تنويه وسيلة الإعلام عن تاريخ الصورة... ضرورة مهنيّة لوقف تضليل المتلقين

تنويه وسيلة الإعلام عن تاريخ الصورة... ضرورة مهنيّة لوقف تضليل المتلقين

  • 2021-01-17
  • 12

أكيد - تقدِّم وسائلُ الإعلام على اختلافِ أنواعِها، موادّ مصوَّرة سواء "فيديو" أو ثابتة، ومن أهم حقوق المتلقّين لهذه المواد بيان ما إذا كانت هذه الصور حديثة أم أنَّها قديمة وأرشيفيّة؛ لمنع التضليل ونشر الشَّائعات.

ويقول متخصّصون ل"أكيد"، إنَّ على وسائل الإعلام وصف الصور الأرشيفيّة بأنها كذلك بكتابةٍ على الشَّاشة، وتتضمن هذه الكتابة تاريخ الصور الأرشيفية إن كانت لحدث ذي زمن قريب، حتى لا يختلط بالحاضر، وأن يتم تحديد زمن محدد داخل هذه المؤسسة لوصف هذه الصور بالأرشيفيّة.

يقول رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة الزرقاء الدكتور عثمان الطَّاهات لـ"أكيد"، إنَّ الصورة المتحركة أو الثابتة مهمة جدّاً ولها ضوابط دقيقة، ويجب على وسائل الإعلام الحذر والانتباه لكل صورة ترافق المادة الصحافية.

ويضيف: إنَّ الرأي العام ذكي جداً، وعلى وسائل الإعلام أن تراعي الدقة والحياد والموضوعيّة عند اقتران المادة الصحافية مع الصور، والإشارة إلى الصور القديمة بأرشيفيّة أو تعبيرية خاصّة في الصحف المقروءة أو المواقع الالكترونية.

ويلفت الطاهات إلى أنَّ وضع وصف "أرشيفيّة" للمواد المصوَّرة على الشَّاشة، يُسهم في "وأد" الشائعة وعدم انتقالها، ويُبعد وسيلة الإعلام عن تضليل المتلقين، خاصة مع وجود تطور تكنولوجي كبير يكشف أي صورة أو مقطع مصور وتاريخ ومكان نشره.

ويوضّح الاستاذ المتخصص بالصور الفوتوغرافية يحيى بني عامر لـ"أكيد" أنَّ استخدام الصور الأرشيفية، في حال تم استخدامها بشكل موثق وذكر مصدرها، تُسهم في تعزيز الصورة الذهنية  للمؤسسات والأفراد وجميع أشكال الحياة العامة، وتُحقق انتشارًا أكبر لها بين أفراد المجتمع بمختلف مكوناته من خلال استخدامها الصَّحيح عبر وسائل التواصل الإعلامي والاجتماعي، وتقدِّم الفهم الأكبر لرؤية الأرشيف ورسالته.

ويؤكد: إذا تمَّ نشر الصورة الأرشيفية دون بيان أصلها وذكر مصدرها فمن الممكن أن تنقلَ للمتلقي مفهومًا غير صحيح، يعملُ على تضليله، وتعمل على عدم ربط مضمون الخبر بالصورة مما يُسبّب التضليل وبناء صورة ذهنية خاطئة عن الموضوع المنشور، ويؤدي إلى نشر الأكاذيب والشائعات.

ويقول بني عامر إنَّ الأيَّام الحالية وبسبب انتشار العديد من وسائل الإعلام وقِلة الرِّقابة الإلكترونية والمؤسسات المتخصصة في الأرشيف الإلكتروني ساهم في انتشار الكثير من "الضَّباب" الأرشيفي الذي أسهم في بناء صورٍ ذهنيَّةٍ خاطئةٍ سواء على المواقع الإخباريّة أو الإلكترونيّة أو التواصل الاجتماعي بشكل عام.

وتشير معايير التَّحقق السريع في فحص المحتوى الإخباري والمنشورة على الموقع الالكتروني الخاص ب"أكيد" إلى ضرورة الانتباه إلى المادة التي تحتوي صورًا غير سليمة او تم التلاعب بها، إذ يُمنع التلاعب في الصورة أو خِداع المتلقي من خلال وضع صور قديمة دون الإشارة الى كونها صورة أرشيفية وهو ما يعتبر مخالفة صريحة تؤثر على مصداقية الخبر، ويمكن التجاوز عن ذلك في حالة أن الصورة غير مؤثرة على المتلقي.

ويبين "أكيد" أنَّه يُمنع على الوسيلة الإعلامية وضع مقطع مصور مخالف أو متعارض مع نص المادة، وفي حال تم إعادة نشر مادة قديمة بتاريخ حديث عن شخص ما أو عن تيار ما أو حتى عن مؤسسة ما على أنها مادة حديثة بهدف توجيه الرأي العام في اتجاه معين تعتبر المادة مضللة.