"التواصل الاجتماعي" تتصدَّر تغطية حالة الفنانة "هيفاء الآغا" ... والإعلام يغيب

"التواصل الاجتماعي" تتصدَّر تغطية حالة الفنانة "هيفاء الآغا" ... والإعلام يغيب

  • 2020-12-07
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية في الحديث عن حالة الفنانة الأردنية هيفاء الآغا، بعد موادّ رقميّة مختلفة أعدّتها حسابات، أبرزت الجانب المعيشي للآغا، وهو ما غاب عنه الإعلام.

وبدأت القصّة عندما نشر حسابٌ لإحدى الناشطات مقطعًا مصوّرًا لزيارتها منزل الفنانة هيفاء الآغا بتاريخ 24 تشرين الثاني، أشارت فيه إلى واقعٍ تعيشه الآغا وأنَّها "تقبع وحيدة في ما اسمته زنزانة الحياة، بلا صديق، بلا عائلة، بلا ضيوف"، وذكر المقطع على لسان الآغا أنها بحاجة إلى منزل صغير ودخل بسيط يحفظ لها كرامتها.

وبعد ما يُقارب أسبوع، أعدَّ فريق العربية في الأردن تقريرًا من أربع دقائق و12 ثانية، تمَّ تناقله ومشاركته بشكل واسع على صفحات المواقع، أظهر لقطات من المسيرة الفنيّة للآغا، ثم انتقل إليها في منزلها وهي تتحدَّث مطالبة الدولة بالاهتمام بها بوصفها فنّانة قدَّمت الكثير في مجال التلفزيون والمسرح والسينما، ووصف حياتها المعيشيّة اليوم بعبارة "من الثراء إلى العوز"، مُسلّطًا الضوء على "فقر حالها وقلّة حيلتها".

ولجأت حسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي إلى زيارة الآغا، وإجراء لقاءات معها عبر تقنية البث المباشر التي توفرها منصّة "فيسبوك"، تحدَّثت فيها الآغا أكثر عن حياتها وحيدة في المنزل، وعن بعض ظروفها العائلة من خلال زوجة ابنها المتوفَّى، وقضيّة فصلها من نقابة الفنانين الأردنيّين لعدم تمكُّنها من دفع رسم الاشتراكي الشهري، وهو ما أسهم بتشكيل صورة كاملة عن الحالة، فيما استنكرت حسابات أخرى دور النقابة وتهميش المؤسّسات والوزارات المعنيّة لدور الفنان الأردني.

وفي رصد "أكيد" لدور وسائل الإعلام في نقل الحالة التي تم تسليط الضوء عليها من التواصل الإجتماعي إلى الإعلام، لأهميّتها خلافًا عن المعلومات غير الموثوقة التي يُحذّر "أكيد" من تداولها قبل التحقُّق منها، تبيَّن غياب وسائل إعلام عن المشهد، وتجنُّب الحديث عن الحالة التي شغلت الناشطين عبر المنصّات الرقميّة. وورد اسم الآغا في مواد صحفيّة كواحدة من ممثلين أردنيين مشاركين في أعمال فنية؛ أفلام ومسلسلات، لا أكثر، بالإضافة إلى مقابلة تلفزيونيّة تعود لأكثر من عامٍ كامل بكت فيها وطلبت أن يكون لها "نصيب في الحياة"، وهو ما لاقى استنكار الكثير من الأصوات، حول غياب دور وسائل الإعلام في مواكبة الفنان الأردني، وإيلائه اهتماماً في تغطيات إخباريّة متخصّصة.

وحقَّقت وسائل التواصل الاجتماعي الهدف الأول من التغطية، والذي تمثَّل باستجابة وزارة الثقافة للتقرير الذي بثّته "العربية الأردن"، وأشارت الوزارة إلى أنها " ستسعى بالتعاون مع نقابة الفنانين والمؤسّسات الأخرى إلى تقديم المساعدة للفنانة وفق الإمكانات المتاحة".

ويُذكّر "أكيد" أنَّ من مسؤوليات الإعلام تجنُّب تجاهُل أخبار الأفراد أو الجماعات والمؤسسات، ومعالجة قضاياهم بمهنيّة، وتخصيص تغطيات إعلاميّة تتناول قضايا الأفراد بمختلف اختصاصاتهم، وبخاصّة من لهم تاريخ في مجالات مختلفة، غابوا عن المشهد مؤخرًا، وعدم الاكتفاء بالأخبار الأوليّة.