقارنة مع القطاع العام ، ومن امثلة ذلك امتلاك القطاع العام مئات محطات الرصد الجوي على الأرض .

ثانيا : جودة معلومات النشرات الجوية .

  • مراعاة معايير المهنية في النشرات الجوية وتحديدا معايير الدقة والشمول والوضوح .
  • تبسيط المفاهيم والمصطلحات والاوصاف المستخدمة في النشرات الجوية وتحديدا في الحالات الجوية النادرة .
  • استخدام وتطوير برمجيات لتصميمم الرسومات والخرائط التوضيحية السريعة وانشاء النصوص الاخبارية بشل آلي تكون في متناول طواقم النقل الخارجي .
  • الانتقال من التغطية الخبرية التقليدية إلى تقديم خدمة خبرية شاملة وتفصيلية مرتبطة مباشرة بحاجات المجتمع على سبيل المثال تحديد المناطق التي تحتاج الى أخلاء او التي قد تتعرض الى زلازل ترتبط بها اعاصير او حالات جوية صعبة .

ثالثا : الحاجة الى بناء قدرات إعلاميين متخصصين بالاحوال الجوية .

رابعا : ابتعاد وسائل الإعلام عن المبالغة في تقدير الحالة الجوية والتحذير منها ، حيث ان بعض وسائل الإعلام تستثمر حالة بحث المجتمع عن المعلومات في اوقات الشتاء من اجل لفت انتباه المزيد من الجمهور لمتابعة هذه الوسيلة ما قد يؤدي الى المبالغة ودفع الافراد الى سلوك غير مطلوب وبالتالي الوقوع في أزمات اخرى .