عَقِبَ الانتخابات النيابيّة ... مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في وسائل إعلام محليّة

عَقِبَ الانتخابات النيابيّة ... مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في وسائل إعلام محليّة

  • 2020-11-12
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

رصد أكيد مجموعة من المواد التي نشرتها وسائل إعلام محليّة عَقِبَ إعلان نتائج الانتخابات النيابيّة 2020، تضمَّنت في مجملها مخالفات مهنية وأخلاقية للممارسات الفُضلى المتبعة في مثل تلك التغطيات.

أولى هذه المواد نشرتها وسيلة إعلام جاءت بعنوان "خالتي فاطمة لم يحالفها الحظ"، تحدَّثت عن خسارة مرشّحة للانتخابات، ونُقِل مضمونها عن "أحدهم" دون التعريف بهويَّته، إذ حملت العبارة التي تضمّنتها المادة تنمُّرًا على المرشحة وأفسحت المجال لذلك بين المتلقّين أيضًا. 

وجاءت مادّة بعنوان "بالفيديو .. مرشح فائز لمواطن يُطلق النار (الله يفضح عرضك)"، تحمل مخالفة مهنية وإخلاقية متمثّلة بالإشارة، صراحةً، إلى ألفاظ نابيّة تضمّنها المقطع المصوَّر، بالإضافة إلى معلومات غير صحيحة أشارت إلى أن المرشح "فائز" بينما أظهر تحقُّق "أكيد" أن المرشّح المقصود لم يفُز بمقعدٍ نيابي في الدورة الحاليّة، ما يؤكد أن الفيديو الذي تم نشره قديم.

وفي تغطية وسائل الإعلام لأخبار الفائزين بالمقاعد النيابيّة، أظهرت بعضها تحيُّزًا واضحًا باستخدام مفردات وصفات عبَّرت عن موقف الكاتب نفسه، وأظهرت انحيازًا ومحاباة، ومنها: "يكتسح"، "اكتساح من نوع جديد"، "المخضرم البلدوزر"، وجاءت تلك المواد تحت العناوين الآتية:

اندريه العزوني يكتسح الدائرة الاولى عمان

المخضرم البلدوزر النائب العودات يعتزم دخول سباق رئاسة مجلس النواب

وجاءت إحدى تلك المواد بعبارة "اكتساح من نوع جديد" للتعبير عن فوز إحدى المترشحات بمقعد نيابيّ، ووصفتها الوسيلة بأنها "سيدة عمان الأولى"، وهو ما يُعد معلومة غير دقيقة، إذ حصلت على المقعد من خلال "الكوتا النسائية"، في وقت أشار فيه رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة، إلى أنه لم تفز أية مرشحة على مستوى المملكة من خارج الكوتا النسائية.

يُذكَر أن "أكيد" نشر، سابقًا، تقريرًا متخصّصاً رصد فيه تغطية ثلاث وسائل إعلام إلكترونيّة لأخبار القوائم المرشحة للانتخابات النيابية 2020 والمرشّحين فيها، أظهر أن نسبة انحياز وسائل الإعلام في تغطية أخبار المرشحين، قبل يوم الاقتراع، كانت (50%).

والأصل في مثل تلك التغطيات، وفقًا لـ"أكيد" والمعايير المتبعة للتغطيات المهنية، أن تتجنَّب وسائل الإعلام الانجرار وراء مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تكون فخًّا لممارسة التنمُّر أو التسبب بالألم أو الحرج أو إلحاق الضرر بالأشخاص المعنيين بالأخبار، والابتعاد عن استخدام اللغة والمحتوى غير اللائق، وبخاصّة الألفاظ النابية، وتجنُّب اللغة والكتابة المخادعة التي تُظهر انحيازًا واضحًا يتنافى ومبدأ الحياد المطالّب به الصحفيّ.