أكيد – مجدي القسوس
تداولت وسائل إعلام محليّةٍ معلومات قالت فيها إنَّ الحكومة قامت بإدخال تعديلاتٍ في صياغة البيان الوزاريّ الذي تلاه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، بعد إنهائه لخطابه، وذلك في النسخة التي نشرتها وكالة "بترا" لاحقًا.
وقالت تلك الوسائل إنَّ التعديل جاء بعد اعتراض أحد النوّاب على البند الخاصّ بالقضيّة الفلسطينيّة واتّهامه الحكومة بـ"شرعنة الاحتلال الإسرائيليّ، وأنّ البيان يقرّ بالسيادة للاحتلال الإسرائيليّ على الأراضي الفلسطينيّة".
وأشارت وسيلة إعلام عربيّة إلى تعديلٍ "نادر" على البيان الوزاري وعبر وكالة الأنباء الرسميّة، فيما أشارت أخرى إلى أنَّ الحكومةَ اضطرت لإدخال تعديلات في صياغة البيان، وأنَّ وكالة الأنباء الأردنيّة الرسميّة “بترا” نشرت نصًّا مغايرًا للصياغة التي وردت في النص الأصليّ الذي تلاه الرئيس الخصاونة.
وتحقَّق "أكيد" من المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام، بمراجعة النصّ الورقيّ الذي تم توزيعه على النوّاب، والبثّ المباشر لخطاب الخصاونة، والنصّ الذي نُشر على موقع رئاسة الوزراء، ونصّ وكالة الأنباء الرسميّة "بترا"، وتبيَّن عدم دقّة المعلومات التي تداولتها وسائل إعلام، وأظهر التحقُّق ما يأتي:
أولاً: عبارة "ذات السيادة":
غابت عبارة "ذات السيادة" عن الكُتيّب الورقيّ الذي قُدّم لمجلس النوّاب، وذلك في الفقرة الثانية من بند "القضية الفلسطينية" في الصفحة (35)، إذ وردت كما يلي:
"... بذل كل الجهود لتحقيق السلام العادل، المستند إلى القرارات الشرعيّة الدوليّة، والمرتكز على حلّ الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينيّة المستقلة القابلة للحياة".
فيما وردت العبارة بشكلٍ مباشرٍ وواضح على لسان الدكتور بشر الخصاونة أثناء إلقائه للبيان الوزاريّ، وتحديدًا في الدقيقة "58" من التسجيل الكامل للبيان الوزاريّ عبر شاشة التلفزيون الأردنيّ، ونصًّا على موقع رئاسة الوزراء، ونقلتها وكالة الأنباء الأردنيّة "بترا" كما جاءت على لسان الخصاونة، وليس بعد إنهاء خطابه، كما يلي:
"... بذل كلّ الجهود لتحقيق السلام العادل، المستند إلى القرارات الشرعيّة الدوليّة، والمرتكز على حلّ الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينيّة المستقلة، ذات السيادة، القابلة للحياة".
ثانيًا: عبارة "الحل الذي لا بديل عنه، ويؤيّده المجتمع الدوليّ":
رصد "أكيد" وجود هذه العبارة في الفقرة الثانية من بند "القضيّة الفلسطينيّة" في الصفحة (35)، كما يلي:
"...، على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقيّة، وهو الحل الذي لا بديل عنه، ويؤيّده المجتمع الدوليّ".
بالإضافة إلى قراءتها حرفيًّا على لسان الخصاونة في الدقيقة (58:26) من التسجيل الكامل للمقابلة، وإدراجها ضمن النصوص التي نُشرت على موقع رئاسة الوزراء ووكالة الأنباء، إلا أنّ وسائل الإعلام التي أشارت إلى "تعديل البيان الوزاريّ" لم تذكرها ضمن ما ادَّعت أنَّه "النص الرسميّ المعدّل"، ونشرت النصّ:
"... ،على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقيّة، ومواصلة التصدّي لكلّ الممارسات والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، متجاوزةً العبارة التي وردت في المصادر الأخرى، ما أوقعها في فخّ انتقاص المعلومات واجتزائها ونقلها دون التحقُّق منها.
ونفى الناطق الإعلاميّ باسم الدولة، علي العايد، في تصريحات صحفيّة، قيام مستشارين لرئيس الوزراء بإرجاء النشر الرسميّ للبيان الحكوميّ إلى حين تعديل تلك الفقرة، مؤكدًا أنَّ فقرات البيان تبثّ أوّلاً بأوّل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ الخاصّة برئاسة الوزراء، وتمّ نشر البيان كاملاً فور انتهاء رئيس الوزراء من إلقائه على موقع رئاسة الوزراء.
ويشير "أكيد" إلى ضرورة التحقُّق من الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام، والعودة دائمًا إلى أكثر من مصدر موثوق، قبل إعادة تداولها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني