أكيد – دانا الإمام
شهدت شائعات شهر كانون الأوّل انخفاضاً ملحوظاً مقارنةً بشهر تشرين الثّاني، إذ سجّل كانون الأوّل 44 شائعة، مقارنةً بـ 60 شائعة في تشرين الثّاني.
اللافت للنظر في شائعات شهر كانون الأوّل تقارب أعداد الشّائعات على اختلاف مضامينها، إذ تساوت أعداد الشّائعات الصحيّة والاجتماعيّة بواقع 9 شائعات وبنسبة 20.5 بالمئة لكلٍ منهما، وتلتها الشّائعات الاقتصاديّة بواقع 8 شائعات وبنسبة 18 بالمئة.
وتكرّرت شائعاتٌ حول لقاحات كوفيد-19 من ناحية مأمونيّتها، وتوفّرها وطُرق توزيعها، وهو ما نفته الحكومة أكثر من مرّة.
مصدر الإشاعة حسب الجهة
تناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة، 40 شائعة من حجم الشَّائعات لشهر كانون الأوّل، وبنسبة 91 بالمئة، فيما صدرت 4 شائعات عن جهات خارجيّة بنسبة 9 بالمئة.
مصدر الشائعة حسب وسيلة النشر
تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 30 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة 68 بالمئة، صدرت 27 شائعة منها عن مِنصَّات التواصل المحليّة بنسبة 90 بالمئة، بينما انتشرت 3 شائعات عبر هذه المنصّات من مصادر خارج الأردنّ بنسبة 10 بالمئة.
وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام 14 شائعة وبنسبة بلغت 32 بالمئة، صدرت 13 منها عن وسائل إعلام محليّة بنسبة قاربت 93 بالمئة، بينما روّجت وسائل إعلام خارج الأردن لشائعة واحدة بنسبة 7 بالمئة.
ولم يرصد "أكيد" خلال شهر كانون الأوّل صدور أيّ شائعات عن مصادر رسميّة.
مضامين الشَّائعات
بلغ عدد الشَّائعات التي تناولت القطاعين الصحّي والاجتماعيّ النسبة الأعلى بواقع 9 شائعات لكلٍ منهما، وبنسبة 20.5 بالمئة، تلتها شائعات القطاع الاقتصاديّ بواقع 8 شائعات شكّلت ما نسبته 18 بالمئة من إجمالي الشّائعات. وبلغ عدد الشائعات التي تناولت الشأن الأمنيّ 7 شائعات وبنسبة 16 بالمئة، تلتها الشّائعات التي تناولت الشأنّ العامّ بواقع 6 شائعات وبنسبة 14 بالمئة من إجمالي الشّائعات. وسجّلت الشائعات السّياسيّة النسبة الأقل بواقع 5 شائعات وبنسبة 11 بالمئة.
انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام
انتقلت 5 شائعات خلال شهر كانون الأوّل من مواقع التَّواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة وبنسبة بلغت 11.3 بالمئة، وهي نسبة أعلى بقليل من نسبة الشائعات التي انتقلت إلى الإعلام في شهر تشرين الثّاني، بواقع 3 شائعات شكّلت 5 بالمئة من إجمالي شائعات تشرين الثّاني.
ونشرت مواقع إخبارية محليّة نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعيّ، معلومات غير صحيحة عن نيّة الحكومة الإعلان عن تقليص ساعات حظر التّجوال الجزئيّ حتى 11 ليلاً للمنشآت وحتّى منتصف الليل للأفراد، وهو ما نفته الحكومة، مؤكّدةً قرارها السّابق حول عدم إجراء تغييرات على ساعات حظر التّجوال، وتحديث هذه الإجراءات - إن لزم - مع نهاية العام الحاليّ.
كما وقع موقع إخباري محليّ في مخالفة مهنيّة بنشر معلومة متداولة على التواصل الاجتماعي حول طعن فتى بمنطقة القويسمة شرقيّ العاصمة، حيث نفت مصادر أمنيّة صحّة المعلومة المُتداولة.
أبرز الشائعات وِفق موضوعاتها:
من أبرز الشائعات التي رصدها "أكيد"، وانتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة والوسائل الإعلاميّة، وِفقاً للموضوعات التي اعتمدها الرصد:
شائعات "الشأن العام":
خصّص مرصد "أكيد" منذ بداية شهر أيّار تصنيفاً جديداً لمواضيع الشائعات التي تتعلق بقضايا الشّأن العام، مثل القضايا المتعلقة بالتربية والتعليم، والتعليم العالي، والقطاع النقابيّ، والقرارات التي تخصّ الأعياد الرسميّة والوطنيّة.
ومن الشائعات التي تداولتها المواقع الإخبارية وانتشرت في شهر كانون الأوّل ونالت اهتماماً كبيراً، ما تعلقت بقطاع التّربية والتّعليم، إذ نشر مستخدمو وسائل التّواصل الاجتماعيّ خبراً غير صحيح عن عودة التّعليم الوجاهي للطلبة في المدارس مع بداية الفصل الدّراسيّ الثاني. ونفى وزير التّربية تيسير النعيمي صحّة المعلومة المتداولة، مُشيراً إلى أنّ الوزارة لم تُصدر قراراً كهذا بعد. وأوضح النعيمي في تصريحات صحفيّة أنّ "عودة الطّلبة إلى المدارس ستكون تدريجيّة وبالتّناوب في حال تمّت".
ومن الشائعات التي نفتها نقابة الأطبّاء الأردنية، قائمة غير صحيحة نشرها موقع إلكترونيّ محليّ تضمّنت أسماء 24 طبيباً تُوفّوا بعد إصابتهم فيروس "كورونا"، وبيّنت النّقابة أنّ القائمة المغلوطة تضمّنت أسماء أطبّاء لا زالوا على قيد الحياة. ودعت النّقابة وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونيّة إلى تحرّي الدقّة في نقل المعلومات والاستناد إلى مصادر رسميّة.
الشائعات الصحيّة:
تنوّعت الشَّائعات المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجدّ وما تبعه من تداعيات وإجراءات في شهر كانون الأوّل، إذ رصد "أكيد" 9 شائعات تخصّ القطاع الصّحيّ، تمحورت بشكل أساسيّ حول لقاحات فيروس "كورونا". ومن هذه الشّائعات أنّ لقاحات فيروس "كورونا" تُسبّب الوفاة أو الشّلل النّصفيّ، وأنّ اللقاحات تُستخدم لوضع شريحة تعقّب في أجسام متلقّي اللقاح بهدف تعقّبهم، وأنّ المطعوم يُعدّل الشيفرة الوراثيّة لمن يأخذه، ونفى أمين عام وزارة الصحّة لشؤون الأوبئة مسؤول ملف كورونا الدكتور وائل الهياجنة صحّة هذه الشّائعات جميعها في مقطع مُصوّر نشرته منصّة "حقّك تعرف" التّابعة لرئاسة الوزراء.
وبيّن الهياجنة أنّ مطاعيم كوفيد-19 التي ستُستخدم في الأردن تأتي من مصادر موثوقة وتُسجّل في مؤسّسات علميّة موثوقة بعد إجراء الأبحاث اللازمة عليها، وبيَّن أنّ المطعوم تم تطويره للقضاء على المرض وليس لتعقّب البشر وأنّ مطعوم كوفيد-19 لا يغيّر من الشيفرة الوراثيّة للجسم وإنّما يستخدم الجهاز البشري لإنتاج بروتينات ثم أجسام مُضادّة لإحداث مناعة في الجسم.
كما نفى الهياجنة شائعة ادّعت بأنّ المطعوم سيُعطى بمقابل مادّي كبير وسيُعطى على أساس الواسطة، موضّحاً أنّ المطعوم في الأردن سيكون مجّانيّاً للمواطنين والمقيمين وسيوزّع بعدالة حسب معايير محدّدة مسبقاً. ونفى الهياجنة أيضاً معلومة مغلوطة بأنّ وصول المطعوم يُلغي الحاجة للإجراءات الاحترازيّة، مثل ارتداء الكمامة، مشيراً إلى أنّ تلقّى المطعوم لا يُغني عن استخدام الكمامة، وأنّ الوقاية تكون بالوسيلتين معاً.
ومن الشّائعات الصحيّة ما روّجت له مقاطع "فيديو" انتشرت عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ تزعم بأنّ التّدخين يحمي من الإصابة بفيروس "كورونا"، وهو ما نفاه رئيس وحدة العناية المركّزة والرئة في مركز الحسين للسرطان.
الشائعات الأمنيّة:
نفت الجهات الأمنيّة والحكوميّة عدّة شائعات خلال شهر كانون الأوّل تعلّقت بنيّة تعديل ساعات حظر التجوال الجزئي أو إلغاء حظر التجوال الشّامل يوم الجمعة. كما نفت الأجهزة الأمنيّة صحّة ما نشرته وسائل إعلام عن وقوع جرائم في مناطق مختلفة من المملكة.
ومن الشّائعات الأمنيّة التي انتشرت خلال شهر كانون الأوّل ما نشرته مواقع إخباريّة عن اختطاف طفلة وتشويه وجهها بسبب رفض والدها تزويج ابنته لشاب في الرمثا على أنّه خبر حديث، بينما وضّحت الأجهزة الأمنيّة أنّ القضية قديمة ومنظورة أمام القضاء، وأنّه لا صحّة لما يتم تداوله بأن القضيّة حديثة. كما نفت الأجهزة الأمنيّة صحّة "فيديو" تداوله مستخدمو وسائل التّواصل الاجتماعيّ لانتشال جثّة شاب من بئر، وأوضحت مديريّة الأمن العام أنّ الفيديو ليس في الأردن، وإنّما في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، وهو ما أكّده مسؤول أمني فلسطيني.
كما انتشرت شائعة عن اتّخاذ الحكومة قرارات جديدة تتعلّق بتقليص ساعات حظر التجوال الجزئي وإعادة فتح أنشطة متوقّفة بسبب جائحة "كورونا"، وهو ما نفته الحكومة، مؤكّدة استمرار الإجراءات المعمول بها حاليّاً. كما نفى مصدر رسميّ خبرًا غير صحيح عن نيّة الحكومة فرض حظر تجوال شامل لمدة ثلاثة أيام متتالية، بينها يوم الجمعة، الذي صادف عيد الميلاد المجيد، وبيّن أنّ حظر التّجوال سيقتصر على يوم الجمعة فقط.
ونفت مديريّة الأمن العام صحّة "فيديو" تداوله مستخدمو وسائل التّواصل الاجتماعيّ لشخص ادّعى تعرضه للاعتداء من قبل مجموعة من الاشخاص في مدينة إربد وأنه لم يتم التّعامل مع القضية. وبيّنت المديريّة أنّه تم التحقيق في الشكوى وإلقاء القبض على ثلاثة أشخاص ممَّن ادّعى عليهم، واتّخذت الإجراءات القانونيّة بحقهم، وتمّ توقيفهم في مراكز الإصلاح والتأهيل في حينه، وما زال أحدهم نزيل أحد هذه المراكز.
الشائعات الاقتصاديّة:
ومن أبرزها خلال شهر كانون الأوّل، ما تداوله مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن العثور على كنوز ذهبيّة في حفريّات أمانة عمّان في منطقة وسط البلد، وهو ما نفاه مدير دائرة الآثار العامة يزيد عليان، مُشيراً إلى أنّه بعد الاطلاع على الفيديوهات المتداولة، تم التأكد أنها مُلفقة وأنها صور ومقاطع فلميةّ تم تداولها قبل عدّة سنوات لاكتشافات في أوروبا وإيطاليا وأماكن أخرى خارج الأردن.
كما نفى الرئيس التنفيذي لشركة مصفاة البترول الأردنيّة عبد الكريم العلاوين شائعة عن نيّة بيع الشركة، مؤكّداً أنّه ليس هناك أي توجّه لبيع المصفاة وأنّ الشّركة لم تتلقَّ عرضاً بهذا الخصوص.
ونفى وزير النّقل مروان الخيطان التوجّه لوقف الرّحلات الجويّة إلى الأردنّ الشهر المقبل، وذلك بعد ظهور سُلالة جديدة لفيروس "كورونا". وأكّد الوزير أنّ إغلاق المطار أمرٌ لم يُدرَس ولم يُبحَث ولم يُعرَض على الإطلاق. وكانت شائعة مُماثلة انتشرت عبر مواقع إخباريّة خلال شهر تشرين الثّاني، ونفاها الوزير حينها.
الشَّائعات السِّياسيّة:
من الشائعات السياسيّة التي انتشرت في شهر كانون الأوّل عبر منصّات التواصل الاجتماعيّ، معلومات غير صحيحة حول نيّة الحكومة حلّ المجالس البلديّة، وهو ما نفاه مصدر مسؤول في وزارة الإدارة المحليّة، مؤكّداً استمرار المجالي بعملها، وأنّ المدّة القانونيّة للمجالس تنتهي في شهر أيّار المقبل بعد إكمالها خمس أربع سنوات.
ونفى رئيس مجلس النوّاب عبد المنعم العودات شائعتين خلال شهر كانون الأوّل، الأولى تعلّقت بما نشرته وسائل إعلام حول تأثير العودات على إرادة النوّاب في اختيار الكتل النّيابيّة، والثانية تعلّقت بصورة لورقة نشرتها وسائل إعلام نقلاً عن مواقع التّواصل الاجتماعيّ نُسبت للعودات على أنّه أرسلها لأحد النّواب خلال انعقاد المجلس.
الشائعات الاجتماعيّة:
ومن الشائعات التي انتشرت خلال شهر كانون الأوّل، ما نشرته وسائل إعلام عن وفاة الفنّان الأردني موسى حجازين، وهو ما نفاه نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب بدايةً. ثم نفى حجازين الشائعة لاحقاً على صفحته على موقع "فيسبوك" وأكّد لجمهوره أنّه بخير.
كما نفى قائد نادي الوحدات لكرة السلّة محمود عابدين ما تداوله روّاد مواقع التّواصل الاجتماعيّ عن وجود خلافات مع الفريق بأركانه الإداريّة والفنّيّة واللاعبين. وأكّد عابدين على متانة العلاقات التي تربطه مع الجهاز الفنيّ داخل وخارج الملعب.
ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب بنشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات.
من هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.
وطوّر "أكيد" مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النَّظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.
ويُذكَر أنّ "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، إذ تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ".
وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة... وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة، ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني