أكيد – دانا الإمام ومجدي القسوس 

تناقلت وسائل إعلامٍ عربيّة عدداً من المواد التي تناولت تصريحات لعالم كونيّات وفيزياء فلكيّة بريطانيّ تنبأ فيها قبل 17 عاما بوقوع كارثة بيولوجية تقتل مليون إنسان في عام 2020، وهو ما وجد "أكيد" أنّها معلومات مجتزأة وتفتقر إلى الدقّة.

يأتي ذلك بعد أن ورد لـ"أكيد" أكثر من طلب تحقّق في الموضوع، وهو ما عمل عليه المرصد؛ للتحقق وجمع معلومات أكثر.

وسائل إعلام عربيّة نشرت عدداً من المواد تضمّنت تخمينات للعالم البريطانيّ "مارتن ريس" بحدوث كارثة بيولوجيّة عام 2020، تحت عناوين: "مفاجأة.. هذا العالم تنبأ بفيروس قاتل لمليون إنسان في 2020"، و"عالم بريطاني توقع كارثة بيولوجية تقتل مليون إنسان قبل 17 عاماً.. هل يقصد كورونا؟".

تصريحات "ريس" جاءت ضمن كتابه "ساعتنا الأخيرة" المنشور عام 2003، والذي جاء في الصّفحة 74 منه: "أراهن بألف دولار أنّ خطأَ بيولوجيّاً أو إرهاباً بيولوجيّاً سيحصل في عام 2020 وسيقتل مليون شخص. وبالطبع، أتمنّى أن أخسر الرّهان، لكنّي لا أتوقّع أن أخسر"، دون أن يذكر تفصيلات أكثر تُبرهن دقّة توقّعاته.

وبعد التّدقيق في محتوى الكتاب المنشور باللّغة الإنجليزيّة، تبيّن لـ "أكيد" أنّ الكتاب، والذي كُتب بعد فترة قليلة من أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، يغلب عليه اعتقاد الكاتب أنّ "منظّمات إرهابية" ستكون وراء تطوير هذا السّلاح البيولوجيّ، وهو ما يتعارض مع حقيقة انتشار فيروس "كورونا" في معظم دول العالم.

ووجد "أكيد" أنّ بعض الاقتباسات التي نشرتها وسائل الإعلام من كتاب "ريس" لم تكن دقيقة، ولا وجود لنصّها الحرفيّ في الكتاب، ومثال ذلك: "أهم الأخطار التي تهدد البشريّة، هي إرهاب نوويّ وفيروسات مميتة معدّلة وراثياً وانفلات أجهزة من صنع الإنسان وهندسة وراثيّة تغير طبيعة البشر".

مرصد "أكيد" كان قد تحقّق من ما نشرته وسائل إعلامٍ محليّة وعربيّة عن أنّ رواية تنبأت قبل 40 عاماً بانتشار فيروس "كورونا" في عام 2020، وهو ما لم يكن دقيقاً أيضا.

ويُجدّد "أكيد" دعوته وسائل الإعلام إلى مراعاة الدقّة عند نقل المعلومات من مصادر ثانويّة مثل الكتب والمقالات، وبخاصّة المكتوبة بلغات أخرى؛ لتجنّب الوقوع في أخطاء تُضلّل القرّاء.