"وسيلة إعلام تنشر خبراً حول إعلان رحلة جماعيّة".. مخالفات مِهنيّة وقانونيّة

"وسيلة إعلام تنشر خبراً حول إعلان رحلة جماعيّة".. مخالفات مِهنيّة وقانونيّة

  • 2021-06-26
  • 12

أكيد- أفنان الماضي
نشرت وسائل إعلام محليّة خبراً يستند إلى إعلان فئةٍ غير قانونيّة، تنتهج منهجاً لا أخلاقيّاً مُستَتراً، حول إقامة رحلةٍ جماعيّةٍ في منطقة سياحيّة محليّة.

مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" تابع الخبر المنشور، ليتبيّن أنّ الوسائل المرصودة ارتكبت عدداً من المخالفات المهنيّة، ومنها:
 
أوّلاً: افتقار الخبر لأيّة قيمة إخباريّة حقيقيّة، وإنما يُمثّل الخبر، عن قصد أو من دون قصد، شكلاً من أشكال الدعاية المُبطّنة للجماعة، وإعلاناً عن نشاطاتها.
 

ثانياً: نشرت الوسيلة الأولى صورة الإعلان متضمّناً اسم الصفحة على "فيسبوك" صراحةً ما يمكّن أيّ شابٍ أو حدثٍ من الوصول لها. وذلك نوع من الترويج الصريح للصفحة ولو كان عن غير قصد.

ثالثاً: قامت وسيلة ثانية بتغطية جزء من اسم الصفحة وأبقت كلمتين بارزتين مع وضوح الصورة التعبيريّة للصفحة، ما يعني سهولة الوصول لها باستخدام محرّكات البحث.

رابعاً: يمكن لوسائل الإعلام إثارة الرأي العام، وتنبيه الجهات المعنيّة لوجود بعض النشاطات غير القانونية وبالذات اللاأخلاقيّة منها، بكتابة ذلك دون تفصيلٍ وإيضاح في المعلومات، والتي من شأنها الإضرار بفئات صغار العمر.

الدكتورة نهلا
المومني الخبيرة في التَّشريعات الإعلاميّة والأخلاقيّات الصَّحفيّة وعضو لجنة شكاوى الإعلام قالت إنّ إعادة نشر الإعلان الذي يدعو لرحلة تخصّ هذه الفئة الخارجة عن القانون في وسيلة إعلام محليّة ينطوي على مخالفات مهنيّة وحقوقيّة في الوقت ذاته، وعلى النحو الآتي:

فيما يتعلّق بالمخالفات القانونيّة الحقوقيّة؛ يُشكّل إعادة نشر هذا الإعلان مخالفة لما نصّت عليه التشريعات الوطنيّة وبشكل خاص قانون المطبوعات والنشر الذي أكّد على أن تمارس الصحافة مهمّتها بحريّة في تقديم الأخبار والمعلومات في إطار الحفاظ على الحريّات والواجبات العامة. كما أكد القانون ذاته أنّ على المطبوعة الامتناع عن نشر ما يتعارض مع مبادئ الحريّة والمسؤوليّة الوطنيّة وقيم الأمة العربيّة والإسلاميّة وضرورة الالتزام بميثاق الشرف الصحفيّ. كما خالفت هذه الوسيلة الإعلاميّة ميثاق الشرف الصحفيّ الذي يؤكّد  أنّ الصحافة مسؤوليّة اجتماعيّة؛ حيث إنّ نشر هذا الإعلان يضرّ بفئات من المجتمع مثل الشباب والأطفال الذين قد يلاحقون مثل هذه الإعلانات.  كما يشكّل نشر الإعلان مخالفة لما نصّ عليه الميثاق ذاته من ضرورة الابتعاد عن نشر الفضائح، والالتزام بالقيم الأخلاقيّة للمجتمع، وعدم نشر الأعمال التي تشجّع على الرذيلة .

وأضافت المومني بإنّ إعادة نشر هذا الإعلان تخالف اتفاقيّة حقوق الطفل الدوليّة والتي صادق عليها الأردن ونشرها في الجريدة الرسميّة، والتي نصّت على التزام كافة الجهات في الدولة - ويشمل ذلك الجهات الإعلاميّة - بضرورة مراعاة مبدأ مصلحة الطفل الفضلى في كافة ما تقوم به في إطار أعمالها؛ مضيفةً بإنه "لا يخفى على أحد بأنّ نشر مثل هذه الإعلانات وإن كان الهدف منها تسليط الضوء على هذه الممارسات إلا أنها قدّ تشجع بعض الفئات مثل فئة الأطفال الأحداث على تتبّع نشاطات مثل هؤلاء المجموعات نظراً لعدم نضوجهم العقلي والفكري الكافي وبحكم طبيعة هذه المرحلة وخطورتها."

 

وأوضحت المومني أنّ إعادة نشر هذا الاعلان ينطوي على  مخالفات مهنيّة عدة؛ حيث إنّ الإعلان لا يحمل أيّة قيمة مضافة للجمهور، وهو الأمر الذي يخالف ميثاق الشرف الصحفيّ أيضاً والذي أكّد وجوب التفريق بين الخبر العام والأخبار الأخرى التي لا تهمّ الرأي العام.

وأشارت المومني إلى أنّ إعادة النشر تخالف القواعد المهنيّة؛ ومن أهمّها الحقيقة أوْلى من الإثارة وضرورة اتّخاذ أقصى درجات الحرص المهنيّ لتفادي الوقوع في الأخطاء ومراعاة السياق العام في كلّ ما يتمّ نشره بما في ذلك السياق الاجتماعيّ والأخلاقيّ والقيميّ، وهو ما أكّده ميثاق الشرف الإعلاميّ أيضاً. كما تخالف إعادة النشر هذه ما نصّ عليه الميثاق ذاته من أنّ الاعلام المهنيّ يقوم على أساس المسؤوليّة تجاه المجتمع،  وضرورة أن يحرص الإعلاميّ على صياغة الأخبار وبثّها بمهنيّة .

ويُذكّر "أكيد" بأنّ التّرويج لأيّ نشاط لا أخلاقيّ يخالف قيم المجتمع، يُعدّ انتهاكاً إعلاميّاً صارخاً، ولا يجوز للإعلام إعادة نشر ما يتمّ تداوله على منصّات التواصل الاجتماعيّ من إعلانات كهذه خشية الوقوع في دائرة الترويج – حتى لو يكن مقصوداً - لها وإبرازها.